في اليوم الدولي للتوعية بخطرها... الألغام تواصل حصد الأرواح

في اليوم الدولي للتوعية بخطرها... الألغام تواصل حصد الأرواح


04/04/2022

في وقت يدفع فيه اليمنيون ثمن إرهاب ميليشيات الحوثي، ويتعرّضون يومياً للألغام التي زرعوها في المباني السكنية والمدارس والمستشفيات والطرقات، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام تحت شعار: "أرض مأمونة، وخطوات مأمونة، ومنزل مأمون".

ويركز الاحتفال، وفقاً لما نُشر عبر موقع المنظمة الإلكتروني، على الإنجازات الرائعة في مجال العمل العالمي المتعلق بالألغام، بدءاً من عمل الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية ـ التي تأسست عام 1992 وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1997ـ وكذلك على إنجازات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة منذ دخول اتفاقية حظر الألغام حيز التنفيذ في 1999، فضلاً عن تسليط هذه المناسبة الضوء على العمل الذي يتعين استكماله.

اقرأ أيضاً: أعداد مخيفة... مسام يعلن مواصلة إزالة ألغام زرعها الحوثيون لحصد الأرواح

 وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 97/60 المؤرخ في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2005، يوم 4 نيسان (أبريل) من كل عام رسمياً اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام.

اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام تحت شعار: "أرض مأمونة، وخطوات مأمونة، ومنزل مأمون"

 ودعت إلى استمرار الجهود التي تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشاركة في الأعمال المتعلقة بالألغام، للقيام حسب الاقتضاء بتشجيع بناء قدرات وطنية وتطويرها في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في البلدان التي تُشكل فيها الألغام ومخلفات الحرب المنفجرة تهديداً خطيراً على سلامة السكان المدنيين المحليين وصحتهم وأرواحهم، أو عائقاً أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين؛ الوطني والمحلي.

 

الأمم المتحدة تدعو إلى استمرار الجهود التي تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشاركة في الأعمال المتعلقة بالألغام

 

 وكان عمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام خلال الـ20 عاماً الماضية مدفوعاً دوماً باحتياجات المتضررين، حيث أُعد لمواجهة تهديد مخاطر المتفجرات التي يواجهها المدنيون وحفظة السلام والعاملون في المجال الإنساني.

 وتعمل الدائرة على حماية الأنفس وتسهيل نشر البعثات الأممية وتقديم المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين ودعم جهود العودة الطوعية للمشردين داخلياً واللاجئين، وتعزيز الأنشطة الإنسانية وأنشطة الإنعاش، وبذل جهود دعوية في ما يتصل بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.

اقرأ أيضاً: بالأرقام... "مسام" السعودي يواصل تحرير اليمن من ألغام الحوثي

 وتُعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملاً إنسانياً؛ لأنّها تنقذ الأنفس، وتضمن تلك الإجراءات إيجاد الألغام الأرضية وأخطار المواد المنفجرة في المناطق التي مزقتها الحروب، ومن ثم تدمير تلك الألغام والمواد، ممّا يمكّن في نهاية المطاف من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها.

 وتنسّق إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهير الطرق والمدارج من المواد المنفجرة، فضلاً عن تدريب السكان المحليين على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة، ولذا فعمل هذه الإدارة الأممية هو عمل أولي حاسم في الجهود الإنسانية التي تُبذل في ما بعد.

تُعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملاً إنسانياً لأنّها تنقذ الأنفس

 ومنذ فتح باب التوقيع على اتفاقية حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام، المعروفة عموماً باسم اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، في عام 1997، صادقت عليها (164) دولة أو انضمت إليها. في عام 2014 وافق الموقعون على إتمام إزالة جميع الألغام الأرضية بحلول عام 2025، ومع ذلك تستمر هذه الأسلحة العشوائية في استخدامها من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء في مناطق النزاع، رغم تدمير ما يزيد على (41) مليون لغم من مخزونات الألغام المضادة للأفراد، وتوقف من حيث الجوهر إنتاج تلك الألغام وبيعها ونقلها.

 

إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تنسق أعمال فرق لتطهير الطرق والمدارج من المواد المنفجرة، فضلاً عن تدريب السكان المحليين على إزالة الألغام

 

 وفي السياق، قال تقرير لمبادرة مجتمع مدني توفر البحوث وتدعمها الأمم المتحدة منتصف العام الماضي: "إنّ الخسائر العالمية من الألغام الأرضية المضادة للأفراد كانت مرتفعة بشكل استثنائي العام الماضي، وكان السوريون والأفغان واليمنيون الأكثر تضرراً".

 ووفقاً للتقرير الصادر عن "مرصد الألغام الأرضية" 2021، ارتفع عدد الضحايا بنسبة 20% في عام 2020، مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، نتيجة "لتزايد النزاع المسلح وتلوث الأرض" بالألغام البدائية، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

 في المجموع، قُتل أو أصيب بجراح أكثر من (7) آلاف شخص في (54) دولة ومنطقة.

اقرأ أيضاً: ألغام الحوثيين تهدد أهالي شبوة... والأنظار تتجه نحو مأرب

 ووفقاً للمرصد، فقد تبين أنّه من حزيران (يونيو) 2020 إلى تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، أنّ الجماعات المسلحة غير الحكومية قد استخدمت ألغاماً أرضية بدائية في (8) بلدان على الأقل، وهي: أفغانستان وكولومبيا والهند وميانمار ونيجيريا وباكستان، واليمن، وسوريا.

 

 الجماعات المسلّحة غير الحكومية استخدمت ألغاماً أرضية بدائية في أفغانستان وكولومبيا والهند وميانمار ونيجيريا وباكستان واليمن وسوريا

 

 وفي ملاحظة أكثر إيجابية، وافق حوالي (70) من الجماعات المسلحة غير الحكومية على عدم استخدام الألغام الأرضية، كما أشار هيزناي.

 وما يزال المدنيون الضحايا الرئيسيين للألغام، حيث يمثلون (8) من كلّ (10) ضحايا، ويُشكّل الأطفال ما لا يقلّ عن نصف القتلى أو المشوّهين.

 هذا، وكانت (94) دولة طرفاً قد أبلغت حتى الآن عن تدمير أكثر من (55) مليون لغم مضاد للأفراد منذ أن أصبحت معاهدة حظر الألغام قانوناً دولياً في 1999، بما في ذلك تدمير أكثر من (106,500) لغم في عام 2020، وكانت سري لانكا هي أحدث دولة أكملت تدمير مخزونها في عام 2021

ارتفع عدد الضحايا بنسبة 20% في عام 2020، مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة.

 مع ذلك، ما تزال هناك تحديات، حيث من المعروف أنّ ما لا يقلّ عن (60) دولة ومناطق أخرى ملوثة بالألغام المضادة للأفراد، بما في ذلك (33) دولة من الدول الأطراف في المعاهدة البالغ عددها (164) دولة.

 ورغم تلك الحملات، إلا أنّ سوريا واليمن تبقى رهينة ألغام الجماعات المتطرفة التي ترى فرض السيطرة من خلال القتل والتمثيل بالمدنيين وتقطيع أوصالهم وإبقائهم في دائرة الخوف والهلع.

 

ما يزال المدنيون الضحايا الرئيسيين للألغام، حيث يمثلون (8) من كلّ (10) ضحايا، ويُشكّل الأطفال ما لا يقلّ عن نصف القتلى أو المشوّهين

 

في سوريا من معاقل داعش الأخيرة في دير الزور وعاصمتها الفعلية السابقة الرقة، إلى مناطق مثل كوباني، التي تم تحريرها عام 2015، ما تزال الطرق والحقول وحتى المباني السكنية مليئة بالألغام الأرضية التي ما تزال تحصد أرواح المدنيين.

 وتقع مهمّة إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب على عاتق منظمة Roj Mine Control Organization ، وهي منظمة إنسانية غير حكومية تعمل بالتنسيق مع مركز مكافحة الألغام في شمال شرق سوريا، وهي مجموعة شاملة بحكم الأمر الواقع لجهود إزالة الألغام في شمال شرق سوريا المتمتع بالحكم الذاتي.

اقرأ أيضاً: حقول الألغام الحوثية تزرع الموت في المساجد والمدارس والأسواق

 وتقول الوكالات المحلية والدولية إنّها أزالت مجتمعة حوالي (35) ألف لغم أرضي مضاد للأفراد ومضاد للمركبات في جميع أنحاء المنطقة، لكن ما يزال هناك آلاف أخرى، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

 وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أكدت أنّ حلفاءها الدوليين تركوها في مهمّة شاقة تتمثل في إزالة الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة من ساحة المعركة، بعد أن ساندوها في حربها ضد تنظيم داعش.

تقع مهمّة إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب على عاتق منظمة Roj Mine Control Organization 

 أمّا في اليمن، فقد طالب مرصد الألغام المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بالضغط على ميليشيا الحوثي الانقلابية لتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في المحافظات والمناطق التي كانت تحت سيطرتها.

 وتأتي هذه المطالبة بالتزامن مع الهدنة الإنسانية في اليمن لمدة شهرين، والتي دخلت أول من أمس حيز التنفيذ.

 

من دير الزور مروراً بالرقة، إلى مناطق مثل كوباني، ما تزال الطرق والحقول وحتى المباني السكنية مليئة بالألغام الأرضية التي ما تزال تحصد أرواح المدنيين

 

 وقال المرصد اليمني للألغام، في تغريدة على تويتر أمس: "نناشد المبعوث الأممي  الضغط على جماعة الحوثي لتسليم خرائط الألغام فوراً، خاصة في المناطق التي يستخدمها المدنيون كالطرق وغيرها"، وفق وكالة سبأ الرسمية.

 واعتبر المرصد، الذي يعمل في توثيق ضحايا الألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب في اليمن، تسليم ميليشيا الحوثي لخرائط الألغام خطوة إنسانية ملحّة، يمكن أن تساهم في وقف النزيف اليومي لحياة المدنيين.

اقرأ أيضاً: إتلاف كميات كبيرة من ألغام الحوثيين.. تفاصيل

 وتشير تقارير حقوقية إلى أنّ ميليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليوني لغم، أدت إلى مقتل وإصابة ما يزيد عن (20) ألف مدني.

 وكان فريق الخبراء الدوليين البارزين التابع للأمم المتحدة قد قال في تقريره المقدّم لمجلس الأمن الدولي مؤخراً: إنّ "استخدام الحوثيين للألغام الأرضية بشكل عشوائي ومنهجي، ولا سيّما على طول الساحل الغربي، يُشكّل تهديداً مستمراً للسكان المدنيين".

ميليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليوني لغم، أدت إلى مقتل وإصابة ما يزيد عن (20) ألف مدني

 يشار إلى أنّ المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام" انتزع منذ بداية عمله في نهاية عام 2018 حتى الآن نحو (320) ألفاً و(184) لغماً وذخيرة متفجرة من مخلفات ميليشيا الحوثي، وفق وكالة الأنباء السعودية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية