الإخوان وكورونا: أكاذيب مكشوفة ودفاع مستميت عن سياسات أردوغان

كورونا

الإخوان وكورونا: أكاذيب مكشوفة ودفاع مستميت عن سياسات أردوغان


05/04/2020

خرج المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين، الدكتور طلعت فهمي، بكلمة مصورة، يوم 22 آذار (مارس) الماضي، مدافعاً عن الجماعة، في مواجهة ما وصفه بالأكاذيب التي تحاول أن تنال من تاريخها الوطني، وأنّها وضعت نفسها –بحسب زعمه- في خدمة قضايا الوطن في كل أوقات المحن، فواجهت الغزو الثلاثي في العام 1956، والعدوان الصهيوني في حزيران من العام 1967، ولم يذكر المتحدث الإعلامي الكيفية التي دافع بها الإخوان عن مدن القناة، في العام 1956، بعد وقت قليل من محاولتهم اغتيال جمال عبد الناصر في العام 1954، ولم يعدد لنا كتائبهم التي شاركت في المقاومة الشعبية ببورسعيد، كما فاته أنّ ذاكرة التاريخ لم تزل تذكر شماتتهم في هزيمة الجيش المصري، إبان حرب حزيران، وأنّ جماعته، قبل كل هذا، أقدمت على اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في العام 1948، بينما الجيش المصري محاصر في الفالوجة من قبل القوات الصهيونية.

وبلهجة مراوغة، قال طلعت فهمي:"إنّه ليس وقت المكائد"! متناسياً أنّ أبواق جماعته الإعلامية هي من يمارس نوعاً من المكائد طوال الوقت؛ حيث واصل الإعلامي الإخواني سيد توكل، عبر قناة مكملين، شن حملة تستهدف الروح المعنوية لأطباء مصر، في هذه الأوقات الصعبة، كان آخرها تقرير مدسوس جاء تحت عنوان: "الدكاترة هربوا من المستشفى"، زاعماً فرار عدد كبير من الأطباء وأطقم التمريض، بسبب تفشي وباء كورونا، وهو ما مارسه زميله أحمد سمير، في تقرير تحت عنوان: "مشاهد من الأرياف ومستشفيات خاوية من الأطباء"؛ حيث جنّدت قناة مكملين فريقها الإعلامي على مدار الساعة، للنيل من عزيمة جيش مصر الأبيض، الذي يواجه معركة شرسة في مواجهة فيروس كورونا.

 

اقرأ أيضاً: كيف يحارب أردوغان الأكراد بورقة النفط السوري؟

من جانبه، مارس الإخواني الهارب في تركيا، حمزة زوبع، نوعاً من التزييف، عبر عرض تقارير إحصائية، حول الخسائر الاقتصادية المتوقعة للاقتصاد المصري جراء أزمة كورونا، مبشراً بـ"انهيار" الاقتصاد بشكل كلي أثناء الأزمة، لافتاً إلى أنّ خسارة مصر بلغت ما يقرب من 27 مليار دولار، بحسب تقديرات بنك فاروس، كما زعم، بسبب توقف السياحة والتحويلات الخارجية والاستثمارات. وبغض النظر عن صحة هذه الأرقام، السؤال الذي يطرح نفسه: هل مصر وحدها الخاسر في معركة كورونا، بينما يعيش العالم الآن حالة من الرخاء؟!

مرتزقة أردوغان وسيل الأكاذيب

في برنامجه "مع زوبع"، واصل الإخواني حمزة زوبع الدعاية للنظام التركي؛ حيث استضاف ياسين أقطاي، مستشار أردوغان الذي أكد سيطرة تركيا على انتشار الفيروس، ودعمها للمتضررين منه، "بفضل سياسات أردوغان الحكيمة"، ولم ينس زوبع الإشادة بالقائد التركي، الذي "ضرب المثل في التوقع، والتفاني لخدمة وطنه!"، متجاهلاً عن عمد كارثية الوضع الحالي في تركيا، فنقلاً عن قناة "الحرة"، قال الخبير التركي إنان دوغان "إنّ بلاده تكتفي بنفي التفشي الكبير للفيروس، بدلاً من اعتماد سياسة استباقية تمنع انتشاره"، مؤكداً أنّ "هناك نحو نصف مليون تركي اليوم مصابون بالفيروس بناء على نموذج حسابي دقيق"، وأوضح أنّ تركيا سجلت حالتي وفاة فقط في منتصف آذار الماضي، لكن الرقم سرعان ما قفز ليصل، أول من أمس، إلى 20921 والوفيات إلى 425.

اقرأ أيضاً: "إسلام أردوغان": وهم الخلافة الإسلامية على منهج الإخوان
ومن تركيا أيضاً، قاد القيادي الإخوانى جمال حشمت، حملة لاستدعاء التدخل الدولي؛ لإجبار مصر على الإفراج عن سجناء جماعته، قائلاً: "أعتقد انتهي وقت المناشدات، يا إما ترضخ الأنظمة القمعية للمطالبات الدولية، أو تنزل بها العقوبات المناسبة، أو تصبح دول العالم مشاركة في جرم الأنظمة الفاسدة".

 

الإخوان وكورونا والكذب المكشوف
في سياق حملتها الرامية إلى الإفراج عن سجناء الجماعة، ادعى الإخوان المسلمون أنّ الدكتور وليد مرسي السنوسي، الإخواني المسجون، اكتشف علاجاً لفيروس كورونا، ومن قبل علاجاً لفيروس سي!! وأنّ النظام "يرفض إطلاق سراحه، هو ومجموعة من علماء الجماعة الأفذاذ، الذين يحتاجهم الوطن والعالم في هذا الوقت الحرج".

اقرأ أيضاً: هل قضى كورونا على ابتزاز أردوغان لأوروبا بورقة اللاجئين؟
وهو ما يتفق مع مطالب زوجة القيادي الاخواني المسجون الدكتور محمد البلتاجي، بالإفراج عن سجناء الجماعة، وخاصة الأطباء والعلماء والصيادلة للمشاركة في مواجهة فيروس كورونا.
التواطؤ مع الحوثي
أعربت جماعة الإخوان المسلمين عن تقديرها لمبادرة عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) لمبادلة أسرى سعوديين مع معتقلين فلسطينيين، وهو ما رحبت به حركة حماس، من خلال القيادي محمود الزهار عبر قناة مكملين التابعة للإخوان في تركيا، وهو ما يكشف بوضوح مدى تواطؤ الإخوان مع الحوثي، وضلوعهم في تأييد جرائمه.
يذكر أنّ هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين وجهت لهم السلطات السعودية اتهامات بدعم كيانات إرهابية.

 

إخوان شمال أفريقيا بين مواجهة المعارضة والبحث عن دور
في ليبيا، انشغل حزب العدالة والبناء بمواجهة قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقال محمد صوان رئيس الحزب، يوم الجمعة 27 آذار (مارس) الماضي: "لا تزال قوات حفتر تخترق هدنة وقف إطلاق النار، في محاولة لاستغلال انشغال الناس بمواجهة جائحة كورونا، وهي محاولة بائسة بعد تصدي أبطال الجيش الليبي لهم"، متناسياً أنّ طرابلس قد تسقط في أيّ لحظة.
وفي تونس، واصل وزير الصحة، المنتمي لحركة النهضة الإخوانية، عبد اللطيف المكي، الهجوم على معارضيه متهماً إياهم بالدفاع عن فاسدين غشوا السوق التونسية سابقاً بأدوية، عبر معطيات خاطئة في ملفاتهم، وتبين خطؤها، وعن شبه متحايلين يدعون اكتشاف أدوية، وأنّ شيئاً مما ادعوه لم يثبت.

اقرأ أيضاً: كورونا يعمّق أزمات تركيا.. هل تكفي مبادرات أردوغان لمواجهة الوباء؟
في تونس أيضاً اتهم المكتب التنفيذي لحركة النهضة، المعارضة بتدبير حادث الاعتداء على نائب ائتلاف الكرامة الإسلامي المتحالف مع النهضة محمد العفاس، وقال رئيس كتلة حركة النهضة، نور الدين البحيري، يوم الخميس 25 آذار (مارس) الماضي، خلال الجلسة العامة بالبرلمان، أنّ الاعتداء الذي تعرض له النائب محمد العفاس هو اعتداء همجي ومدبر ومرفوض قانونيّاً وأخلاقيّاً وسياسيّاً.
وكان النائب محمد العفاس، تعرض يوم 24 آذار (مارس) الماضي، لاعتداء في صفاقس على إثر سرقته.

 

وفي المغرب، جدد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، في كلمته الافتتاحية لأشغال المجلس الحكومي، المنعقد مؤخراً، تحذيره من ترويج أو نشر الأخبار الزائفة التي تطرح إشكالاً كبيراً على حد وصفه.
وفي الجزائر، أعلنت حركة مجتمع السلم، وضع هياكلها في مواجهة فيروس كورونا، وإنّ رئيسها عبد الرزاق مقري ألمح إلى تشككه في الأرقام الرسمية المعلنة، داعياً السلطات إلى إعلام الرأي العام بحقيقة انتشار المرض، والالتزام بالشفافية التامة.

اقرأ أيضاً: كيف قضى أردوغان على حلم خلافته للمسلمين بيديه؟

وفي موريتانيا طالب حزب تواصل من خلال عمدة توجنين، وضع قوات الشرطة في المقاطعة تحت تصرفه لمواجهة كورونا، وهو ما يبدو محاولة لدعم مركز الحزب على الأرض بشكل عملي.
يذكر أنّ الأحزاب التابعة للإخوان المسلمين في تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا واصلت اجتماعاتها التنظيمية بشكل دائم، باستخدام تقنية الفيديو، وتطبيق الزوم للاجتماعات.
إخوان السودان ومحاولة لفت الأنظار
في محاولة يائسة للبحث عن دور، أطلق المراقب العام للإخوان المسلمين، عوض الله حسن، باعتباره اختصاصي طب الأطفال، مبادرة استشارات عبر الواتس للمرضى وذويهم تخفيفاً عليهم، بحسب تعبيره، حيث وضع رقمه الخاص للاستشارات! كما خرج المراقب العام في فيديو قصير، وبعد مدخل ديني ناشد فيه الله رفع الغمة، طالب بعدم إثارة الشائعات، وأن يلزم كل مواطن بيته، وقد أثارت هيئة المراقب العام في الفيديو استغراب البعض، حيث خرج وهو يحمل على كتفيه سمّاعة طبيّة، وعرف نفسه في البداية كطبيب، ربما لرغبته في لفت الانتباه، وفك طوق الحصار.

 

إخوان أوروبا وكورونا
وسط جهود علميّة متواصلة، لمواجهة فيروس كورونا، مارس طه سليمان عامر، رئيس هيئة العلماء والدعاة بألمانيا، وعضو التنظيم الدولي للاخوان، بحسب تقارير ألمانية، نوعاً من الشماتة في العلم والعلماء، مؤكداً أنّ نازلة الفيروس كشفت حقيقة الإنسان، وأنّ إنسان العصر الحديث، وفق قوله، "معجب بنفسه، مختال بمواهبه، يظن أنّه يخرق الأرض، أو سيبلغ الجبال طولا، وأنّه يستحق، لأنّه ذكر نفسه ونسى ربه".
من جهته، ناشد المجلس الأوروبي للأئمة، المسلمين في أوروبا بالانتشار الديني في الفضاء الإلكتروني، بوصفه المجال العام المتاح حالياً، في تغريدة جاء فيها: "أخي لا تدع رسالة المسجد تتوقف، لا تدع صوت المنبر يخفت، افتح قناة على اليوتيوب، وانشر فيها برنامجك المسجدي المعتاد".

اقرأ أيضاً: أردوغان يوجه بوصلته نحو اليمن
كما أكد المجلس يوم 26 آذار (مارس) الماضي، رفضه القاطع للصلاة خلف المذياع، مؤكداً في بيان مطول، أنّه إذا كانت الصلاة خلف الإذاعة صحيحة، فلن يكون هناك حاجة لبناء المساجد.
يذكر أنّ تبرعات المصلين هي المصدر المالي الرئيس للمراكز الإسلامية، التي يتمدد من خلالها الإخوان في أوروبا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية