الفكر المتشدد يوسع دائرة العداء بين المسلمين والألمان

الفكر المتشدد يوسع دائرة العداء بين المسلمين والألمان


04/02/2018

عزا متابعون للشأن الإسلامي في ألمانيا، ظهور ردّات الفعل العنيفة في ألمانيا تجاه المسلمين، إلى العمليات الإرهابية التي نفذتها ذئاب منفردة، سواء على الأراضي الألمانية، أو خارجها، وهو ما جعل المواطن الألماني ينظر بريبة إلى المسلمين وإلى الإسلام ذاته، الذي يزعم المتطرفون أنّهم يتمسكون بتعاليمه.

برامج التنوير والحوار مع المسلمين لم تسهم في تغيير أنماط الفكر السائدة عن الإسلام في ألمانيا وردّة الفعل العنيفة تجاهه

وأكّدت الأستاذة للعلوم الإسلامية في جامعة هامبورغ، شمال ألمانيا، كاتايون أميربور، في تصريح صحفي، أمس، أنّ برامج التنوير والحوار مع الإسلام، لم تسهم بصورة فعلية في تغيير أنماط الفكر السائدة عنه في ألمانيا، بصورة كافية، وأنّ هناك ردة فعل عنيفة تجاهه في الأوساط الثقافية. حسبما نشرت صحيفة "العرب" اللندنية.

ووصفت الأستاذة، المتزوجة من الناشر والكاتب الألماني المسلم، نافيد كيرماني، التي تعدّ إحدى أهم الشخصيات الفكرية الإسلامية المثقفة في ألمانيا، النقاشات العلنية عن الإسلام داخل ألمانيا، بأنّها في وضع حرج، وأنّ الأمر يزداد سوءاً، ويزداد عدوانية.

وقالت: إنّه "كان يمكن في الواقع أن ننتظر تحسّن الحال، بعد وضع برامج كثيرة عن الحوار والتنوير، إلّا أنّ الواقع يشير إلى وجود ردّة فعل عنيفة يمكن إدراكها تجاه الإسلام".

المسلمون في ألمانيا يحتاجون إلى تحرك أكثر قوة من جانبهم لعزل المتشددين والمساعدة في مكافحة أفكارهم

ويعتقد متابعون، أنّ المسلمين يحتاجون إلى تحرك أكثر قوة من جانبهم، لعزل المتشددين، والمساعدة في مكافحة أفكارهم التي تهدّد باستقطاب أبناء الجالية، فضلاً عن توسيع دائرة العداء لها.

ولا يخفي هؤلاء قلقهم من أنّ السلطات الألمانية تكتفي حالياً، بمراقبة أنشطة العائدين من سوريا والعراق، كمتشددين مفترضين، ما قد يصرف الأنظار عن حقيقة أكبر، وهي أنّ الاستقطاب الأكثر خطورة تتولّاه مجموعات موجودة بألمانيا، منذ عقود، والسلطات تسكت عن أنشطتها، مثل جماعة الإخوان المسلمين، أو الأئمة المرتبطين بتركيا.

وتقوم هذه الشبكات بعمليات استقطاب واسعة للشباب، ونجحت عملياً في بناء مجتمعات صغيرة منعزلة داخل المجتمع الغربي، وتحصل على تمويل كبير يتم ضخه دون رقابة.

وزادت أنشطة المتشددين الإسلاميين من الضغوط المسلطة على المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي جدّدت السبت استعدادها للنظر في تعديل قانون جديد، يهدف إلى القضاء على خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن لاقى انتقادات واسعة النطاق.

ألمانيا تسكت عن أنشطة جماعة الإخوان المسلمين والأئمة المرتبطين بتركيا القائمين على الاستقطاب الأكثر خطورة

ويستهدف هذا القانون الحدّ من العداء تجاه المهاجرين، القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان، الذين صاروا مثار شكوك مستمرة، بسبب أنشطة المتشددين الإسلاميين.

وبموجب القانون، الذي بدأ سريانه في الأول من يناير، يمكن فرض غرامة تصل إلى 50 مليون يورو (60.1 مليون دولار)، على المواقع التي لا تزيل خطاب الكراهية على الفور، ممّا يثير المخاوف من أن تحجب تويتر وفيسبوك، وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي، محتويات أكثر من المطلوب.

وتطبق ألمانيا قوانين صارمة، فيما يتعلق بالتشهير والتحريض على ارتكاب جرائم، والتهديد بالعنف، وتصدر أحكاماً بالسجن على من ينكرون المحرقة النازية، أو يحرّضون على الكراهية ضدّ الأقليات، لكن لم تصدر أحكام قضائية إلّا في عدد قليل من القضايا المتصلة بالإنترنت.

 

الصفحة الرئيسية