أسلمة أم حكاية للأطفال؟.. ملاهي "علي بابا" في برلين تثير الجدل

أسلمة أم حكاية للأطفال؟.. ملاهي "علي بابا" في برلين تثير الجدل


29/11/2017

أثار بناء مدينة ملاهي "علي بابا" في برلين مؤخراً، جدلاً بين من اعتبرها "أسلمة زاحفة"، في حين وجد آخرون أنَّ النقاش حول الأمر برمّته "سخيف ومليءٌ بالكراهية".

وكانت مدينة ملاهي "علي بابا والأربعون لصّاً" التي تم بناؤها في منطقة نيوكولن، في برلين، أثارت ضجَّة من الجدل في ألمانيا.

لا يفهم العديد من السكان المحليين للمنطقة ما وراء كل هذه الضجَّة

مسجد خشبيّ، أو قصر، مزيَّن بنصف هلال يستقرُّ في الرمال. إلى جانبه، ترتفع مآذن زرقاء ضَئِيلة. وفي الرمال، ثمَّة أشجار نخيل وإبل خشبية.

وهو ما يجلب إلى الذهن رؤى عن شرق متخيَّل، لطالما اشتُهِر في كتب وأفلام الأطفال من قبيل "علاء الدين".

جُنُون وسائل التواصل الاجتماعي

بالنسبة إلى البعض، إنَّ مدينة الملاهي هذه مجرَّد ملاهٍ؛ حيثُ يُمكِن للأطفال أنْ يلعبوا ضِمن عالم فانتازي. وبالنسبة إلى آخرين، إنّها علامة على الأسلمة المُفْرِطة في ألمانيا.

"ملاهٍ بِمَعِيّة مسجد - الأسلمة تتقدَّم!" تحت هذا العنوان كتبَ كارستن أوبلوهد، وهو سياسيّ في برلين مَع حركة "البديل من أجل ألمانيا (أي أف دي)" المعادية للمهاجرين.

أما أحد المغرّدين فكتب على تويتر "نويكولن: ملاهٍ بِمَعِيّة مسجد صغير. التلقين الأيديولوجيّ يحدثُ بالفعل في سن صغيرة للغاية. ألمانيا تَعِسة. الناس، حقّاً، يشعرون بالضيق".

التلقين الأيديولوجيّ يحدثُ بالفعل في سن صغيرة للغاية

في حين اعتبر البعض أي نقاش حول الملاهي "سخيف وعلامة على كراهية المسلمين"؛ حيث قال رومان فرانشيسكو "من اللازم أنَّه كانت لديّ طفولة عظيمة، عندما أفكِّر بِدَايَةً في علاء الدين، عندما أرى هذه الملاهي. مِن المؤسف أنَّ الجميع ليسوا على هذا النحو".

وسخر ستيفان هاينريش قائلاً "إذا كان هؤلاء في حركة "أي أف دي" بالفعل غاضبين للغاية بسبب مَلْعَب في نيوكولن، فإنّ رؤوسهم ستنفجر في غضون أسبوعين - فوَقْتَئِذ سينتصف القمر في سماء برلين!".

مجرَّد ملاهٍ

لنْ يتمَّ الانتهاء من مدينة الملاهي حتَّى نهاية العام، ولكنَّ عمدة نيوكولن ترى بالفعل أنَّ النقاش حول القضية "سخيف وغير مقنع".

فرانزيسكا غيفي، أخبرَتْ صحيفة "برلينر مورغنبوست" أنَّ مُدَن ملاهٍ أخرى في المنطقة، تستند إلى ثيمات من حكايات للأطفال، بما في ذلك "الكابتن بلويبير" و"سنو وايت والأقزام السبعة".

وقالت غيفي إنّ قرار بناء مدينة ملاهي "علي بابا والأربعون لصاً" قد جاء مصاحباً لقرارٍ بتأسيس حضانتين محلّيتين، إحداهما تحمل الاسم نفسه.

غولدان يلماز، الرئيسة ذات الأصل التركي لحضانة "علي بابا ولصوصه" متعددة الثقافات، مَذْهُولة أيضًا من ردود البعض.

عمدة نيوكولن ترى بالفعل أنَّ النقاش حول القضية "سخيف وغير مقنع"

"عندما رأيت القُبَّة، شعرتُ بالسعادة كأنني طفلة. لم تتبادر أبداً إلى ذهني فكرة ربطها بمسجد"، وقالت  لصحيفة برلينر مورغنبوست. "لا ينبغي للمرء أنْ يخلط السياسة بألعاب الأطفال".

إلى الآن، لا يبدو أنّ الأطفال قد لاحظوا ذلك. إنَّهم سعداء فقط بأنْ تكون لهم ملاهٍ جديدة بعد القديمة التي تَهَاوت في حالة سيئة.

أيضًا، لا يفهم العديد من السكان المحليين للمنطقة ما وراء كل هذه الضجَّة.

"نصفُ الهلال لا يزعجني، وهو يتناسب مع ثيمة علاء الدين"، هكذا صرّحَ ميكثيلد فاينمان لـ"موقع تي أون لاين".

مقيمةٌ أخرى، هي جوليانا نومان، وجدت الملاهي "جميلة". وقالت "إنَّ نصف الهلال يناسب الأمر. ولدى العديد من الناس الذين يعيشون هنا خلفيات إسلامية".

بينما وقف ولجى سركان كوركماز، وهو من أصل تركي، موقفاً محايداً حيث قال لـ"موقع تي أون لاين": "من ناحية أخرى، أجد من الجميل أنْ تمثَّل الثقافات الأخرى هُنا أيضًا، ومنْ ناحية أخرى، يستفز ذلك الذين ينظرون إلى نصف الهلال كعلامة على الأسلمة. وربما كان على شخص ما أنْ يأخذ ذلك في الاعتبار".

تشيس وينتر - دويتشه فيله



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية