أردوغان: حزب "الشعب" المعارض ينهار... فماذا عن "العدالة والتنمية"؟

أردوغان: حزب "الشعب" المعارض ينهار... فماذا عن "العدالة والتنمية"؟


09/02/2021

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ حزب الشعب التركي (أكبر أحزاب المعارضة) ينهار، بعد استقالة أحد قياديي الحزب، وتوجّهه لإطلاق حزب جديد، في وقت يتجاهل فيه الرئيس التركي أنّ حزبه الحاكم "العدالة والتنمية" يشهد تلك الانهيارات منذ فترة، فقد استقال آلاف الأعضاء من الحزب، وأطلق قياديون فيه أحزاباً جديدة.

وتعكس التصريحات الأخيرة ازدواجية الرئيس التركي وعنجهيته، إذ يوجّه الأوصاف ذاتها إلى رئيس حزب المعارضة، التي سبق أن وُجّهت إليه وإلى قيادات حزبه.

وقال الرئيس التركي أمس: إنّ حزب المعارضة الرئيسي في تركيا ينهار، ولم يبد أيّ لاعب سياسي في ماضي البلاد سيئاً مثل حزب الشعب الجمهوري.

ونقلت أخبار "تي آر تي" عن أردوغان قوله خلال مؤتمر عبر الفيديو: إنّ زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو يقود حزبه من خلال نهج "حكم الفرد" وينبذ المعارضين، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية".

قال إنّ زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو يقود حزبه من خلال نهج "حكم الفرد" وينبذ المعارضين

وتأتي تصريحات أردوغان في الوقت الذي أعلن فيه المعارض السابق عن حزب الشعب الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق، محرم إينجه، استقالته من الحزب لتأسيس حزبه السياسي الخاص، مشيراً إلى تخلي حزب الشعب الجمهوري عن قيمه ومبادئه الأصلية.

وقال أردوغان: "لقد بدأ حزب الشعب الجمهوري في الانهيار"، وأضاف: "ماذا يفعل حزب الشعب الجمهوري بالأصالة عن نفسه؟ أيّ مشروع أنتج؟ كلّ ما نراه أمامنا عندما ننظر إليه هو فراغ هائل".

وتابع أردوغان قائلاً: إنّ حزب الشعب الجمهوري لا يختلف عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي تتهمه أنقرة بصلاته بحزب العمال الكردستاني المحظور.

وذكرت صحيفة الصباح أنّ إينجه قال يوم الإثنين: إنه يفترق عن "أعضاء مزيفين في حزب الشعب الجمهوري"، وإنّ حزبه سيقدّم خياراً لأولئك الذين أجبروا على التصويت لحزب الشعب الجمهوري، بسبب عدم وجود معارضة بديلة.

وقال إينجه في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة: إنّ الحزب الجديد "سينقذ البلاد من هذه الحكومة وهذه المعارضة التي لا تستطيع تقديم حلول".

وجاء إينجه (56 عاماً) في المرتبة الثانية بعد أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 24 حزيران (يونيه) 2018، وفاز بنسبة 31 % من الأصوات، مقارنة بأردوغان بنسبة 53%.

ويستعدّ المرشح الرئاسي السابق، الذي يتهم حزب الشعب الجمهوري بعكس السياسات المحلية للحكومة، لتشكيل حزب مع 3 من نواب حزب الشعب الجمهوري الذين استقالوا الشهر الماضي، محمد علي جلبي، وأوزكان أوزيل، وحسين أكسوي.

وأعلن محرم إينجه في مؤتمر صحفي: "سنخلق تركيا حرّة لا تخاف الكلام"، موجهاً انتقادات لاذعة للحزب السياسي الذي يغادره حزب الشعب الجمهوري.

وقد نجح إينجه المخضرم في السياسة، والخطيب المفوّه الذي يحظى بكاريزما تُقارن أحياناً بكاريزما الرئيس التركي، في جمع حشود أثناء تجمّعات انتخابية عام 2018.

إلّا أنّ الكثير من الناخبين شعروا بالاستياء، لأنه أقرّ بهزيمته ليلة الانتخابات عبر رسالة أرسلها إلى صحفي بدلاً من إلقاء خطاب أمام مناصريه.

وفي الأشهر الأخيرة، كثّف إينجه الذي كان يمثل الجناح القومي من حزب الشعب الجمهوري، هجماته ضدّ الحزب، معتبراً أنه لا يُدار بشكل ديمقراطي.

واتّهمه أيضاً الإثنين "بعدم فهم" السياسية الخارجية لأنقرة المتعلقة بشرق المتوسط وليبيا وأذربيجان، حيث تتهم دول غربية عدّة تركيا بالقيام بتحرّكات عدائية.

الصفحة الرئيسية