التمكين الجديد للإخوان المسلمون يمرّ عبر تركيا

التمكين الجديد للإخوان المسلمون يمرّ عبر تركيا


كاتب ومترجم جزائري
22/03/2018

في مقابلة صحيفة "جمهورييت" التركية ((Cumhuriyet؛ أوضح محمد رياض الشقفة، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا؛ أنّه "عارض إنشاء كيان كردي في سوريا".

يرى الكاتب باتريس فرانشسكي؛ أنّ عدم اعتراض فرنسا على التدخّل التركي في سوريا "خطأٌ أخلاقيّ وسياسي"، ويدعو فرنسا إلى ممارسة ضغوط اقتصادية، والضغط على مجلس الأمن الدولي لوقف مناورات تركيا.

سلامة الفرنسيين على المحك

وحذّر الكاتب باتريس فرانشسكي قائلاً: "إنّ سلامة الفرنسيين هي التي صارت على المحك"، وأضاف أنّه "إذا سمحنا للأتراك أن يفعلوا ذلك، ففي عام واحد سيعيدون توطين الجهادية في شمال سوريا"، كما دان الكاتب سياسة تركيا "التضليلية" التي تعامل الأكراد على أنّهم إرهابيون.

وطلب باتريس فرانشسكي من الرئيس إيمانويل ماكرون الاستيلاء على الموضوع، وذكّر بأنّ الأكراد في سوريا هم حلفاء لفرنسا، وقال "إنّهم يحتجزون إرهابيين فرنسيين وسيحاكمونهم قريباً".

ماكرون وأردوغان

ماكرون يصف أكراد تركيا بـ "الإرهابيين المحتملين"

بعد أن تمّ دعمها من قبل التحالف الدولي، بما في ذلك فرنسا، فإنّ عناصر هذه الميليشيات التي حاربت ضدّ داعش يتمّ التعامل معهم الآن على أنّهم "إرهابيون محتملون"، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو".

هتلر النازي مثال أردوغان

الرئيس التركي أردوغان، يعدّ ألمانيا هتلر النازية، كنموذجٍ لنظام رئاسي؛ حيث قال: "في نظام وحدوي، مثل تركيا، يمكن لنظام رئاسي أن يكون موجوداً تماماً، وتوجد حالياً أمثلة في العالم، وأمثلة أيضاً في التاريخ. ولدينا مثال عن ذلك في ألمانيا هتلر"، هكذا قال للصحفيين، يوم الخميس 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لدى عودته من زيارة عمل إلى المملكة العربية السعودية.

فرنسا تحت الجهاد الصامت

في الوقت نفسه، على الأرض الفرنسية، يشقّ الجهاد الصامت طريقه؛ حيث يقول الصحفي زفي يهيزكيلي، الذي ابتكر هوية مزيّفة لتصوير سلسلة وثائقية حول دور الإخوان المسلمين في فرنسا وأوروبا، شيء مهم للغاية: "فرنسا لا تعرف حتى الآن أنّها تحت تهديد الجهاد الصامت".

أردوغان يَعتبِر ألمانيا هتلر النازية كنموذجٍ لنظامٍ رئاسي

القرضاوي يشيد بالنازية

وأضاف الكاتب أنّ "الإسلام الذي يلقّن الشباب المسلم في فرنسا، ليس هو الإسلامُ الذي تتصوّرونه...! ففي المكتبات تجِدون في كلّ مكان كتباً وتسجيلات ليوسف القرضاوي الذي يُشيد بالنازية".

كل كتب القرضاوي محظورة في المملكة العربية السعودية، والقرضاوي الموضوع في مذكّرة توقيف بمصر، ولا يسمح له بدخول الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، لكنّ كتبه المليئة بالكراهية متاحة بحرية في فرنسا، وهي متوفرة في كلّ مكان.

تركيا رأس الحربة

المشكلة ليست في الإسلام، إنّما في الإسلام السياسي والشمولي والنازي إسلامي، الذي تمثّل تركيا رأس الحربة فيه.

إذاً، إلى جانب نظرية "الاستبدال العظيم"، ألا يمكننا أن نرى أنّ هناك نظرية أخرى تهدف إلى استبدال الإسلام الديني بإسلامٍ سياسي وشمولي؟

قليل من التاريخ: تطوّر الإسلام السياسي في تركيا

يرى الكاتب باتريس فرانشسكي أنّ عدم اعتراض فرنسا على التدخّل التركي في سوريا خطأ أخلاقي وسياسي

مع المفاوضات الجارية حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، تظهر العديد من الجدالات والنقاشات في البلدان التي تشكّل هذا الاتحاد؛ فإضافة إلى الوزن الديموغرافي المهم لهذا البلد، المنبثق عن الإمبراطورية العثمانية؛ فإنّ تقاليده الإسلامية الطويلة تطرح اليوم نقاشات حول أيّة هوية تريد تركيا أن تتبنّاها.

الإسلام في الدولة العثمانية

بنيت تركيا الحالية على بقايا الإمبراطورية العثمانية، وهي واحدة من أكثر الإمبراطوريات قوّة في التاريخ.

ومن الخصائص الرئيسة، التي تحدّد هويّة هذه الإمبراطورية انتماؤها إلى العالم الإسلامي، في الواقع كان نظامها السياسي قائماً على نموذج الخلافة والسلطنة، كان السلطان، وهو الاسم الذي يطلق على ملوك الدول الإسلامية، يعمل ويحكم ويسود كخليفة، ويعدّ هذا اللقب الأخير سليل النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ويمنح لزعيم الأمة المسلمة.

أردوغان، لا يتردّد في مساءلة العِلمانية والتراجع عنها، لكنه يحاول الجمعَ بين القومية التركية وبين مصدر الهُوية التي يُمثلها الدين الإسلامي

 

الخلافة الإسلامية الوحيدة التي لا تنتمي للعرب

أساساً يتمثّل دور الخليفة في الحفاظ على الوحدة داخل الأمة الإسلامية، إضافة إلى ضمان احترام القانون، ونشر الدين الإسلامي، والجديرُ بالذكر؛ أنّ خلافة إسطنبول هي الخلافة الوحيدة التي لا تنتمي للعرب.

أتاتورك وعلمنة الدولة التركية

بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، عام 1923، تم إجراء تغييرات جذرية ومهمة لتحديث الدولة التركية الوليدة، ولتحقيق ذلك تم إنشاء لجنة تنفيذية مؤقتة، وعلى رأسها مصطفى كمال أتاتورك.

أردوغان: يمكن لنظام رئاسي أن يكون موجوداً تماماً. ولدينا مثال عن ذلك في ألمانيا هتلر

وفي سياق هذه التغييرات العميقة؛ أصدر هذا المجلس دستوراً جديداً، عام 1924، ومن خلال عدة مقالات، سعى هذا الدستور الجديد، والتعديلات التي أدخلت إليه إلى تمييز تركيا عن ماضيها العثماني المسلم؛ إذ كان هدفُ الكمالية، العقيدة السياسية المنسوبة إلى مصطفى كمال أتاتورك، التي شكلت تطور الدولة الجديدة، هو استبدال المرجع الثقافي الذي يمثله الإسلام، بمرجع جديد لصالح القومية التركية.

خطوات للخروج عن التقاليد الإسلامية

قبل اعتماد هذا الدستور الجديد، كان من الضروري اتخاذ عدّة خطوات لضمان الخروج عن التقاليد الإسلامية؛ فلهذا السبب شهدت البلاد، على التوالي، إلغاء السلطنة عام 1923، وإلغاء الخلافة عام 1924.

وكان الهدف من التدابير الكثيرة، مثل استبدال السلطنة بجمهورية، والتخلي عن الخلافة، تزويد الدولة التركية بمؤسسات سياسية حديثة وعلمانية. ونتيجة لذلك؛ استبدلت المحاكم والمدوّنات المدنيّة الإسلامية بأشكال أكثر حداثة، استلهمت من تقاليد أوروبية، بما في ذلك اعتماد القانون المدني السويسري.

كل كتب القرضاوي محظورة في السعودية، لكنّ كتبه المليئة بالكراهية متاحة بحريّة في فرنسا، ومتوفرة في كلّ مكان

إضافة إلى ذلك؛ عزّزت تدابير أخرى هدف تحديث الدولة، من خلال تقليل وتقليص وزن الإسلام وتأثيره؛ فعلى سبيل المثال، تمّ سحب التعليم من أيدي سلطة المنظمات الدينية، ما أدّى إلى إغلاق المدارس الدينية، الإسلامية والمسيحية، على حد سواء. وقد دعا البرنامج الجديد، المستوحى بقوّة من الأساليب الغربية، إلى تطبيق تعليم علمانيّ كان الأمل من ورائه؛ الوصول بتركيا إلى مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأوروبية.

الإسلام في قلب العلمانية

ميلاد الجمهورية الجديدة، وقد أصبحت علمانية، لا يعني بالضرورة اختفاء الحركات الدينية في الواقع؛ ففي بلد لا تزال فيه التنمية الاقتصادية في حاجة إلى تعزيز، وحيث لا يزال هناك تفاوت في الدخل، لم تفقد المؤسسة الاجتماعية التي تمثل الإسلام، نفوذَها الشعبي.

وعلاوة على ذلك؛ بعد أن تبنّت الدولة التركية الجديدة أيديولوجيات، مثل الرأسمالية والليبرالية، بدأت الفوارق في مستويات المعيشة، خاصة بين المدن والقرى، تطفو وتتفاقم. وهكذا وجد الإسلام المزيد والمزيد من الدعم، في أفقر قطاعات القرى، أو مدن الصفيح التي تبحث عن حلول وأمن، على المستويين؛ الاجتماعي والاقتصادي على السواء، على سبيل المثال؛ ففي غياب حركة يسارية في تركيا، بدأت المنظمات الإسلامية تقوم بدورها داخل السكان، ولتحقيق ذلك كانت قادرة على تعبئة الحشود، من خلال الخطابات ضدّ النظام القائم، وضدّ الاستغلال، ومن خلال المُطالبة بحقوق الإنسان.

اندماج المنظمات الإسلامية في الأحزاب السياسية

منذ الحرب العالمية الثانية والمنظمات الإسلامية تكرس نشاطاتها للجانب الاجتماعي للتنظيم والهوية المجتمعية، ومع ذلك، لما كانت تحظى بتأييد شعبي واسع، أصبح بإمكانها أن تندمج في السياسة النشطة، من خلال التداخل مع الأحزاب السياسية المختلفة، وقد استفادت هذه الأخيرة من هذا الوضع، من خلال السعي إلى الحصول على دعم أكبر في المناطق التي لم يكن من الممكن أن تؤثر فيها، دون تواطؤ من قبل أطراف دينية.

التسعينيات والانبثاق الإسلامي

منذ بداية التسعينيات، وحتى قبل ذلك بقليل، شهدت البلاد ما يسمّيه صمويل هنتنغتون "الانبثاق الإسلامي".

منذ الحرب العالمية الثانية والمنظمات الإسلامية تكرس نشاطاتها للجانب الاجتماعي للتنظيم والهوية المجتمعية

ويساهم هذا الظهور الجديد في جعل الدين الإسلامي مصدراً للهوية، والمعنى، والاستقرار، والشرعية، والقوة، والأمل الذي تضاءل إلى حدّ ما خلال الحرب الباردة، بسبب هيمنة الأفكار العلمانية التي تضمنها الدستور، وبسبب الكتلتين اللتين سادتا العالم في ذلك الوقت.

حزب العدالة والتنمية وإشراك رجال الدين في السياسة

على رأس البلاد، منذ عام 2002، يعرّف حزب العدالة والتنمية (AKP) نفسه كحزب ديمقراطي محافظ، وبحكم تأثّره، وبشدة، بحركات دينية مختلفة منذ وصوله إلى السلطة، يسعى هذا الحزب إلى التراجع أكثر فأكثر، وبصورة ملحوظة، عن مبادئ الكمالية البارزة، وضمن هذا التراجع الحرص على إشراك رجال الدين في السياسة، وتشهد على ذلك العديد من التعيينات في جهاز الدولة، مثل: تعيين سينول ديميروز "Senol Demiröz"؛ الذي يشغل منصب رئيس الإذاعة والتلفزيون التركي، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الأخير كان مقرباً من زعيم حزب الإسلام، وهو حركة إسلامية متطرفة في أفغانستان.

كان هدفُ الكمالية هو استبدال المرجع الثقافي الذي يمثله الإسلام، بمرحعٍ جديد لصالح القومية التركية

أردوغان ومساءلة العلمانية

رئيس حزب العدالة والتنمية، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، لا يتردّد في مساءلة العلمانية والتراجع عنها، لكنّه يحاول الجمع بين القومية التركية، الناتجة عن الإصلاحات الكمالية، وبين مصدر الهوية التي يمثلها الدين الإسلامي. ولا شك في أنّ محاولة الجمع والوساطة هذه تحفّزها الرغبة في ألّا تتطوّر الجمهورية العلمانية والإسلام في سياق عدائيّ.

نشوءُ واقع جديد في المنطقة

كتبت مجلة دعائية تقول: "الأتراك الشباب بقيادة أتاتورك، طردوا أيضاً المسيحيين اليونانيين من المدن التركية، وحاولوا أن يرتكبوا إبادة جماعية على نطاق أصغر مع الآشوريين، الذين كان معظمهم من المسيحيين أيضاً".

ولم تكتفِ قيادة الدونمة "Dönmeh" من الشباب الأتراك، بقتل مئات الآلاف من الأرمن والآشوريين؛ بل دمّرت أيضاً العادات والتقاليد الإسلامية التركية التقليدية".

منذ بداية التسعينيات، وحتى قبل ذلك بقليل، شهدت البلاد ما يسمّيه صمويل هنتنغتون بالانبثاق الإسلامي

ومن معرفة أنّ الدونمة، في تحالف طبيعيّ مع الصهاينة في أوروبا، الذين كانوا مسؤولين عن مقتل الأرمن المسيحيين والآشوريين، وطرد المسيحيين الروم الأرثوذكس في تركيا، والاستئصال الثقافي والديني للتقاليد الإسلامية التركية، من هذه المعرفة إذاً نشأ في المنطقة واقع جديد".

التمكين الجديد (مشروع) للإخوان المسلمون يمرّ عبر تركيا

كمال أتاتورك، الذي أراد تحويل تركيا إلى دولة علمانية وحديثة، وصف بأنّه يهودي صهيوني! وهي أسوأ إهانة في عقل الجهاديين.

تركيا الحديثة، وفق هذه الأيديولوجية الفاشية؛ هي "دولة صهيونية خاضعة لسيطرة دونمة "Dönmeh" (وهي طائفة انحدرت من مجموعة من اليهود السفارديم الذين طردوا من إسبانيا خلال محاكم التفتيش الإسبانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر).

والحال، أنّ التأثير السياسي والاقتصادي الذي يعود إلى قرون عديدة، لما يسمّى بالجماعة المعروفة في تركيا، تحت اسم "دونمة"، بالكاد بدأ الحديث عنه مؤخراً، بين الإسلاميين من جميع الأطياف.

وفي رأي هؤلاء؛ إنّ الدونمة الغامضين هم الذين نظموا الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915.

أردوغان أصبح النور الذي ينير الطريق

قرّر الرئيس التركي مواجهة "الأرض برمّتها"، إذا لزم الأمر، حتى يبسط رؤيته للتاريخ، ولمّا شعر أنّه لا يستطيع الانتظار عقوداً من الزمن، أثار "انقلاباً مفاجئاً" لم يكن الانقلابيون يملكون أيّ حظّ في النجاح فيه، كان في حاجة إلى تسريع مسار تاريخ بلاده، لقد فتحت نافذة أمامه، خاصة لبضعة أشهر قبل وصول رئيس جديد في الولايات المتحدة الأمريكية. في هذه الفترة، وفقاً له، كان عليه أن يتحرك ... وقد فَعَل.

إنّ الوضع في تركيا من السهل فهمه؛ حيث إنّ أيّ شخص لا يتبع أردوغان على دربه، هو عدوّ محتمل، ويجب تهميشه في أفضل الحالات، من تُرى يستطيع إيقافه في نهجه؟ إنه يعرف الأوروبيين والأمريكيين جيداً، ويعرف كيف يجعل نفسه مفيداً ولا غنى عنه.

أبعدَ من الكلمات، لن يفعلوا له أيّ شيء! أمّا الدول والقوى الأخرى؛ فهي في نظره لا تعني شيئاً حقاً.

عودة الإخوان المسلمين

من المرجّح أن يزداد الجدل مرة أخرى، وبأسرع ممّا يظن البعضح لأنّ تركيا، وهي آخر معقل كبير لجماعة الإخوان المسلمين، يمكنها أن تخوض، وبشكل كامل، تجربة التمكين الذي أعده علماء مسلمون في مقارهم بسويسرا.

إذا كان الحوار مع تنظيم "الدولة الإسلامية" مستحيلاً، فإنّ هذا الحوار مع الإخوان المسلمين قد يكون أكثر تعقيداً؛ لأنّهم يقدّمون بديلاً للفوضى السائدة في الشرق الأوسط!

فحتى يومنا هذا، لا يعدّ الأمريكيون ولا الإنجليز، ولا الأوروبيون ككل، جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.

عرف أردوغان، في مناسبات عديدة، كيف يدافع عن كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين

مشروع "تمكين" الإخوان وقطر وأردوغان

إذا كان مشروع "تمكين" (Tamkine)، قد تمّ إعداده في سويسرا؛ حيث يقيم العديد من علماء الإخوان، فقد كان لا بدّ من رجل قادر على قبول مصير غير عادي، اسمه أردوغان.

ولإقناع أردوغان بأنْ يكون حامل مشروع "تمكين" جماعة الإخوان المسلمين، تم التحالف مع قطر.

يسعى حزب أردوغان للتراجع أكثر فأكثر عن مبادئ الكمالية البارزة، وإشراك رجال الدين في السياسة

مع بلد كبير مثل تركيا، وصانع المال مثل قطر، وقوّة الإخوان المسلمين في بلدان الشرق الأوسط، وفيما وراءها، يصبح هذا الكلّ، رغم أزمة النفط، كلّاً متيناً ثابتاً.

لقد عرف أردوغان، في مناسبات عديدة، كيف يدافع عن كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين، وهُم ممتنون له أيّما امتنان.

القرضاوي يبارك أردوغان خليفة للمسلمين في العالم

المعلم الروحي، الشيخ يوسف القرضاوي، قال في عام 2014: "أَعلن اتحاد علماء المسلمين أنّه يجب إقامة الخلافة في إسطنبول، لأنّها عاصمة الخلافة، وتركيا الجديدة، التي تدمج الدين والدولة، القديمة والحديثة، ما هو عربي، وما ليس عربياً يوحّد الأمة الإسلامية، في إفريقيا وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم".

"الرجل الذي صنع تركيا هذه، هو رجب طيب أردوغان، إنّه الزعيم الذي يعرف إلهه، الذي يعرف نفسه، الذي يعرف شعبه، الذي يعرف "الأمة"، الذي يعرف العالم، عليكم واجب تقديم الدعم له، والولاء له، وأن تقولوا له: امضِ قدماً!"

أتنبّأ بأنه سوف ينجح، بعون الله، لأنّ الله معه، وكذلك الملاك جبرائيل، ولأنه أمير المؤمنين".

غزو الإخوان السلمي للعالم

على عكس أيديولوجية "الدولة الإسلامية" التي تهدف إلى فرض الإسلام من خلال العنف، تدعو جماعة الإخوان المسلمين إلى "الغزو السلمي" للعالم؛ أي من خلال الوعظ والنمو السكاني للمسلمين.

هذه هي سياستهم المعلنة، والشيخ القرضاوي يتوقّع أنّها سوف تنجح، حيثما فشلت محاولتا الغزو العسكري (في القرنين الثامن عشر والسابع عشر).

لعل هنا يكمن تفسير مطلب أردوغان بفتح أبواب أوروبا أمام الأتراك، في مقابل وقف تدفق المهاجرين واللاجئين عبر أراضيها، وقد وافق الاتحاد الأوروبي، من حيث المبدأ، على إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول، لكنّه وضع شروطاً، بما في ذلك مراجعة قانون مكافحة الإرهاب التركي، تطبيق هذه الاتفاقية من المحتمل أن يؤدي إلى تدفق أعداد كبيرة من المسلمين الأتراك نحو أوروبا الغربية.

عن Elishean

//0x87h




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية