%60 تحت خط الفقر... الشعب الإيراني يدفع ثمن سياسة نظام الملالي

%60 تحت خط الفقر... الشعب الإيراني يدفع ثمن سياسة نظام الملالي


15/08/2022

تضاعف معدل الفقر في إيران خلال الأعوام الماضية بشكل لافت وملموس على الصعيد المجتمعي، على وقع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وتضاعفت نسبة الفقراء في البلاد (3) مرات منذ عام 1979؛ أي أيام الثورة التي قادها الخميني ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

وفي السياق، نشرت صحيفة عالم الصناعة الإيرانية "جهان صنعت" تقريراً كشف أنّ حوالي 20% من الإيرانيين كانوا في عام 1979 تحت خط الفقر، ولكن في عام 1988 وصل هذا الرقم من الفقراء إلى حوالي 40%، وفي عام 2021 وصل عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى حوالي 52%.

وأوضحت الدراسة التي أجريت تحت عنوان "خطأ نصف قرن" أنّ حوالي 60% من أفراد المجتمع باتوا تحت خط الفقر خلال العام الجاري، ومعظمهم يعيشون في فقر مدقع.

وأظهر تقرير من وزارة العمل الإيرانية، نُشر في 22 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، أنّه في عام 2020 كان أكثر من ثلث سكان إيران في "فقر مدقع". وتم تحديد "خط الفقر المدقع" عام 2020 بمليونين و(758) ألف تومان لأسرة مكونة من (3) أفراد.

وصل خط الفقر للفرد في إيران عام 2021 إلى (1.254) مليون تومان؛ أي ما يعادل أقلّ من (50) دولاراً، وسجلت أعلى معدلات الفقر بين المحافظات الإيرانية بمقاطعات سيستان وبلوشستان وكرمان، وفق ما نقلت "إيران إنترناشيونال".

تضاعف معدل الفقر في إيران خلال الأعوام الماضية بشكل لافت وملموس على الصعيد المجتمعي

ووفقاً للتقرير، فإنّ ثلث الإيرانيين يعيشون تحت "خط الفقر"، عند مقارنة بيانات دخل الأسرة بنفقات المعيشة، حيث إنّ خط الفقر لأسرة مكونة من (4) أفراد بلغ (3.385) ملايين تومان؛ أي ما يعادل (130) دولاراً.

وبلغ عدد الأشخاص الذين كان دخلهم تحت خط الفقر في 2019 أكثر من (26) مليون إيراني، وعلى الرغم من أنّ المسؤولين في الوزارة أبلغوا عن زيادة في عدد السكان الفقراء في إيران عام 2020، لكن لم يتم نشر أيّ إحصاءات رسمية في الإعلام خلال العام الجاري.

هذا، وقامت وزارة التعاونيات والعمل والرعاية الاجتماعية بتجميع قائمة تضم (20) مدينة فقيرة، وتبين أنّ الفقر في سيستان وبلوشستان وكرمان أكثر حدة منه في أجزاء أخرى من إيران.

ووفقاً للتقرير، تقع (11) مدينة من أصل (20) مدينة محرومة في مقاطعة سيستان وبلوشستان، و(3) مدن محرومة أخرى تنتمي إلى محافظة كرمان.

 

دراسة أجريت تحت عنوان "خطأ نصف قرن" أوضحت أنّ حوالي 60% من أفراد المجتمع باتوا تحت خط الفقر خلال العام الجاري

 

وقال رئيس معهد الدراسات الدينية والاقتصادية فرشاد مؤمني تعليقاً على الموضوع، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي: إنّ عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر في البلاد قد تضاعف خلال الأعوام الـ3 الماضية.

وفي الإطار ذاته، كان العضو في هيئة المجالس والشؤون الداخلية بالبرلمان الإيراني محمد حسن أصفري قد صرّح بأنّ (9) ملايين أسرة تعيش تحت خط الفقر.

وقال أصفري لموقع "شفقنا" الإخباري قبل نحو (3) أشهر: "عندما نريد حلّ مشاكل البلاد الاقتصادية من جيوب الناس لا يمكننا استئصال الفقر، بل سيزداد يوماً بعد يوم".

 

وزارة العمل الإيرانية تنشر العام الماضي تقريراً يوضح أنّ أكثر من ثلث سكان إيران في "فقر مدقع"

 

وکانت إشارته إلى ارتفاع سعر الطحين عدة أضعاف وإلغاء الدعم الحكومي للسلع الأساسية.

وقال أصفري: إنّ عائلات كثيرة تنتظر أن يتمّ تغطيتها من قبل لجنة "الإمام الخميني" للإغاثة ومؤسسة "بهزيستي" الخيرية.

وفي نيسان (أبريل) الماضي قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أحمد توكلي: إنّ 60% من سكان إيران تحت خط الفقر، دون أن يوجّه إصبع الاتهام للنظام أو المرجعيات الدينية فيه، وفق ما نقلت وكالة "إرنا".

فرشاد مؤمني: عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر في البلاد قد تضاعف خلال الأعوام الـ3 الماضية

وقالت تقارير غير رسمية: إنّ معدل التضخم في إيران أعلى من الإحصائيات التي أعلنها المسؤولون، وإنّ ارتفاع أسعار السكن والغذاء يلعب الدور الأكبر في الحدّ من الرفاهية الاجتماعية للشعب الإيراني، حسبما نقلت صحيفة القبس الكويتية في تقرير لها.

يُذكر أنّ الأسابيع الماضية شهدت انخفاضاً كبيراً في استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان والفواكه والخضراوات والمعكرونة في البلاد.

وقد عمّت مظاهرات أنحاء إيران اعتراضاً على ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأساسية الأخرى، تزامنت مع أزمة اقتصادية تعيشها كل المناطق.

وأبرزت الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العديد من المدن الإيرانية، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التحديات التي تواجه السلطات الإيرانية نتيجة استمرار العقوبات الغربية وتراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

 

محمد حسن أصفري: (9) ملايين أسرة تعيش تحت خط الفقر، عندما نريد حلّ مشاكل البلاد الاقتصادية من جيوب الناس سيزداد الفقر

 

ورغم الفقر في إيران، تقوم السلطات بصرف أموال هائلة على تطوير القدرات العسكرية، ودعم الميليشات التابعة لها بالسلاح والعتاد خارج البلاد، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتهديد أمن المنطقة.

وأظهرت دراسة أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان "شبكات التسلل الإيرانية في الشرق الأوسط" أنّ إيران تولي أهمية عسكرية وإستراتيجية لميليشياتها المنتشرة في المنطقة أكثر من اهتمامها ببرامج الصواريخ النووية.

وقدّرت الدراسة، التي نقلتها شبكة "الحرة"، إجمالي إنفاق إيران على أنشطة ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن بحوالي (16) مليار دولار سنوياً، وينفق النظام الإيراني حوالي (700) مليون دولار سنوياً على ميليشيات حزب الله في لبنان، هذا بالإضافة إلى الملايين التي تذهب إلى الفصائل الفلسطينية في غزة.

ووفقاً لمسؤولين إيرانيين، أنفقت طهران مبالغ هائلة في سوريا، تصل إلى أكثر من (30)  مليار دولار، حسب موقع ومجلة السياسة الخارجية.

 

مواضيع ذات صلة:

بين عجز إبراهيم رئيسي ومحاباة خامنئي.. الاقتصاد الإيراني إلى أين؟

ما الجديد في التظاهرات الإيرانية ضد الملالي؟

إيران تعبث في ملف الطاقة وتشعل الخلاف مع كردستان



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية