إما مرشح "حزب الله" أو جحيم غير منتظر

إما مرشح "حزب الله" أو جحيم غير منتظر

إما مرشح "حزب الله" أو جحيم غير منتظر


05/06/2023

سناء الجاك

انقلبت لعبة عض الأصابع في لبنان رأسا على عقب. تهاوت الرهانات التي وضعها الثنائي الشيعي، أي "حزب الله" وحركة أمل" على فشل المعارضة بالتوصل إلى توافق يمكنها من المواجهة بمرشح هو الوزير السابق جهاد أزعور لينافس مرشح الثنائي سليمان فرنجية.

أُعلن ترشيح أزعور رسميا، وبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى عقد جلسة انتخاب مفتوحة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

فقد تغيّر المشهد بعد زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد فشل الإليزيه في التوصل إلى إجماع دولي على فرنجية بحجة أنه المرشح الجدي الوحيد، ما أدى إلى التراجع في التكتيك، والتعامل المعطيات التي أسفر عنها تمتين جبهة الداخل اللبناني وتغيير المعادلات.

أكثر من ذلك، حرص البطريرك على التأكيد أن المطلوب انتخاب رئيس بعيدا عن معادلة "غالب ومغلوب"، داعيا بدوره إلى حوار جميع القوى السياسية اللبنانية، بمن فيهم "حزب الله".

لكن هل يرضى الحزب بحوار لا ينتهي بفرض مرشحه مع هذه القوى؟؟

أو أن الحزب يبحث عن حوار مع جهات غير لبنانية لا تزال تتجاهله على الرغم من تقديمه أوراق اعتماده؟؟

ولهذا الطرح موجبات. فالمسؤولون في الحزب صرحوا أكثر من مرة بأن التطورات الإقليمية تصب في صالح محورهم، إن لجهة الاتفاق السعودي الإيراني، أو لجهة عودة النظام السوري إلى الحضن العربي.. أو حتى لجهة ما يتردد من معلومات لا تزال ضبابية عن تقدم في الحوار بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي.

وبناء على هذه المعطيات اعتبر الحزب أنه يستطيع أن يأمر فيُطاع، ولا عقبات يمكنها أن تحول دون فرض مرشحه، ولا وزن لخصومه، فهو يعتبر نفسه رقما صعبا يستحيل تجاوزه في المعادلة اللبنانية.

وعدم الانصياع لإرادته تهدد بخطر ضياع جهوده، لذا سارع مسؤولوه إلى مزيد من التشدد الهستيري، وكأن عليهم أن يثبتوا ولمرة وأخيرة واستثنائية أنهم أصحاب الحل والربط، وعلى الجميع أن يسير في ركابهم من دون اعتراض..

أو أنهم كانوا مطمئنين إلى معطيات لم يجيدوا قراءتها، وحسبوا أن هذه المعطيات، فيما يخص الملف اللبناني ستصب في صالح خياراتهم والمشروع الممانع الذي رفعوا رايته، سواء لجهة ما قدموه من تساهلٍ في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بوساطة أميركية. إلا أن هذه البادرة اللطيفة لم تمنح الحزب إلا المزيد من العقوبات بحق مموليه ومبيضي أمواله الحلال عوض ارسال موفدين ليتفاوضوا معه مباشرة.. أو لجهة ما قدموه من إشارات تظهر عزمهم على إنهاء مرحلة التجييش في الخطابات ضد المملكة العربية السعودية، أو بإقفال وسائل الإعلام التي كانت معششة في دويلتهم لمهاجمتها، ناهيك عن الالتزام ضمنا بتغيير وجهة الكبتاغون الفاخر نحو آفاق أخرى..

والأهم أن الحزب الذي تسرَّع في تفسير المواقف الإقليمية والدولية لصالحه ونشط في الترويج لذلك، لم يفهم مضامين هذه المواقف التي كانت ولا تزال واضحة لمن يريد أن يفهم، وليس لمن يريد تجييرها لمشروعه وتفصيلها على قياسه.

هل يعني سوء فهم الحزب لما يجري أنه سيستسلم ويعترف بهزيمته؟؟

لا يزال الوقت مبكرا على مثل هذه الاستنتاجات.. لا سيما أن الأساليب التخريبية متوفرة بين يديه، ويمكنه التعويل على إضاعة الوقت والتهويل باستمرار الفراغ، ولديه الأدوات اللازمة لدفع الرافضين مصادرته سيادة البلد وقراره إلى نسف الصيغة الحالية، والمطالبة بصيغ تحررهم منه وتتراوح بين التقسيم والفيدرالية، ما يعيد خلط الأوراق ويفتح أبواب جحيم غير منتظر!!

عن "سكاي نيوز عربية"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية