أتراك يدافعون عن اللاجئين السوريين ويرفضون ترحيلهم لهذه الأسباب

أتراك يدافعون عن اللاجئين السوريين ويرفضون ترحيلهم لهذه الأسباب

أتراك يدافعون عن اللاجئين السوريين ويرفضون ترحيلهم لهذه الأسباب


27/11/2022

رفضت شرائح تركية واسعة الحملة العنصرية التي تشنها أحزاب معارضة إلى جانب الحزب الحاكم ضد اللاجئين السوريين، ودشنوا حملة إلكترونية ترفض دعوات الكراهية، التي تنتهجها شريحة كبيرة من الأتراك، فضلاً عن حديثهم عن الأضرار السلبية لمغادرة السوريين تركيا؛ فقد أصبحوا يعتمدون عليهم في العمل وفي تأجير المساكن وفي عملية البيع والشراء، هذا بالإضافة إلى الخدمات التي تُقدم لهم، وكلها مدفوعة الأجر.

موقف الأتراك المناهض لترحيل السوريين ظهر جلياً في ولاية كيلس أثناء زيارة المعارض العنصري الكاره لوجود اللاجئين "أوميت أوزداغ"، فقد أكد له التجار أنّهم من دون السوريين لن يتمكنوا من تأجير منازلهم أو إيجاد عمّال مهَرة للعمل في مصانعهم ومزارعهم.

وذكرت "وكالة إخلاص" الإخبارية أنّ المواطنين الأتراك صَدموا بإجاباتهم العنصري (أوزداغ) الذي أجرى زيارة قصيرة برفقة أعضاء من حزبه لأصحاب المحلات في المدينة الصناعية بكيلس قائلاً: "سنرسل السوريين إلى بلادهم"، فكان جوابهم أنّه من دون سوريين لن نجد عمالاً يقبلون العمل.  

وأكدت الوكالة التركية أنّ أحد التجار أوضح لأوزداغ أنّهم يواجهون مشكلة نقص العمال بشكل كبير، وأنّهم لم يعودوا قادرين على العثور على موظفين في مصانعهم ومعاملهم وورشهم، مضيفاً أنّ رحيل اللاجئين السوريين يؤثّر على كيلس كثيراً.

المعارض العنصري الكاره لوجود اللاجئين "أوميت أوزداغ"

وخلال مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي قال تاجر آخر: "لا نريد مغادرة السوريين، نحن نؤجّر منازلنا لهم، ماذا سيحدث لهذه المنازل عندما يغادرون؟"، واشتكى مزارع تركي من أنّ مواطني بلده لا يرغبون بالعمل في الحقول والأراضي الزراعية، وأنّ أغلب العمال هم من السوريين، وأنّهم إذا غادروا، فلن يجدوا من يعمل في مزارعهم.

المعارض العنصري حاول عدة مرات مجادلة المواطنين الأتراك، وذلك لتغيير رأيهم واتهام اللاجئين السوريين بأنّهم تسبّبوا ببطالة الشباب في البلاد وتأزيم الوضع الاقتصادي، لكنّه صُدم بأجوبتهم، ممّا جعله يغادر على الفور دون أن يستمع لمشاكلهم الحقيقية التي يزعم أنّه يحاول حلها.

مواطن تركي من ناحيته اعتبر أنّه إذا غادر السوريون، فسيكونون في وضع سيّئ للغاية لأنّ جميع العاملين في الإنشاءات هم من اللاجئين، ولا يوجد عاطل عن العمل في هذا البلد، "بل على العكس نحن نبحث عن العمال المهرة ولا نجدهم"، وفق ما نقلت شبكة أورينت السورية.

مغادرة السوريين تركيا سوف يؤثر سلباً على عدد كبير من الأتراك، فقد أصبحوا يعتمدون عليهم في العمل وفي تأجير المساكن وفي عملية البيع والشراء

إلى ذلك، توالت ردود الفعل التركية المناهضة للعنصرية، ولدعوات طرد السوريين. ونشرت شابة اسمها لينا فيديو على موقع "إنستغرام" خاطبت فيه السوريين إثر أحداث أنقرة قائلة: "لستم وحدكم، نحن نحبكم، أنتم إخوتنا، وستبقون كذلك إلى الأبد".

ولفتت إلى أنّ "وسائل إعلام تركية تحاول تأجيج الشعب ضد العرب واللاجئين"، متمنية عدم انجرار الأتراك وراء هذه الحملات وأصحاب الأجندات السياسية، مع مطالبتها السوريين "بغضّ النظر، وعدم الحكم على الأتراك من خلال مجموعة صغيرة تحاول زرع الفتنة".

ومع تزايد حملات التحريض على السوريين إثر تفجير شارع الاستقلال بتقسيم، نشر شباب أتراك كُثر تسجيلات مصوّرة استهدفت تصويب مغالطات كثيرة تعتمد عليها أحزاب معارضة في تأجيج مشاعر الأتراك ضد السوريين. وأوضح أحدهم في شرح حقيقة مقولة إنّ "السوريين يتقاضون أجوراً من الدولة التركية، أو يدخلون الجامعة بلا إجراء اختبارات"، وأكد أنّه يعيش مع سوريين في مدينة إسطنبول يزاولون أعمالاً صعبة جداً لا يرضى الأتراك بالعمل فيها، ويدفعون الإيجارات والضرائب.

تجار أتراك يصدمون أوزداغ، ويؤكدون أنّهم من دون السوريين لن يتمكنوا من تأجير منازلهم أو إيجاد عمّال مهَرة للعمل في مصانعهم ومزارعهم

وتطرق الشاب التركي إلى استثمارات السوريين في تركيا، والآثار السلبية التي قد تحدث إذا عاد السوريون إلى بلدهم، وسأل: "هل تعلمون ماذا سيحدث للصناعة لو أخرجتم السوريين؟ أعرف رجال أعمال كُثراً قدموا من سوريا واستثمروا هنا. كلهم يدفعون الضرائب، وإذا رحلوا، فسيبقى عدد كبير من الأتراك بلا عمل".

 تزايد حملات التحريض على السوريين إثر تفجير شارع الاستقلال بتقسيم

ولم تقتصر حملات مناصرة السوريين وكشف الحقائق للمجتمع التركي، بعد أحداث إسطنبول، على تسجيلات مصوّرة ومبادرات شخصية، اعتبرت الدعوة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر حضوراً وتأثيراً، خصوصاً أنّها ترافقت مع اقتراح شباب أتراك تنظيم تظاهرة دفاعاً عن السوريين.

وقال الكاتب الصحفي ياسين أقطاي في مقالة له نشرت في وقت لاحق: إنّه لحسن الحظ خرج مؤخراً جيل جديد لم ينشأ على العنصرية، وهو جيل يبدو واعداً لمستقبل تركيا، ويمكن الجزم بأنّه كلما ابتعدت النزعة القومية العنصرية في تركيا عن الإسلام، زادت المسافة التي تفصلها عن الشعب.

مزارع تركي: مواطنو بلدي لا يرغبون بالعمل في الحقول والأراضي الزراعية، وأغلب العمال هم من السوريين، وإذا غادروا، فلن نجد من يعمل في مزارعنا

وأضاف: "أثناء تدخل قوات الشرطة لفضّ أعمال الشغب ضد التواجد السوري في تركيا، والتي استعملت فيها الحجارة والعصي ضد أحياء اللاجئين السوريين اعتُقل أكثر من (100) شخص كلهم تقريباً يتشاركون الصفات نفسها، وهي بالأساس الإدمان على المخدرات واستعمال الأسلحة البيضاء، ويمكن لهذه الشريحة من الشباب أن تتأثر بسهولة بالاستفزاز والتحريض، ممّا يعكس حقيقة من وراء الحملات العنصرية والاعتداءات على السوريين في تركيا.

شريحة كبيرة من الأتراك تتعايش في الوقت الراهن مع السوريين في المؤسسات التعليمية وفي المصانع والمزارع وورش البناء، لهذا لا يمكن القول إنّ جلّ الأتراك يريدون مغادرة اللاجئين، خاصة أنّ الكثير من الأعمال في تركيا والاستثمارات أصبحت تعتمد عليهم بشكل كبير.

مواضيع ذات صلة:

اللاجئون السوريون رهينة المزاج السياسي... هل استخدمهم أردوغان للتعتيم على فساد مالي؟

بعد استخدامهم أعواماً ورقة ابتزاز مالي وسياسي.. تركيا تدير ظهرها للاجئين

إيران تعيد اللاجئين إلى جحيم طالبان وتركيا تكثف الإجراءات الأمنية على حدودها



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية