فضيحة مدوية... الأمم المتحدة تدعم ميليشيات الحوثي الإرهابية

فضيحة مدوية... الأمم المتحدة تدعم ميليشيات الحوثي الإرهابية

فضيحة مدوية... الأمم المتحدة تدعم ميليشيات الحوثي الإرهابية


10/08/2023

حصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية على دعم جديد من الأمم المتحدة، تحت غطاء نزع الألغام والعبوات المتفجرة في محافظة الحديدة، وقد استنكرت الحكومة الشرعية هذا الإجراء، وأكدت أنّه بمثابة تمويل ودعم أممي مباشر للميليشيات الموالية لإيران.

ونشرت وسائل إعلام حوثية، منها وكالة (سبأ) التابعة لها، تأكيدات بحصول جماعتهم على نحو (300) جهاز خاص بكشف الألغام، مقدمة من الأمم المتحدة ضمن حزمة مساعدات تتلقاها الميليشيات في هذا الجانب منذ أعوام.

وقال القيادي الحوثي المعيّن في منصب مدير فرع ما يسمّى المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية في الحديدة جابر الرازحي: إنّه تم تسليم (300) جهاز كاشف وماسح ألغام للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بقيمة (750) ألف دولار، مقدمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

بدوره، أشار القيادي الحوثي الذي عينته ميليشيات الحوثي قائداً لما تسمّى "قوات الساحل الغربي"، المدعو محمد القادري، إلى أنّ هذه المعدات جزء من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة.

بالمقابل، أعربت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن استغرابها لقيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتسليم أجهزة ومعدات تصل قيمتها إلى آلاف الدولارات للحوثيين، بذريعة دعم عمليات نزع الألغام في محافظة الحديدة شمال غرب البلاد، الخاضعة لسيطرتها.

واعتبرت الحكومة اليمنية أنّ ذلك بمثابة تمويل ودعم أممي مباشر للميليشيات الحوثية، وكأنّها تكافئها مقابل جرائمها بحق اليمنيين، مشدّدة في الوقت نفسه على مطالباتها للأمم المتحدة بإعادة النظر في تعاملها وسياساتها مع الحوثيين.

وقالت الحكومة في تصريحات أوردها أمس وزير إعلامها معمر الإرياني، عبر حسابه الشخصي على منصة (X): إنّ "هذا الدعم تجاوز غير مقبول، ومخالف لكافة الحقائق على الأرض، بالإضافة إلى كونه استخفافاً واستهتاراً بأرواح وآلام عشرات الآلاف من ضحايا ألغام الحوثيين".

وذكر الإرياني أنّ "ميليشيات الحوثي قامت على مدار (9) أعوام بزراعة الألغام بكميات هي الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية، وسقط على إثرها حوالي (7) آلاف ضحية من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال".

وسائل إعلام حوثية تؤكد حصول جماعتهم على نحو (300) جهاز خاص بكشف الألغام، مقدمة من الأمم المتحدة بقيمة (750) ألف دولار

ولم تقتصر الجرائم الحوثية، وفقاً للإرياني، على "زراعة الألغام والعبوات الناسفة البرية، بل قامت كذلك بزراعة الألغام البحرية، وتفخيخ ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أمام السفن التجارية والنفطية، وقوارب صيد المدنيين، التي نجم عنها خسائر مادية وبشرية مختلفة".

وأوضح الوزير اليمني، في سياق حديثه، أنّ "ميليشيات الحوثي، منذ انقلابها على الدولة لم تقم بانتزاع لغم واحد، بل إنّ إعلامها أظهر قياداتها وهي تزور معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة، فضلاً عن إحياء العديد من المعارض العسكرية، تحت مسمّى الصناعات الحربية، التي أبرزت من خلالها إنتاجها من الألغام البرية والبحرية".

وأعرب الإرياني عن أسفه لتوجيه تمويل الدول الشقيقة والصديقة لبرامج الإغاثة الأممية، لمنح ومكافآت للحوثيين، في الوقت الذي يُعدّ ضحايا ألغامها من المدنيين والمواطنين، ويقدّرون بعشرات الآلاف، بأمسّ الحاجة للدعم والرعاية الصحية.

الحكومة اليمنية تعتبر أنّ ذلك بمثابة تمويل ودعم أممي مباشر للميليشيات الحوثية، وكأنّها تكافئها مقابل جرائمها بحق اليمنيين

وفي الإطار ذاته، أطلق عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن حملة إلكترونية، تحت وسم "هاشتاغ" (#الأمم_المتحدة_تدعم_زراعة_الألغام)، حظيت بتفاعل واسع ومشاركة كبيرة.

وطالب حقوقيون، عبر الوسم، الأمم المتحدة بالتوقف الفوري عن دعم جماعة الحوثي، والضغط عليها لتسليم خرائط زراعة الألغام، حتى يتسنى نزعها من قبل الفرق الهندسية المتخصصة.

كما طالبوا بفتح تحقيق عاجل مع كل موظف أو مبعوث أممي في اليمن، ثبت تورطه بارتكاب أيّ قضايا فساد مالي أو إداري، أو تواطؤ مع أحد أطراف النزاع.

وعبّر اليمنيون من خلالها عن استيائهم وغضبهم إزاء التعامل الأممي مع الميليشيات الحوثية، وغضّ الطرف عن انتهاكاتها وجرائمها الواضحة، وفق صحيفة (الشرق الأوسط).

الإرياني: الدعم تجاوز غير مقبول، ومخالف لكافة الحقائق على الأرض، واستخفاف واستهتار بأرواح وآلام عشرات الآلاف من ضحايا ألغام الحوثيين

وعلى الرغم من الدلائل والبراهين التي أكدت أنّ ميليشيات الحوثي هي الجهة الوحيدة والمسؤولة عن زراعة الألغام في اليمن، إلا أنّ المنظمات الأممية العاملة في مناطق سيطرة الميليشيات تواصل تقديم الدعم للميليشيات تحت مشاريع وبرامج "نزع الألغام في اليمن".

وأكدت تقارير رسمية وحقوقية محلية وعربية ودولية تورط ميليشيات الحوثي في زراعة مئات الآلاف من الألغام المصنوعة في إيران والمصنعة محلياً، في مديريات محافظة الحديدة ومناطق الساحل الغربي، وحولتها إلى حقول ألغام تحصد بشكل يومي أرواح المدنيين، وفق موقع (نيوز يمن).

ووفقاً لموقع (عدن تايم)، فقد حصلت الميليشيات الحوثية خلال الفترة من 2016 حتى 2022، تحت مسميات نزع الألغام، على دعم سخي من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) وبرنامجها الإنمائي في صنعاء وصل إلى أكثر من (167) مليون دولار، وتنوع الدعم بين آليات حديثة من سيارات ومركبات وأجهزة وتنفيذ برامج توعية وتأهيل للمواطنين والعاملين في مجال نزع الألغام في عدة محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين.

الإرياني: ميليشيات الحوثي لم تقم بانتزاع لغم واحد، بل إنّ إعلامها أظهر قياداتها وهي تزور معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة

وكان موقع (نيوز يمن) قد كشف، في وقت سابق، عن عمليات ابتزاز وضغط تمارسها ميليشيات الحوثي على بعثة الأمم المتحدة في الحديدة (أونمها) من أجل الاستحواذ على الدعم المخصص لصالح نزع الألغام بالمحافظة.

يذكر أنّ ميليشيات الحوثي التابعة لإيران زرعت أكثر من مليون لغم في اليمن وترفض حتى اللحظة تسليم خرائط الألغام.

وتسببت الألغام الحوثية خلال (9) أعوام بمقتل (3024) مدنياً، بينهم (647) طفلاً، و(202) امرأة، و(160) مسناً، و(2015) رجلاً بين (18- 50) عاماً، وإصابة (4231) آخرين بجروح وتشوهات جسدية وإعاقات دائمة.

وألحقت أضراراً كليّة وجزئية بـ (5620) من الممتلكات الخاصة، منها (1543) منزلاً، و(320) منشأة تجارية وصناعية، و(923) وسيلة نقل، و(334) مزرعة، ونفوق (2500) رأس ماشية.

إضافة إلى تضرر (565) منشأة عامة كلياً وجزئياً، بينها (101) مرفق تعليمي، و(32) مرفقاً صحياً، و(64) مقراً حكومياً، و(15) مقراً لهيئات ومنظمات أهلية، و(77) دار عبادة، و(38) مَعلماً أثرياً، وتدمير (135) طريقاً وجسراً، و(103) خزانات مياه، وفق صحيفة (الوطن) اليمنية.

مواضيع ذات صلة:

دبلوماسية إيران المفخخة: صناديق إغاثية تحمل السلاح والألغام

في اليوم الدولي للتوعية بخطرها... الألغام تواصل حصد الأرواح




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية