
حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، من احتمال تعرض الرئيس السوري أحمد الشرع لمحاولة اغتيال، في ظل تصاعد تهديدات من قبل مسلحين متشددين ينتمون إلى فصائل منشقة. وتُتهم هذه الجماعات برفض نهج السلطة الجديدة، خاصة انفتاحها على الغرب وعدم تبني النموذج الإسلامي الذي تطالب به تلك الفصائل.
وقال باراك، في مقابلة مع موقع "المونيتور"، إن واشنطن تعتبر الشرع شخصية محورية في إعادة بناء سوريا، مشدداً على أن "أمنه مسألة حاسمة". وأضاف أن تحركاته نحو تشكيل حكومة شاملة وانفتاحه على الغرب "تضعه في دائرة الخطر"، معتبراً أن التهديد لا يقتصر فقط على فلول النظام السابق أو تنظيم داعش، بل يشمل أيضا فصائل ثورية سابقة تشعر بالخذلان من بطء الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وتواجه الحكومة الانتقالية تحديات أمنية وسياسية معقدة، بينها ملف المقاتلين الأجانب في الجيش الوطني، ومعسكرات اعتقال تضم أفراداً مرتبطين بداعش، وكذلك استكمال اتفاق دمج القوات الكردية ضمن المنظومة الوطنية بعد توقيع اتفاق مع "قسد" في مارس الماضي. ورغم أهمية الاتفاق، لا تزال الخلافات قائمة، خاصة حول السيطرة على مناطق حيوية كمنطقة سد تشرين.
تأتي هذه التحذيرات بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض منتصف مايو
وأكد باراك أن التحدي الأكبر لا يكمن في إعادة هيكلة القوى العسكرية فقط، بل في بناء عقد اجتماعي جديد. وقال: "إذا لم يشعر الجميع بأنهم سوريون كاملون بثقافاتهم وهوياتهم، فسنعود إلى دائرة الصراع من جديد".
وتأتي هذه التحذيرات بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، منتصف مايو، والذي أفضى إلى رفع العقوبات الأميركية عن سوريا. ووصف باراك قرار ترامب بأنه "قرار عبقري وغير مشروط"، قائلاً إن واشنطن لن تفرض وصايتها، بل تبني شراكة قائمة على التوقعات.
وبينما تستمر إسرائيل في توسيع نفوذها جنوب سوريا، شدد باراك على ضرورة تفاهم غير معلن بين الطرفين، فيما يتمسك الشرع باتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974. وتبقى إعادة الإعمار التحدي الأبرز، مع تقديرات تكلفتها بين 250 و400 مليار دولار، وسط مساع أميركية لتمهيد الطريق أمام استثمارات خليجية ودولية.