أزمة وقود جديدة يفتعلها الحوثيون لهذه الأهداف... والتحالف يُكذب مزاعمهم

أزمة وقود جديدة يفتعلها الحوثيون لهذه الأهداف... والتحالف يُكذب مزاعمهم


28/02/2022

شهدت مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي أزمة وقود خانقة شلّت الحركة، لا سيّما في صنعاء؛ إذ بلغت أسعار الوقود مستوى قياسياً غير مسبوق، بوصول سعر الليتر إلى دولارين، وشحّه في محطات البيع، وانتشاره في السوق السوداء التي تديرها قيادات في الميليشيا التي تسعى لجمع المزيد من الأموال لتغطية حملة التجنيد الجديدة.

وقد افتعلت الميليشيات الحوثية أزمة الوقود لليوم الرابع على التوالي؛ ممّا تسبّب في شلّ الحركة في شوارع العاصمة المخطوفة.

 

اقرأ أيضاً: حملة "أنا أصنف الحوثي إرهابياً": يمنيون يثورون بوجه الصمت الدولي

ولم تتوقف الأمور عند أسعار المحروقات، فقد تصاعدت شكاوى السائقين من أنّ الوقود في السوق السوداء مغشوش، حيث يتمّ خلطه بمواد كيماوية تتسبب في تعطيل محركات السيارات.

وقال سكّان محليون: إنّ سعر جالون البنزين، سعة (20) لتراً، وصل إلى (40) ألف ريال؛ أي ما يعادل قرابة (70) دولاراً، بحسب سعر الصرف بمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي.

 

أسعار الوقود تبلغ مستوى قياسياً غير مسبوق، بوصول سعر الليتر إلى دولارين، وشحّه في محطات البيع، وانتشاره في السوق السوداء بمناطق سيطرة الميليشيات الإرهابية

 

وأوضحوا في تصريحات متفرقة لـ"العاصمة أونلاين" أنّ تفاقم أزمة الوقود بهذا الشكل أدّى إلى تعطل الكثير من مظاهر الحياة اليومية، وكبّد أصحاب الأعمال اليومية خسائر فادحة.

 

اقرأ أيضاً: لماذا على إدارة بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. وجهة نظر أمريكية

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مواطنين قولهم: إنّ صفيحة البنزين عبوة (20) لتراً وصل سعرها إلى (35) ألف ريال في السوق السوداء؛ أي نحو (55) دولاراً، وهو سعر يُسجّل لأول مرّة في تاريخ البلاد.

 

شكاوى السائقين تتصاعد من أنّ الوقود في السوق السوداء مغشوش، حيث يتمّ خلطه بمواد كيماوية تتسبب في تعطيل محركات السيارات

 

وأوضح السائقون أنّ غالبية الوقود مغشوش، حيث يتمّ خلطه بمواد كيماوية تتسبب في تعطيل محركات السيارات، وأشاروا إلى أنّ محطات بيع الوقود مغلقة بحجّة انعدام المشتقات النفطية، وأنّ المئات من ناقلات الوقود مُنعت من الدخول إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

واشتكى أيضاً مواطنون من غلاء أسعار المواصلات، مؤكدين أنّ الراكب في المواصلات الداخلية في المدينة عبر الحافلات الصغيرة بات يدفع (200) ريال بدلاً من (100) ريال، مستغربين الحجم الكبير للكميات المعروضة من الوقود في السوق السوداء.

وفي سياق متصل، أكّدت مصادر حكومية لصحيفة البيان الإماراتية أنّ ميليشيا الحوثي الإرهابية افتعلت الأزمة لبيع الوقود بضعفي سعره؛ بهدف تغطية حملة التجنيد الجديدة التي بدأتها منذ أيام، وسخّرت لها كلّ المسؤولين في المستوى المركزي والمحلي وزعماء القبائل وقضاة المحاكم، والتي تستهدف تجنيد عشرات الآلاف من الطلاب والفقراء لتعويض الخسائر التي مُنيت بها في جبهات القتال.

 

سكّان صنعاء: تفاقم أزمة الوقود أدّى إلى تعطل الكثير من مظاهر الحياة اليومية، وكبّد أصحاب الأعمال اليومية خسائر فادحة

 

ونوّهت المصادر إلى احتجاز الميليشيا المئات من ناقلات الوقود القادمة من مأرب وحضرموت في محافظة الجوف منذ أسبوعين، على الرغم من الأزمة الخانقة التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرتها، فضلاً عن قيامها بمصادرة نصف كمية الوقود التي وصلت ميناء الحديدة لتمويل تصعيدها، وبيع النصف الآخر في السوق السوداء.

 

اقرأ أيضاً: كيف يتحوّل الاعتداء على الإمارات إلى وبالٍ على الميليشيا الحوثية؟

وأوضحت المصادر أنّ الميليشيا، بعد إغلاقها كلّ المنافذ التجارية التي تربط مناطق سيطرة الشرعية بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، أقدمت على منع عبور ناقلات البضائع ومن بينها المئات من ناقلات الوقود التي استوردها تجار عبر محافظة حضرموت ومن محافظة مأرب، مشيرة إلى أنّ أحد قادة الميليشيا أحرق إحدى قاطرات الوقود بعد مشادة مع سائقها الذي استفسر عن أسباب منعهم من العبور، بينما الناس تعاني من انعدام المشتقات النفطية.

ووفق مسؤول محلي في محافظة مأرب، فإنّ الميليشيا تحتجز حالياً أكثر من (600) ناقلة محمّلة بالوقود في محافظة الجوف، وتمنعها من العبور؛ بهدف إنعاش السوق السوداء التي يديرها قادتها، مضيفاً: "هذا تأكيد إضافي على ما جاء في تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي للعام 2021، والذي أكّد وقوف الميليشيا وراء أزمات المشتقات النفطية وإدارة السوق السوداء لمضاعفة أرصدتها المالية".

 

مصادر حكومية: ميليشيا الحوثي افتعلت الأزمة لبيع الوقود بضعفي سعره؛ بهدف تغطية حملة التجنيد الجديدة لتعويض الخسائر التي مُنيت بها في جبهات القتال

 

وفي سياق متصل، رفعت شركات بيع الكهرباء أسعار الاستهلاك بنسبة تصل إلى 40%‎ من قيمتها السابقة، فقد أصبح سعر الكيلو واط من الكهرباء (450) ريالاً بدلاً عن (300)، إلى جانب فرض مبلغ (1200) ريال رسوم اشتراك في الخدمة، تدفع أيضاً كلّ شهر، إلى جانب قيام هذه المحطات بقطع الخدمة منتصف كلّ ليلة بحجة انعدام الديزل، "الدولار حوالي (600) ريال في مناطق سيطرة الميليشيات".

وكانت الحكومة الشرعية قد سمحت الأسبوع الماضي بدخول ناقلتي وقود إلى ميناء الحديدة، كما أنّ الموانئ الخاضعة لسيطرة الشرعية مفتوحة أمام التجار لاستيراد أيّ كمية من الوقود، حيث اعتمدت شركة النفط مؤخراً (65) شركة تعمل في مجال استيراد وبيع المشتقات النفطية.

بدوره، كذّب التحالف العربي باليمن مزاعم جماعة الحوثي الإرهابية حول منعه دخول سفن الوقود، مؤكداً أنّ الميليشيات الموالية لإيران تقوم بـ"اختلاق" أزمة وقود في مناطقها، وأنّه منح تصاريح لـ (236) سفينة لدخول موانئ خاضعة لسيطرة الجماعة خلال عام.

جاء ذلك في بيان صادر عن التحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أول من أمس، عقب يومين من إعلان جماعة الحوثي عن "أزمة وقود خانقة" في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

 

الميليشيا الإرهابية تحتجز حالياً أكثر من (600) ناقلة محمّلة بالوقود في محافظة الجوف، وتمنعها من العبور؛ بهدف إنعاش السوق السوداء التي يديرها قادتها

 

وقال البيان: إنّ "الميليشيا الحوثية تختلق أزمة وقود (في مناطقها) للمتاجرة به في السوق السوداء".

والخميس أعلنت جماعة الحوثي أنّ كافة المحافظات الواقعة تحت سيطرتها تعاني أزمة وقود خانقة.

وتقول شركة النفط اليمنية الخاضعة للحوثيين: إنّ التحالف العربي يحتجز (6) سفن نفطية، ويمنع دخولها محافظة الحديدة.

هذا، وكان أحدث تقرير للجنة الخبراء التابعين لمجلس الأمن قد أكّد أنّ الحوثيين "يخلقون ندرة مصطنعة للوقود من أجل إجبار التجار على بيعه في السوق السوداء التي يديرونها، وجمع الرسوم غير القانونية المفروضة على المبيعات"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وقال التقرير: إنّ الميليشيات الإرهابية حصلت من جمع الرسوم غير القانونية المفروضة على المبيعات خلال العام 2021 على نحو (70) مليار ريال يمني، متهماً الميليشيا بأنّها تتحصل بشكل غير قانوني على تعريفات ورسوم جمركية إضافية من التجار في مراكزهم الجمركية البرية، ويدفع المستهلكون الثمن.

 

التحالف العربي باليمن يُكذّب مزاعم جماعة الحوثي الإرهابية، ويؤكد أنّه منح تصاريح لـ (236) سفينة لدخول موانئ خاضعة لسيطرة الجماعة خلال عام

 

وكشف التقرير عن أنّ (10) آلاف طن متري من البنزين تدخل يومياً إلى المحافظات الخاضعة للميليشيات من محافظة مأرب، ومن عدن، ما يمثل 65% من واردات الوقود التي تصل إلى مناطق سيطرة الميليشيات، وهو ما يدلّ على وجود اتجاه تصاعدي في واردات الوقود إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ووسط هذه الأزمة المتفاقمة، تنشط حركة تهريب واسعة للمشتقات النفطية من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق الحوثيين.

وتتدفق مهرّبات المشتقات عبر خطوط تهريب من شبوة ولحج جنوباً إلى مناطق الوسط، وعبر مأرب والجوف إلى الشمال، وتُشكّل تعز شريان تهريب حيوي تتدفق منها المهربات، عبر مناطق سامع جنوباً وجبل حبيش ومقبنة غرباً، إلى مناطق شرق وشمال المحافظة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإرهابية، وفق ما نقل موقع "المصدر أون لاين" المحلي.

ويشهد اليمن منذ أكثر من (7) أعوام حرباً مستمرّة بين القوات الموالية للحكومة، المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ أيلول (سبتمبر) 2014.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية