إسرائيل تفتتح العام الجديد بالمزيد من المجازر بحق سكان قطاع غزة

إسرائيل تفتتح العام الجديد بالمزيد من المجازر بحق سكان قطاع غزة

إسرائيل تفتتح العام الجديد بالمزيد من المجازر بحق سكان قطاع غزة


كاتب ومترجم فلسطيني‎
05/01/2025

تفتتح إسرائيل العام 2025 بمزيد من مجازر القتل وهدم بيوت السكان لا سيّما في شمال قطاع غزة، حيث يمارس الجيش منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حرب إبادة شرسة، ضمن خطة الجنرالات التي تتم بشكل بعيد عن الإعلام، وتهدف إلى قتل وتهجير سكان الشمال بدم بارد، عدا عن سلاح التجويع الذي تنتهجه إسرائيل كعقاب جماعي، والذي أدى إلى فقدان الكثيرين من السكان حياتهم بسبب الجوع. 

وبات سكان قطاع غزة مثقلين بالهموم والمتاعب، في ظل استمرار حرب الإبادة منذ أكثر من عام على التوالي، حيث يمعن الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل، وسط غياب لأيّ حلول من شأنها وقف العدوان المستمر، بالتزامن مع مماطلة المستوى السياسي في اتخاذ قرارات فيما يخص وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة، وهو ما زاد من معاناة السكان، وانعكس ذلك أيضاً على أوضاعهم الصحية.

بات سكان قطاع غزة مثقلين بالهموم والمتاعب، في ظل استمرار حرب الإبادة منذ أكثر من عام على التوالي

إلى جانب كل أنواع الظلم، تتفاقم أوضاع النازحين الذين يعيشون داخل الخيام في مناطق وسط وجنوب القطاع مع دخول فصل الشتاء، حيث تؤثر التقلبات الجوية والبرد الشديد في زيادة الضغط على النازحين، لا سيّما تسجيل حالات وفاة في صفوف الأطفال وكبار السن بشكل شبه يومي نتيجة البرد الشديد، عدا عن أنّ هطول الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية  قد أغرق خيام النازحين الذين باتوا لا يجدون مخرجاً للواقع الصعب الذي يعانون منه. 

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) قالت في بيان لها: بينما يحتفل العالم بقدوم العام الميلادي الجديد، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة بحق السكان المدنيين، ويواصل هدم المنازل وتشريد السكان وتجاهل كافة المناشدات والقرارات الدولية والأممية، وهو ما يعمق من أزمات السكان الذين يواجهون حرباً هي الأعنف منذ بداية تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن أبرز المجازر التي افتتح الجيش الإسرائيلي العام الجديد بها، قتل كل من يوجد في مناطق شمال غزة ، بالتحديد جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وتدمير الجيش مستشفى كمال عدوان وإخراجه عن العمل بشكل كامل، وقد ارتكب خلال اليوم الأول من هذا العام مجزرة دامية بحق من تبقوا من السكان في محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وشنت الطائرات حزاماً نارياً عنيفاً على المباني السكنية، ممّا أدى إلى سقوط عشرات الشهداء، إلى  جانب استهداف خيام النازحين في منطقة المواصي جنوب القطاع.

وينقسم السكان في قطاع غزة بين متشائم ومتفائل حول مستقبل هذا العام، فمنهم من يتفاءل بانفراجة تنهي حرب الإبادة التي دخلت عامها الثاني، مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض نهاية الشهر الجاري ووعوده بوقف الحرب، في المقابل منهم من ما يزال الإحباط يخيم عليهم، ولا يعولون كثيراً على ترامب، وما إذا كان سيضغط على إسرائيل لوقف الحرب أو التماشي مع مخططات إسرائيل في غزة.

الرئيس الأمريكي المنتخب: دونالد ترامب

في أحاديث منفصلة مع مراسل (حفريات) يُعبّر مواطنون عن أملهم  في تغيير حياتهم نحو الأفضل خلال العام الجديد، لا سيّما في ظل وجود بوادر للتوصل إلى هدنة إنسانية لمدة شهرين في غزة قبيل وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، ويعتبر هؤلاء أنّ إمكانية التوصل إلى هذه الهدنة سيكون مقدمة لوقف الحرب، في المقابل يخشى مواطنون من فشل الجهود كما في السابق، ومنح ترامب إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة الحرب وتهجير السكان.

 يقول المواطن خالد إسعيد، وهو مواطن نازح جنوب غزة: "لقد مر العام الماضي كالجحيم على السكان في كافة مناطق القطاع، حيث شهد ذلك العام سلسلة مجازر مخيفة، ونأمل أن يكون هذا العام بداية لإيجاد حلول تنهي الحرب وإراقة الدماء، ووقف استمرار الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".

ويشير إلى أنّه "متفائل كثيراً مع بداية هذا العام في إمكانية التواصل إلى هدنة خلال الأيام القادمة، على الأقل وقف الحرب والقتل إلى حين التوصل إلى حلول دائمة وجذرية تنهي معاناتنا كمواطنين عزل، لقد تُركنا وحدنا في هذه الحرب البشعة أمام عدو همجي لا يعرف للإنسانية معنى".

ويتمنى أن "تصحو الضمائر العربية من غفلتها، وأن تساعد الفلسطينيين على الخروج من الواقع المأساوي بدلاً من مشاهدة المجازر عبر شاشات التلفاز، ورؤية تلك المشاهد اليومية دون تحريك أيّ ساكن، وهذا الصمت أعطى الاحتلال ذريعة للاستمرار في المجازر طوال العام إلى هذا الوقت".

أمّا المواطن سالم الناجي، فإنّه لا يُعوّل كثيراً على أيّ انفراجة قريبة للواقع في غزة، وهذا التشاؤم ناتج بالنسبة إليه عن تجاهل العرب والعالم لمعاناة السكان، فبعد كل المجازر الدامية التي لا تُعدّ ولا تُحصى، لا يقدر العالم على لجم الاحتلال وفرض قيود وضغوط عليه، لإجباره على وقف إبادة السكان في غزة".

يأمل الغزيون بقدوم الهدنة التي ستنهي معاناتهم وتوقف حرب الإبادة التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي

وأوضح أنّ "الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية في إسرائيل تعمل وفق مخطط يقوم على إبادة وتهجير السكان في غزة، وبعد مرور أكثر من عام على الحرب، ما يزال الجيش يواصل حرق المواطنين وتهجيرهم من شمال القطاع، وهي الخطة التي أعدها الجيش وبدأ في تطبيقها بشكل صامت بعيداً عن الإعلام".

ويتخوف المواطن "من التوصل إلى هدنة جزئية خلال الأيام المقبلة، ثم يعود الاحتلال إلى مواصلة الحرب، وإن عاد الاحتلال، فسيرتكب المزيد من المجازر، ولا يجد الغزيون من ينقذهم من جبروت الاحتلال، لأنّ العالم الظالم يعطي الاحتلال الحق في الدفاع عن نفسه بقتل المدنيين والتنكيل بهم".

وفي سياق ذلك يقول الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إنّ "الاحتلال الإسرائيلي بات غارقاً في قطاع غزة، ويحاول تسجيل إنجازات واهية بارتكاب المزيد من المجازر وهدم البيوت ودفع السكان إلى التهجير، في مقابل كل ذلك ما زال يتكبد خسائر في صفوف جيشه، حيث يسجل يومياً مقتل وإصابة جنود في مناطق القتال شمال غزة".  

ولفت في حديثه لـ (حفريات) إلى أنّ "هناك إمكانية كبيرة في حدوث انفراجة لدى الغزيين مع دخول العام الجديد، واستبدال الإدارة الأمريكية بإدارة جديدة قادرة على فرض شروط على إسرائيل، وليس على غرار إدارة بايدن التي لم تعد قادرة على الضغط على الاحتلال ووقف العدوان، وفشلت محاولاتها المتكررة خلال العام الماضي في إحراز أيّ تقدم نحو التوصل إلى هدنة".

وبيّن أنّ "الجيش مع قرب وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ورغبته في التوصل إلى صفقة أسرى في غزة، يحاول كسب الوقت بارتكاب المزيد من المجازر والقتل وهدم البيوت وتدمير المستشفيات قبل التوصل إلى صفقة محتملة خلال أسابيع قليلة".

ويأمل أن "يكون هناك جهد دولي وعربي مكثف وحقيقي لدعم أيّ خطة لوقف إطلاق النار، ووقف معاناة الغزيين الذين يواجهون الظلم من القريب والبعيد، ويحتاجون إلى أعوام طويلة للتعافي من آثار الحرب المدمرة على الصعيد النفسي، وحتى دمار المنازل والبنى التحتية الهائل".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية