
برغم انتهائهم سياسيا بفعل قرارات 25 تموز/يوليو 2021، ولفظهم شعبيا من خلال الاحتجاجات المطالبة برحيلهم، لا زال إخوان تونس يتخبطون من أجل العودة إلى المشهد السياسي، إذ بدأ التنظيم بمغازلة المرشح الرئاسي العياشي زمال الذي كان نائبا في برلمان الإخوان لسنة 2019 عن حزب تحيا تونس.
المغازلة ترجمها بيان صدر عن حزب ائتلاف الكرامة، الذراع العنيفة للتنظيم، دعا فيه أنصاره لانتخاب العياشي زمال، معتبرا أن "برنامج زمال لا يتعارض مع رؤى ائتلاف الكرامة وأهدافه، وهو خطوة مهمة في مواجهة استعادة الديمقراطية".
ويرى مراقبون أن تنظيم الإخوان "وجد في برنامج زمال إشارات قد تعيده وقياداته التي باتت خلف القضبان مجددًا إلى الشارع السياسي"، بحسب مراقبين.
يرى مراقبون أن تنظيم الإخوان وجد في برنامج زمال إشارات قد تعيده وقياداته التي باتت خلف القضبان مجددًا إلى الشارع السياسي
وقد دعت قيادات بحركة النهضة إلى انتخاب زمال أيضا، بينهم صهر زعيم الإخوان راشد الغنوشي، رفيق عبد السلام الذي طالب بضرورة التصويت لصالح المرشح الرئاسي، قائلا: إن "التفاف جمهور انتخابي غاضب، وكتل سياسية معارضة، حول زمال جعل منه مرشحاً جدياً ومنافساً وازناً لسعيد".
من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي محمد الميداني في تصريح لموقع "العين الإخبارية"، إن زمال غازل تنظيم الإخوان بتعهده بالإفراج عن السجناء السياسيين والعودة لدستور 2014 وإلغاء الدستور الجديد وتنظيم انتخابات برلمانية جديدة فور فوزه.
وحول تأثير دعوات الإخوان، اعتبر الميداني أن "دعوات أنصار الإخوان لانتخاب زمال ليس لها أي تأثير، خاصة وأن الشعب لفظهم وأطاح بهم بعد مظاهرات عارمة في 25 تموز/ يوليو 2021، إضافة إلى أن تاريخ زمال الذي انطلق في 2019 يشير إلى أن أغلب التونسيين لا يعرفونه.
وتعهد العياشي زمال في برنامجه الانتخابي بإطلاق سراح السجناء السياسيين إضافة إلى تعليق دستور 2022، وإعادة المجلس الأعلى للقضاء والهيئة المؤقتة لمراقبة دستورية القوانين، وتشكيل هيئة انتخابات مستقلة وتنظيم انتخابات تشريعية، وانتخاب برلمان "يعبر عن إرادة التونسيين ويساهم في بناء حياة سياسية لائقة".
كما تعهّد بإعادة النظر في كامل المنظومة السجنية وأيضا بناء منظومة تقوم على المؤسسات من محكمة دستورية ومجلس أعلى للقضاء.