برغم الهزائم المتتالية.. وهم العودة إلى المشهد مازال يسكن إخوان تونس

برغم الهزائم المتتالية.. وهم العودة إلى المشهد مازال يسكن إخوان تونس

برغم الهزائم المتتالية.. وهم العودة إلى المشهد مازال يسكن إخوان تونس


17/10/2024

بعد الهزيمة القاسية التي تكبدتها خلال الانتخابات الرئاسية بدعمها المرشح القابع في السجن العياشي زمال، باتت جماعة الإخوان في تونس، التي تحاول تمثيل المعارضة، أمام خيارات قليلة، فمرة أخرى لا يمنحها الشعب ثقته وهي مطالبة اليوم بالتواضع وتقييم ما حدث من أجل استخلاص الدروس وإعادة تجديد خطابها أو أنها ستكابر وسيكون مصيرها مزيداً من التشتت.

ويرى مراقبون أن الانتخابات الرئاسية كانت الفرصة الأخيرة للذراع السياسية للإخوان، "النهضة"، الحركة التي خسرت كل جولاتها، لكنها لا تزال برغم ذلك تتخبط من أجل العودة إلى المشهد التونسي.

عضو حركة النهضة التونسية: العياشي زمال

وقد عرف الإخوان، الذين حاولوا الركوب على الأحداث، خسارة مدوية في الانتخابات الرئاسية، إذ فشل مرشحها العياشي زمال السجين منذ فترة في الوصول إلى جولة انتخابية ثانية ضد منافسه الرئيس قيس سعيد الذي حسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى بنحو 90 في المائة من أصوات الناخبين.

الإخوان يحاولون تأسيس قوة معارضة جديدة

في السياق، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد بوعود أن "المعارضة اليوم تلقت بعد نتائج الانتخابات ضربة أخرى قاصمة، خصوصاً أنها لم تستطع قبل هذا الاستحقاق أن توحد جهودها ولو في الحد الأدنى، من ثم زادتها النتائج ضربة على ضربات سابقة".

ويضيف بوعود لـ"اندبندنت عربية"، "انكمش ظهور الأحزاب السياسية وغابت عن الساحة كلياً، أما المعارضة التي تعمل في أشكال عدة وتنضوي تحت اسم جمعيات أو منظمات في فترة ما يمكن القول إنها تعيش بداية اندثار"، وتابع "الموقف الأخير الذي اتخذته حملة المرشح للانتخابات الرئاسية العياشي زمال الذي يقبع في السجن دليل على أن هنالك أطرافاً تحاول الركوب على الحدث وتؤسس به قوة معارضة جديدة نواتها في الخارج وتدور حول شخصية رئيس أول هيئة انتخابات بعد أحداث يناير (كانون الثاني)، كمال الجندوبي الذي يقال إنه يحاول من باريس جمع شتات المعارضين".

وإثر نتائج الانتخابات علق كمال الجندوبي أحد رموز المعارضة خارج تونس قائلاً إن "النتائج لا تمثل إرادة التونسيين، إذ جرت في ظل قمع ومخالفات مع غياب منافسين حقيقيين" بحسب تقديره. ودعا الجندوبي الذي ساند المرشح عياشي الزمال إلى "ضرورة أن تتجاوز المعارضة خلافاتها وتعمل على استعادة المسار الديمقراطي من خلال انتخابات حرة ونزيهة تحفظ حقوق التونسيين وتحقق تطلعاتهم".

إلا أن محمد بوعود يعتقد أن "عملية جمع المعارضة لن تكلل بالنجاح خصوصاً أن هناك عزوفاً جماهيرياً عن العمل الحزبي، وهنالك بداية تأسيس مشهد سياسي جديد لم تتضح معالمه بعد، لكنه يبدو أنه سائر نحو القطع مع الأحزاب والقوى السياسية القديمة من ثَم المواصلة في خطاب إقصاء المشهد السياسي الحزبي السابق وإلغاء فترة العشرية الماضية من تاريخ تونس" مواصلاً "هذا ربما يحيلنا إلى أسئلة كثيرة مثل، هل ستقدر المعارضة يوماً على إعادة تشكيل هيئاتها وهياكلها، أم إننا سنشهد ولادة أحزاب جديدة، أم إننا سنعيش مشهداً يخلو من العناوين والشعارات والأحزاب؟"، مستخلصاً، "المؤكد أننا بصدد الدخول في هذه الحقبة الجديدة بكل تفاصيلها السياسية الجديدة".

يعملون سرا من أجل إعادة التموقع

يُذكر أن الجماعة دأبت على الانحناء أمام العاصفة، في المراحل الصعبة، لتعيد بناء نفسها من جديد، وهو ما يفسر، بحسب مراقبين، الصمت الذي ساد الجماعة بعد هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بتونس، بخسارة مرشحهم العياشي زمال، الذي خاض الاستحقاق الانتخابي من داخل السجن.

من جانبه، قال الناشط والمحلل السياسي التونسي عبدالكريم المحمودي إن "الإخوان تلقوا صفعات متتالية، آخرها فوز قيس سعيد بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية وخسارة مرشحهم العياشي زمال"، مشيرا إلى أنهم "يعملون حاليا سرا من أجل إعادة التموقع".

هنالك أطراف تحاول الركوب على الحدث وتؤسس به قوة معارضة جديدة نواتها في الخارج

وأضاف المحمودي، في تصريح لموقع "العين الإخبارية"، أنه بالرغم مما قامت به حركة النهضة بالأيام الماضية بتعبئة الناخبين في مراكز الاقتراع بالخارج لانتخاب العياشي زمال، إلا أن مساعيها لم يكن لها أي تأثير.

وأوضح أن "جماعة الإخوان تلقت بعد نتائج الانتخابات ضربة أخرى قاسمة، خاصة أنها لم تستطع قبل هذا الاستحقاق أن توحد صفوفها".

وأكد أن "إخوان تونس لا يشكلون استثناء مقارنة بما يجري في المنطقة العربية"، معتبرا أن "حركة النهضة انتهت في تونس خاصة بعد اعتقال قياداتها على خلفية جرائم وشبهات إرهابية وفساد مالي".

وأوضح أن "الصفين القياديين الأول والثاني للحركة في السجن حاليا، ومن بينهم راشد الغنوشي ونور الدين البحيري والمنذر الونيسي وعلي العريض"، فيما أشار إلى أن "الاعتقالات والمتابعات القضائية طالت الصفين الثالث والرابع، وآخرهم توقيف 100 قيادي إخواني منذ أسبوعين".

زعيم حركة النهضة التونسية: راشد الغنوشي

 وفي أيلول / سبتمبر الماضي،أوقفت السلطات التونسية أكثر من 100 قيادي إخواني بتهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي من بينهم محمد القلوي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، ومحمد علي بوخاتم كاتب عام مكتب حركة النهضة بمحافظة بن عروس، والقيادي توفيق بن عمار وزوجته منية الميساوي وابنه شعيب بن عمار.

الإخوان يحاولون العودة عبر بوابة الخارج

وبرغم أن المحلل السياسي التونسي عبدالرزاق الرايس استبعد أن ينجح الإخوان في استعادة مكانتهم بالمشهد السياسي"، إلا أنه لفت إلى أنهم "إثر الإجراءات الاستثنائية في 25 تموز (يوليو) 2021 والإطاحة بحكم الإخوان، حاولوا العودة تحت يافطة جبهة الخلاص وحزب العمل والإنجاز، لكن لم يتمكنوا من النجاح".

وتابع: "الإخوان حاليا يعملون للعودة لكن من بوابة الخارج، وذلك من خلال الندوات (المؤتمرات) والملتقيات التي تنظم في خارج البلاد باسم الدفاع عن حقوق الإنسان بحضور أبناء زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام".

وأشار إلى أن ما تقدم يستهدف "الضغط على نظام قيس سعيد من أجل الإفراج عن القيادات الإخوانية تحت مسمى المصالحة السياسية".

والثلاثاء الماضي، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في تونس فوز الرئيس قيس سعيد بفترة رئاسية ثانية بعد حصوله على نسبة 90.69 %، فيما حصل المرشح العياشي زمال (مسجون) على 7.35%، بينما حصل المرشح زهير المغزاوي رئيس حركة الشعب على نسبة 1.97%.

وخلال الاستحقاقات السابقة تباين موقف تنظيم الإخوان بين المقاطعة والمشاركة في الاقتراعات التي حفلت بها تونس بعد يوليو/تموز 2021، حينما أطلق الرئيس قيس سعيد تحت ضغط شعبي سلسلة إجراءات لتفكيك هيمنة التنظيم على السلطة.


 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية