حقول الألغام الحوثية تزرع الموت في المساجد والمدارس والأسواق

حقول الألغام الحوثية تزرع الموت في المساجد والمدارس والأسواق


02/12/2021

مثّلت الألغام الحوثية في أوساط المدنيين باليمن، والتي جرى الكشف عنها، مؤخراً، دليلاً جديداً على الجرائم اللا إنسانية التي تتورط فيها الميليشيات المدعومة من إيران؛ إذ تم تطويق الأحياء والمنشآت المدنية، ومن بينها المساجد والمدارس، بالألغام، الأمر الذي عدّه وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بمثابة طفرة في جرائم الحوثيين الذين "زرعوا شبكة ألغام وعبوات ناسفة في أحد المساجد بقرية القضيبة المحررة، مؤخراً، بمديرية حيس، وكانت تكفي لنسف الحي المحيط، وقتل مئات الأبرياء".

ما الذي تخبر عنه جرائم الحوثي؟

ورأى الإرياني في تغريدة عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّ تلك الألغام المكتشفة، إنّما تؤكد "مستوى إجرامها ووحشيتها (أي تنظيم الحوثي)، وتنصّلها من كلّ القيم والضوابط والاعتبارات الدينية والإنسانية والأخلاقية".

اقرأ أيضاً: ما علاقة إخوان اليمن بدعم السلفية السرورية للحوثيين؟

ودان وزير الإعلام اليمني موقف المجتمع الدولي، الذي يبدو متهاوناً أمام تنامي الممارسات الوحشية للحوثي، رغم الأحداث والمعلومات الموثقة، سواء على مستوى رسمي أو حقوقي، بينما ترقى إلى أن تكون "جرائم حرب" و"جرائم ضدّ الإنسانية"، وتتطلب إدراج التنظيم المسلح في قوائم الإرهاب الدولية.

ووثق المرصد اليمني للألغام نحو 101 ضحية بسبب الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، فضلاً عن الذخائر غير المتفجرة من مخلفات الحرب، في عدد من المحافظات اليمنية، وذلك خلال النصف الأول من العام الحالي.

منظمة هيومن رايتس ووتش: استخدام قوات الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن، منذ منتصف 2017، تسبب في قتل وجرح مئات المدنيين

ولفت الإرياني إلى أنّ شبكة الألغام الحوثية تكشف عن "استهدافها الممنهج ومحاولاتها الإيقاع بأكبر قدر من الضحايا المدنيين. وقد حولت ميليشيا الحوثي الأحياء والمنازل والمساجد والمدارس والمراكز الصحية وخزانات المياه والأسواق والمزارع والمصالح العامة والخاصة والطرق، إلى حقول ألغام، راح ضحيتها آلاف النساء والأطفال وكبار السنّ بين قتيل وجريح". وأردف: "يقف المجتمع الدولي صامتاً أمام الجرائم غير المسبوقة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق اليمنيين، منذ انقلابها على الدولة، وآخرها زراعة شبكة ألغام وعبوات ناسفة في أحد المساجد، والتي كانت تكفي، بحسب متخصصين، لنسف الحي المحيط، وقتل مئات الأبرياء، في عمل انتقامي بربري جبان".

 

اقرأ أيضاً: "التحالف" يواصل قصفه الاستراتيجي لمواقع حوثية... ماذا استهدف هذه المرة؟

وتابع: "إنّ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي مطالبون بإدانة جرائم زراعة الألغام المحظورة في الأعيان المدنية، باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، والعمل على إدراج ميليشيا الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة قياداتها في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب".

قصف ممنهج ضدّ المدنيين

وفي حديثه لـ "حفريات"، يشير الحقوقي اليمني ومدير منظمة "اليمن أولاً"، عبد الكريم الأنسي، إلى أنّ شبكة الألغام الحوثية في مناطق المدنيين، وكذا داخل المساجد، تعدّ بمثابة "جريمة غير مسبوقة"، مضيفاً أنّ "هندسة القوات المشتركة، ضبطت شبكة ألغام زرعتها ميليشيا الحوثي داخل مسجد، نهاية الأسبوع الماضي، وقد تم اكتشاف ذلك بواسطة فريق هندسي تابع للقوات المسلحة، أثناء تطهير القرى والمناطق المحررة حديثاً، واللافت أنّ شبكة الألغام كانت تتضمّن عدداً من العبوات بأحجام كبيرة مثبتة بأسلاك وجهاز تفجير عن بعد".

الحقوقي اليمني ومدير منظمة "اليمن أولاً"، عبد الكريم الأنسي: "تعدّ حقول الألغام الحوثية في محافظة الحديدة هاجساً مريراً يؤرق المدنيين

ووفق الأنسي؛ فإنّ الألغام الحوثية لا تعدو كونها أمراً جديداً أو عرضياً؛ حيث إنّ سياستها التقليدية هي "إثارة قلق المدنيين، وتنفيذ قصف ممنهج ضدهم، بغية إجبارهم على النزوح"، ويضيف: "تعدّ حقول الألغام الحوثية في محافظة الحديدة هاجساً مريراً يؤرق المدنيين، كما أنّها تشكل عائقاً أمام عودة آلاف الأسر النازحة إلى مساكنها ومزارعها".

 

اقرأ أيضاً: تصنيف الحوثي "إرهابية".. ماذا يدور في الكونغرس؟

ومنذ بدء التهدئة الأممية، عام 2018، قضى ما يقرب من 1200 مدني في مناطق الساحل الغربي بسبب الألغام، بحسب الحقوقي اليمني، غالبيتهم من الأطفال؛ حيث زرعت الميليشيات الحوثية الألغام، بشكل مكثف، في تلك المناطق لتجعل منها أكبر حقل للألغام في اليمن.

يتفق والرأي ذاته، التقرير الصادر عن البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، والذي يؤكد أنّ "الحوثي زرع الألغام، بشكل عشوائي، وفي دروب يسلكها المدنيون بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا".

إيران وصناعة الميليشيات بالمنطقة

وبدوره، يرى الباحث المصري في العلوم السياسية، سامح مهدي؛ أنّ الحوثي يواصل تصعيده، بينما يخوض الحرب حتى النهاية، لافتاً في تصريح لـ "حفريات"؛ إلى أنّ "تقاطع المصالح الإستراتيجية لعدة قوى دولية في اليمن، يمكّن تنظيم الحوثي من المناورة، والاستفادة من التناقضات السياسية والإقليمية القائمة بينهم، بل وتفادي وقوع عقوبات ضدّه، ومن ثم، يواصل التنظيم المسلح والعسكري المدعوم من إيران فرض إرادته من خلال التصعيد الميداني، وتنفيذ سياسة الأمر الواقع".

وثمّة إشارات عديدة تبعث بحقيقة مفادها أنّ الحوثي هو مجرد "أداة وظيفية" بيد طهران، لجهة تحقيق مصالحها السياسية والإقليمية"، بحسب مهدي، الذي يشير إلى أنّ الأخيرة قد "نظمت مؤتمراً عن اليمن في العاصمة الإيرانية، كان عنوانه لافتاً، وهو "اليمن: محور التحول والثقة"؛ إذ حضره جنرالات في الحرس الثوري، الأمر الذي يكشف عن مجاهرة واضحة للطرف المباشر والقوى في المعادلة الإقليمية، والذي يمنح الدعم السياسي والمالي واللوجيستي، من ناحية، والحشد العسكري، من ناحية أخرى، كما يقوم بتزويد المقاتلين بالخبراء والسلاح".

الحقوقي اليمني ومدير منظمة "اليمن أولاً"، عبد الكريم الأنسي لـ "حفريات": شبكة الألغام الحوثية في مناطق المدنيين، وكذا داخل المساجد، تعد بمثابة "جريمة غير مسبوقة"

وإلى ذلك، قالت "هيومن رايتس ووتش"، إنّ استخدام قوات الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن، منذ منتصف 2017، تسبب في قتل وجرح مئات المدنيين، بالإضافة إلى منع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.

 

اقرأ أيضاً: شركات يمنية ومصارف متورطة في تهريب النفط الإيراني وغسل الأموال لحساب الحوثيين

وأوضحت المنظمة الحقوقية الأممية، في تقريرها الصادر، قبل عامين، أنّ الألغام الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق، قتلت "140 مدنياً على الأقل، من بينهم 19 طفلاً، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، وفقاً لـموقع "مشروع رصد الأثر المدني"، وهو مصدر بيانات إنسانية. كما منعت الألغام الأرضية، والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدّت إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم".

وتختتم: "وجدت "هيومن رايتس ووتش" أدلة على أنّه إضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت القوات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة، كي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار، كما وجدت أنّ الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية