لماذا يجب على ترامب تصنيف "جماعة الإخوان" منظمة إرهابية؟ دراسة تجيب

لماذا يجب على ترامب تصنيف "جماعة الإخوان" منظمة إرهابية؟ دراسة تجيب

لماذا يجب على ترامب تصنيف "جماعة الإخوان" منظمة إرهابية؟ دراسة تجيب


23/02/2025

مع تولي فترته الثانية حكم الولايات المتحدة، تثير قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من الجدل المستمر، ويبدو الرئيس الجمهوري أكثر صرامة فيما يتعلق بالجماعات المتطرفة، ممّا يحرك تساؤلات جدية حول موقفه المتوقع من جماعة الإخوان، وهل يمكن أن يتخذ قراراً حاسماً بوضعها على قوائم الإرهاب؟ 

في هذا السياق تستعرض دراسة حديثة صادرة عن (المركز العربي لدراسات التطرف)  الأسباب التي قد تدفع ترامب لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، خاصة أنّ ترامب خلال إدارته الأخيرة تحدى انتقادات الدبلوماسيين وأدرج الحرس الثوري الإيراني بالكامل على قائمة الإرهاب. وينبغي له الآن أن يصنف جماعة الإخوان المسلمين على نحو مماثل منظمة إرهابية أجنبية، وفق الدراسة.

لماذا يجب على ترامب تصنيف "جماعة الإخوان" منظمة إرهابية؟

بحسب الدراسة التي أعدها الباحث الأمريكي إريك نافارو، تأسست جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928، وسعت إلى التغلب على ضعف المسلمين الملحوظ على الساحة العالمية من خلال استئصال النفوذ الغربي في عام 1946، ووصفت أجهزة الاستخبارات الأمريكية الجماعة بأنّها تهديد متزايد بسبب حملة الاغتيالات التي شنتها ضد القادة المصريين الذين اعتبرتهم فاسدين للغاية بسبب اعتناقهم المبادئ الليبرالية. 

يرى الباحث أنّ جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، سواء بشكل مباشر أو من خلال فروعها الخارجية، كما أنّ العديد من مؤسساتها الخيرية أصبحت مغذيات للجماعات الإرهابية. إنّ الإيديولوجية مهمة هنا، ويقول: إن الجماعة "أرست تعاليم سيد قطب، وهو من أبرز منظّري الإخوان المسلمين، الأساس للحركات الجهادية الحديثة، كما تلهم إيديولوجية الإخوان المسلمين الجماعات المتطرفة مثل القاعدة والدولة الإسلامية (داعش)، كما أنّ استعداد الإخوان لاستخدام العنف لاستبدال الحكومات العلمانية بحكومات إسلامية يتماشى مع التصنيف الأمريكي للجماعات الإرهابية المحددة."

رئيس قسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمون-آنذاك-: سيد قطب

بحسب الدراسة، الولايات المتحدة ليست بمنأى عن خطر هذه الجماعة؛ لأنّ المنظمات التابعة للإخوان المسلمين تسعى بشكل منهجي إلى استغلال المؤسسات الديمقراطية والتسلل إليها لتعزيز أجندتها. ففي الولايات المتحدة تعمل منظمات مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا) على التأثير على الرأي العام وصنع السياسات وإجراءات إنفاذ القانون بما يتماشى مع الأهداف التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين.

توظيف الحريات لحماية التطرف

تشير الدراسة إلى أنّ المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين في الولايات المتحدة تستغل الحريات المدنية لتقويض الأمن القومي، وتمارس منظمة (كير) الضغوط ضد تدابير مكافحة الإرهاب، وتروّج بشكل متكرر لروايات كاذبة لنزع الشرعية عن إجراءات إنفاذ الأمن، وتسعى إلى إسكات الانتقادات المشروعة للتطرف الإسلاموي من خلال الحرب القانونية وتحت ستار مكافحة الإسلاموفوبيا، وفي الواقع يبدو أنّ أفكارها عن حرية التعبير تتوافق مع تلك التي تمارَس في تركيا أو تحت حكم حماس في غزة.

في كثير من الأحيان تعمل المنظمات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين كأذرع علاقات عامة للإرهاب، ويذكر الباحث على سبيل المثال دفاع قادة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عن الأفراد المدانين بتهم الإرهاب، زاعمين أنّهم ضحايا للتمييز أو المخططات السياسية. ويقول: "يبدو أنّ ازدراء حياة الأمريكيين يشكل عاملاً مشتركاً بين هذه المنظمات، حتى عند التعامل مع الإرهاب المدعوم من إيران. فقد أدانت المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بينما تجاهلت التهديد الذي يشكله على الجنود والمدنيين الأمريكيين والاستقرار في الشرق الأوسط."

كيف تستفيد إدارة ترامب من هذا الإجراء؟

يقول الباحث: إنّ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية من شأنه أن يشير إلى أنّ إدارة ترامب ترفض التسامح مع الجماعات التي تقوض أمن الولايات المتحدة، ومن شأنه أيضاً أن ينزع الغطاء الزائف للاعتدال الذي تستخدمه جماعات الإسلام السياسي للتسلل إلى المؤسسات الأمريكية والتأثير على صناع السياسات.

ويرى الباحث أنّ المنتقدين يُحذّرون من أنّ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية من شأنه أن يؤدي إلى تنفير حلفاء الولايات المتحدة، وخنق التنوع السياسي، واستهداف المسلمين بشكل غير عادل. ويقول: "كل هذه الادعاءات تفتقر إلى أساس، فالعديد من الحلفاء المقربين، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يصنفون جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية."

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية: دونالاد ترامب

 ويضيف: "سوف يؤدي اتباع النهج نفسه إلى تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، وإحباط أنشطة أولئك الذين يستخدمون الدين للترويج للعنف، ربما تشكو تركيا وقطر، ولكن بدلاً من التنازل دبلوماسياً، ينبغي أن تكون الرسالة هي وقف دعم الإرهاب، ويمكن لكل دولة راعية للإرهاب أن تتخذ الخيار الصحيح للفوز بإزالتها من قائمة الإرهاب، ويتعين على الولايات المتحدة أن تميز بين الإسلام كدين، وبين الجماعات الإسلاموية التي تستغل الدين لأغراض سياسية خبيثة."

وتوضح الدراسة أنّ الحجة القائلة إنّ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية يقوض حرية التعبير، تفتقر أيضاً إلى أساس، لأنّ القانون يحمي حرية التعبير المشروع، ولكنّه لا يحمي المنظمات التي تقدم الدعم المادي للإرهاب أو تشجع على التخريب، والتصنيف لا ينتهك حقوق الأفراد في ممارسة الدين أو التعبير عن الآراء، بل إنّه يستهدف بدلاً من ذلك أولئك الذين يتلاعبون بالحريات الديمقراطية لنشر التطرف وتجنيد الأتباع وتمويل شبكات الإرهاب، وفق الدراسة.

ويعتقد الباحث أنّه إذا كانت هناك رغبة في أن يسود السلام في الشرق الأوسط، فلا بدّ أن تعالج الحكومات ليس فقط العنف الإرهابي والشبكة المالية التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية، بل أيضاً الشبكات الإيديولوجية التي تمكن هذه الجماعات من تعزيز وجودها، وربما يكون ترامب الشخص المناسب في الوقت المناسب لقلب الممارسة الدبلوماسية رأساً على عقب، على النحو الذي من شأنه أن ينقذ أرواحاً لا حصر لها في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.

وأخيراً يلفت الباحث إلى مناقشات دارت لأعوام في دوائر السياسة الأمريكية حول تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وقد وثق إريك تراجر، أحد موظفي الكونجرس الذي يرأس الآن ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، كيف تهدد إيديولوجية الإخوان المسلمين وأنشطتهم المصالح الأمريكية. ويقول: إنّ الاعتبارات السياسية، والمخاوف من ردود الفعل العنيفة، وجهود الإخوان المسلمين لإظهار وجه معتدل، تعمل على إحباط الجهود الرامية إلى التحرك. كما تساعد المخاوف بشأن الكيفية التي قد يتفاعل بها حلفاء الولايات المتحدة، مثل تركيا وقطر، على منع أيّ تحرك.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية