أردوغان يستغل أزمات البلقان

أردوغان يستغل أزمات البلقان

أردوغان يستغل أزمات البلقان


20/09/2022

قام أردوغان بجولة جديدة في البلقان وركز الزعيم التركي خلال اجتماعاته في البوسنة والهرسك وصربيا وكرواتيا فيما قيل انه المساهمة في الاستقرار والأمن والتعاون الاقتصادي.

خلال رحلته في هذا الوقت، والتي تضمنت سلسلة من الاتفاقيات الثنائية ومنتديات الأعمال والاجتماعات بين القادة ، بدا تدخل أردوغان واضحا في جزء من منطقة معروفة بالصراعات والتوترات وسط مساعي متعارضة من اجل السلام.

كانت البوسنة والهرسك، التي ستجري الانتخابات في 2 أكتوبر، تتعامل مع أزمات تغذيها الهياكل السياسية المعقدة والمختلة التي وضعتها اتفاقيات دايتون في عام 1995.

تستغل تركيا ما الت اليه الأوضاع في هذا البلد تحت بند تعزيز التنمية الاقتصادية للبلاد ومن خلال الحفاظ على علاقة وثيقة مع الجميع.

 يمكن للمرء أن يستنتج أن السياسة التركية كانت ناجحة في التغلغل في مجتمع البوشناق في ذلك البلد، وطرح انقرة نفسها كوسيط لمنع النزاعات العرقية  بين الصرب والبوشناق والكروات. فحيثما توجد الفتن والصراعات سوف يجد اردوغان موطئ قدم هناك، بعبارة أخرى، تعمل أنقرة لوضع اليد على البوسنة والهرسك.

وفي اطار مناورات اردوغان في اللعب على الحبال، كانت زيارته إلى صربيا التي شملت إبرام سبع اتفاقيات ثنائية بين البلدين.

هنا روجت وسائل اعلام اردوغان عن ما يسمى "العصر الذهبي" للعلاقة، وذلك خلال اللقاء مع الزعيم الصربي، ألكسندر فوتشيتش.

مهد أردوغان لمهمته متحدثا عن دوره المتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية. يطبق الرئيس التركي سياسة متوازنة بين الدول المتحاربة من خلال إرسال الرسائل الضرورية للحكومات المعنية في بعض الأحيان، ويمضي لتمرير مصالح تركية خالصة بما في ذلك التمدد الأمني والاستخباري وحتى استخدام المساعدات الإنسانية لتمرير تلك الاجندات.

أردوغان يريد مضاعفة دوره كوسيط نشط في الحرب الروسية الأوكرانية. لا توجد مؤشرات على الإطلاق على أن القتال سيتوقف في أي وقت قريب. ومع ذلك، يمكن أن تلعب تركيا، التي توسطت في صفقة الحبوب، دورًا مهمًا في منع وقوع كارثة نووية وتسهيل تبادل الأسرى.

روسيا مثلا غير راضية عن قرار الاتحاد الأوروبي بفرض حد أقصى لسعر الطاقة الروسية، ولهذا دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا إلى تقييد وجهات صادرات الحبوب الأوكرانية: وهنا قفز اردوغان الى المشهد معلنا انه بصدد التدخل في هذه الاتجاه ".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد مؤخرًا على أنه لا ينبغي السماح لتركيا بأن تكون الدولة الوحيدة التي تتحدث إلى روسيا.

 من الواضح أن اردوغان استغل موقفا استثنائيا هو انه لم يبادر زعيم أوروبي في وضع يسمح له  اتخاذ دور الوسيط بدلا عن الدور الذي استغله أردوغان في مواجهة الخصم الروسي.

 أدت العقوبات، إلى جانب من الأزمة المزدوجة للطاقة والغذاء، وإلى تحويل الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أزمة أوروبية كاملة. في النهاية، كانت دعوة ماكرون لأوروبا إلى الامتناع عن مزيد من تنفير الروس موضع جدل.                                                                                                      

ومع ذلك  قد يشهد الاتحاد الأوروبي تطورات معينة هذا الشتاء يمكن أن تغذي الجدل حول بيان أردوغان التالي: "روسيا ليست دولة يمكن لأي شخص التعامل معها باستخفاف". في الواقع، هؤلاء المعلقون، الذين حذروا من أن العقوبات الروسية تضر بالفعل بالاقتصادات الأوروبية، قد رفعوا أصواتهم بالفعل. وغني عن البيان أن الاقتصاد الروسي يواجه أيضًا تحديات معينة. ومع ذلك، هناك سبب للاعتقاد بأن مجتمعات الرفاهية في أوروبا أقل عرضة لمقاومة تلك الظروف السيئة مقارنة بالشعب الروسي. على خلفية تلك الأزمة، كانت جولة أردوغان في البلقان لضمان الاستثمار في المنطقة وخاصة بعد التطورات المحلية أو قضية أوكرانيا.

الاعلام التركي من جانبه هاجم المعلقين في وسائل الإعلام الأوروبية، القلقين من تواجد تركيا القوي في إفريقيا والبلقان، ووصفهم بأنهم يعانون من ضيق الأفق.

في هذا العهد الجديد من عدم اليقين، حيث تستمر المنافسة بين القوى العظمى في التعمق، يجب أن تكون أزمة أوكرانيا كافية لأوروبا لتدرك أنها تواجه بعض التهديدات الخطيرة للغاية.

لا يتطلب الأمر أزمة أخرى لمعرفة أن تركيا تتغلغل كلما اتيحت لها الفرصة مستغلة الازمات وخاصة أزمات القارة. وبناءً على ذلك، يراقب الأوروبيون تحركات أنقرة وهي تظهر في دور نشط على العديد من  المنصات وبما فيها التغلغل في المجتمع السياسي الأوروبي في خاصرة الأوروبيين الممثلة بمنطقة البلقان.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية