لماذا اعتقلت الشرطة في المغرب شابين عزفا الموسيقى في الشارع؟

بعيداً عن المسارح تتسلل الموسيقى لتعانق صخب الشارع وتُطرب مسامع المارة في ساحة "ماريشال" الشهيرة الواقعة في القلب التاريخي لمدينة الدار البيضاء.

هذا منظر مألوف في ساحات المغرب التي لطالما كانت مسرحاً يحتضن الشباب الشغوف بالموسيقى.

ولكن موسيقى الشارع باتت اليوم تواجه تحديات وانتقادات جمة بسبب مكبرات الصوت التي يحملها هؤلاء الشبان إلى جانب آلاتهم الموسيقية.

#الفن_فالشارع_ماشي_جريمة

وقد أطلق نشطاء مغاربة منذ أيام حملة بعنوان #الفن_فالشارع_ماشي_جريمة رداً على اعتقال شابين يقدمان عروضاً موسيقية في الشارع.

وكانت شرطة مدينة الدار البيضاء أوقفت شابيين في إطار حملة شنتها السلطات ضد "فن الشارع" بعد أن اشتكى بعض السكان من استخدام مجموعة من الشباب الموسيقيين لمكبرات الصوت.

وذكرت صحف محلية أن ايقافهما جاء بعد شجارهما مع رجال الشرطة الذين حاولوا مصادرة آلاتهما الموسيقية.

لكن البعض ينفي ذلك معتقداً أن الدولة تخشى من أن تتحول موسيقى الشوارع إلى لون من ألوان الاحتجاج.

وقد يواجه الشابان أحكاماً بالسجن تصل إلى 5 سنوات، بتهمة "إهانة الشرطة أثناء ممارستهم لمهامهم."

وتعاطف ثلة من الفنانين في المغرب مع الموسيقيين وطالبوا السلطات بالإفراج عنهما وبتقنين موسيقى الشارع.

وكتبت آمال قاضي: "أصبحنا قادرين على التجول في ساحة الأمم المتحدة في كازا بفضل الفنانين الذين سدوا فراغ ذلك المكان بالفن. لماذا منعتنهم؟ هل قتلوا ضربوا أم خربوا؟ فن الشارع ليس جريمة!"

أما المغرد عصام الصافي فيرى في فن الشارع مظهراً مزعجاً، ويكتب:" استعمال الأبواق من أجل الغناء في التجمعات السكنية وفي مكان عمومي ...وتجاهل محاولات الساكنة السلمية لإزالة الأبواق وممارسة نوع من التضليل الإعلامي...هذه كلها جرائم وأفعال لا تعد أبداً من شيم الفنانين الحقيقيين."

ويدعو نسيم حداد المختص في التراث الشعب المغربي إلى تقنين هذا الفن و يقول إن الفضاء العام ساحة حيوية تتيح للشباب ممارسة مواهبهم دون قيود، ولكن لا يجب تركه دون مراقبة."

ويضيف: "تقديم عروض الفنية في الفضاء العام هو تقليد عتيق في المغرب، فقد كانت الأسواق الشعبية مسرحاً للعروض البهلوانية والموسيقية."

ويختم "تعد ساحة جامع الفنا الشهيرة في مدينة مراكش واحدة من أقدم الساحات في العالم التي لا تزال تقيم العروض الشعبية في الهواء الطلق."

عن "بي بي سي"