"حوار المنامة" يتساءل حول ردع إيران ومدى الالتزام الأمريكي.. ماذا قيل؟

المنامة

"حوار المنامة" يتساءل حول ردع إيران ومدى الالتزام الأمريكي.. ماذا قيل؟


24/11/2019

اتفقت كلٌّ من الرياض وأبوظبي على أنّ الحل بشأن إيران يأتي عبر الحوار والدبلوماسية، برغم إقرارهما بأنّ ما يمنع مثل هذا الحلّ، حتى الآن، هو السياسات العدائية التي تنتهجها طهران منذ عقود تجاه جيرانها العرب. وفيما عبّرت باريس عن قلقها من تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، اعترف الجيش الأمريكي أنّ لديه "نحو 500 فرد أمريكي بشكل عام شرقي نهر الفرات وإلى الشرق من دير الزور حتى الحسكة، في الشمال الشرقي حتى أقصى شمال شرق سوريا"، متوقعاً أن تتصاعد العمليات ضد "داعش" في الأيام المقبلة.

اقرأ أيضاً: هل يكسر الثائرون في طهران الطوق الإيراني عن المنطقة؟
وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أمس، إنّ بلاده لا تعارض الحوار مع طهران، لكن الردع يجب أن يستمر لمنع إيران من تكرار الهجمات على منشآت أرامكو، مضيفاً: "الاسترضاء لم ينجح مع هتلر، ولن يعمل مع النظام الإيراني". من جانبه، قال نظيره الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش إنّ "مسألة أمن واستقرار منطقتنا العربية أهم ما يشغلنا في الوقت الحالي"، مشيراً إلى أنّ "الصراع وزعزعة الاستقرار في المنطقة يتطلبان تعاوناً دولياً فعالاً".
جاءت أقوال الوزيرين خلال مداخلتين لهما ضمن فعاليات حوار المنامة "قمة الأمن الإقليمي الـ 15"، الذي تستضيفه العاصمة البحرينية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية  "IISS"، ويناقش أمن الملاحة البحرية، والصراع في الشرق الأوسط، والدبلوماسية الدفاعية والاستقرار الإقليمي، والسياسة الأمريكية.
عادل الجبير

قرقاش: الدبلوماسية هي الحل... ولكن
وأضاف قرقاش في كلمته أمام منتدى حوار المنامة، الذي انطلقت أعماله أمس، أنّ الإمارات تستنكر سياسة إيران التي يمارسها النظام منذ نحو 30 عاماً، وأنّ الدبلوماسية هي الحل بشأن إيران. وتابع الوزير الإماراتي أنّ "أزمة اليمن هي أكبر اختبار لنا جميعاً"، مشيراً إلى أنّ دبلوماسية السعودية الحكيمة نجحت في حل هذه الأزمة بشكل كبير، وأنّ اتفاق الرياض الأخير يأتي في هذا السياق. وندد قرقاش بالسياسات العدائية التي تعتمدها تركيا وإيران، مؤكداً ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لدعم وتعزيز استقرار المنطقة.
الجبير: لا نريد الحرب والردع مستمر
في هذه الأثناء، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أمس، إنّ إيران هي المسؤولة عن الاعتداء على منشآت شركة أرامكو النفطية في السعودية، في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأضاف الجبير، خلال كلمة له في مؤتمر المنامة السنوي، أنّ المملكة طلبت من الأمم المتحدة، توفير خبراء للاطلاع على القضية. وقال إنّ المملكة لا تعارض الحوار مع طهران، لكن الردع يجب أن يستمر لمنع إيران من تكرار الهجمات، مضيفاً: "الاسترضاء لم ينجح مع هتلر. ولن يعمل مع النظام الإيراني".

قرقاش: أزمة اليمن هي أكبر اختبار لنا جميعاً، ودبلوماسية السعودية الحكيمة نجحت في حل هذه الأزمة بشكل كبير

وقال "طلبنا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة المشاركة من خلال مفتشين في التحقيق بهجمات بقيق وخريص، وكذلك من دول صديقة، وسيتم الكشف عن النتائج".
وتابع "ما هو واضح تماماً أنّ الصواريخ والطائرات من دون طيار، التي استخدمت في الهجمات، صنعت في إيران، وأنّ الهجوم حدث من الشمال وليس من الجنوب".
وأوضح "لذلك نحمّل إيران المسؤولية، ونتوقع من المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات لمحاسبتها. أوضحنا مراراً أننا لا نريد الحرب، لكن في الوقت نفسه لا يمكن السماح للإيرانيين بالهروب من الحساب".
وأضاف الجبير أنّ الطائفية التي تنشرها إيران مدمرة، مؤكدًا أنّ إيران تدعي أنّ كل شيعي بحكم الأمر الواقع ينتمي إلى إيران، وهو أمر وصفه بأنّه "مثير للسخرية"، ويشبه قول إيطاليا مثلاً إنّ كل كاثوليكي ينتمي إليها. متسائلاً: "هل ستقبل ألمانيا؟".
أنور قرقاش

مكافحة الإرهاب
وفيما قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، على هامش مؤتمر "حوار المنامة"، إنّ هناك 500 جندي أمريكي في شرق سوريا، مضيفاً، وفق وكالة "رويترز" للأنباء، أنّه يتوقع تصاعد العمليات ضد "داعش" في الأيام والأسابيع المقبلة... ذكر وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أنّ المنطقة أخذت على عاتقها الحصة الأكبر في مكافحة الإرهاب، وحماية الملاحة، ومواجهة الميليشيات المسلّحة.

الجبير: المملكة لا تعارض الحوار مع طهران، لكن الردع يجب أن يستمر لمنع إيران من تكرار الهجمات

وأكد الشيخ خالد، خلال حوار المنامة، العزمَ على الصمود والمواجهة لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وصرح "لقد أخذنا على عاتقنا الحصة الأكبر في مكافحة الإرهاب وحماية حركة الملاحة ومواجهة الميليشيات المدعومة من الخارج، ومعالجة أزمات اللجوء، كما تحملنا هجمات عدة، وواجهنا هجمات إرهابية بطائرات من دون طيار وصواريخ باليستية على منشآت حيوية".
وأضاف أنّ دول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" ومصر والأردن هي حجر الأساس في الأمن الإقليمي، وقال "إذا نظرنا إلى المنطقة اليوم سنجد أنّ هناك دولاً تتطلع للتنسيق والتعاون والاستقرار، وأنّ هناك دولاً تسعى للهيمنة والمنافسة الضارة".
وفي تصريحات له على هامش المؤتمر، قال وزير الخارجية البحريني: إنّ دول الخليج العربية تنتظر الإعلان السعودي الرسمي، بشأن القمة الخليجية المقبلة، معرباً عن أمله بأن تسفر القمة عن نتائج إيجابية، لصالح دول المنطقة وشعوبها.
وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي

سجال حول الدور الأمريكي
وفي خطاب جريء لها، أمس، أمام مؤتمر "حوار المنامة"، أعربت وزيرة الجيوش الفرنسيّة، فلورانس بارلي، عن قلقها من تبعات ما اعتبرته تراجعاً "تدريجياً ومتعمداً" للدور الأمريكي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنّ تجنّب الرد على اعتداءات في الخليج اتُهمت إيران بالوقوف خلفها، ولّد أحداثاً "خطيرة".

وزيرة الجيوش الفرنسيّة: تجنّب الرد على اعتداءات في الخليج اتُّهمت إيران بالوقوف خلفها، ولّد أحداثاً "خطيرة"

ومنذ أيار (مايو) 2019، تشهد المنطقة توتّراً متصاعداً على خلفية هجمات غامضة ضد ناقلات نفط وضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت منشآت شركة أرامكو النفطية السعودية. وقد ألقت الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى باللوم على إيران، التي نفت أي دور لها، كما تقول "وكالة الصحافة الفرنسية"، التي أضافت أنّه على الرغم من هذه الاتهامات والحوادث، وبينها إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية، تجنّبت الولايات المتحدة الرد بالمثل.
وقالت الوزيرة بارلي في خطابها "رأينا عدم انخراط أمريكي تدريجي متعمّد"، مضيفة أنّ هذه السياسة "كانت مطروحة على الورق" لفترة من الوقت لكنّها أصبحت أكثر وضوحاً مؤخّراً.
وأضافت، بحسب "وكالة الأنباء الفرنسية" "عندما مضى تلغيم سفن من دون رد، أُسقطت الطائرة من دون طيار. وعندما حدث ذلك من دون ردّ، قُصفت منشآت نفطية رئيسية. أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار؟". وتابعت بارلي أنّ "المنطقة معتادة على انحسار ثم تزايد التدخل الأمريكي. لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر خطورة".

اقرأ أيضاً: ما قصة الوثائق الإيرانية السرية؟ ولماذا جرى الكشف عنها الآن؟
ورأت الوزيرة أنّ التراجع الأمريكي يمضي ضمن "مسار بطيء"، وأنّ "الاتجاه واضح، كما أعتقد، بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات (الأمريكية) المقبلة"، وفقاً لـ "الفرنسية".
وفي استعراض للقوة، عبرت حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والمجموعة المرافقة لها الثلاثاء الماضي مضيق هرمز الإستراتيجي. وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يعود آخر عبور لحاملة طائرات أمريكية لمضيق هرمز إلى نيسان (أبريل) 2019.
من جهته، رفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، الحديث عن انسحاب أمريكي من المنطقة، مؤكّداً أنّه "لا شك" في وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها. وقال، بحسب "الفرنسية": "الولايات المتحدة حليف يمكن الاعتماد عليه إلى حدّ كبير، كما كان على مدى العقود السبعة الماضية". وتابع "هناك رغبة في الولايات المتحدة تاريخياً لمحاولة التراجع على الساحة الدولية، لكن هذه الرغبة لا تنعكس في الموقف الأمريكي" على الأرض.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية