10 أنهار تهدد نظامنا البيئي وتلوح بانقراض جديد.. ما هي؟

البيئة

10 أنهار تهدد نظامنا البيئي وتلوح بانقراض جديد.. ما هي؟


22/01/2019

في إطار زيادة الطلب على الموارد المائية، كأحد أهم عناصر التنمية المستدامة، والتي تضعها لجنة المياه بالأمم المتحدة في أولويات جدول أعمالها، تقف قضايا تلوث المسطحات المائية عائقاً في مستقبل المجتمعات الأكثر فقراً، بل وفي التوزان البيئي بشكل كلي.
في هذا التقرير ترصد "حفريات" عشرة أنهار تمثل 80% من نسبة تلوث المسطحات المائية في العالم ويقع معظمها في قارة آسيا:

أولاً – نهر الميكونغ:
ينبع نهر الميكونغ من إقليم التبت في الصين، ويتجه جنوباً، ويضم بين راحتيه كلاً من:  الصين، ميانمار، لاوس، تايلاند، كمبودياً، حتى يصب في بحر الصين الجنوبي، ويبلغ طوله 1800كم، ويعد الميكونغ سابع أطول أنهار آسيا، كما يحتل المركز الثاني عشر من حيث طول الأنهار على مستوى العالم، ويمثل أهمية قصوى لسكان البلدان السالف ذكرها؛ حيث يعتاش على هذا النهر قرابة 100 مليون شخص، ويعتبر المصدر الأساسي لهم من الغذاء والطاقة، وينتج حوالي مليونين ونصف المليون من البروتين للساكنين على ضفتيه البالغ عددهم 60 مليون نسمة.

يعد نهر الميكونغ سابع أطول أنهار آسيا ويحتل المركز الثاني عشر من حيث الطول على مستوى العالم

يعد حوض نهر الميكونغ واحداً من أغنى مناطق التنوع البيولوجي في العالم؛ حيث يشتمل على 20 ألف نوع من النباتات، 430 نوعاً من الثدييات، وقرابة 1200 نوع من الطيور، 800 نوع من الزواحف والبرمائيات، و850 نوعاً من الأسماك، تواجه كل هذه الأنواع تهديداً لحياتها نتيجة الملوثات البيئية النابعة من مياه الصرف الصحي والملوثات البلاستيكية التي تبلغ مئات الآف من الأطنان سنوياً لنهر الميكونغ.

 نهر الميكونغ

ثانياً – نهر النيجر:
ينبع النيجر من مرتفعات غينيا الجنوبية تحديداً سيراليون، ويمر عبر 6 دول في إفريقيا، أخذت منه دولتان حديثتان اسميهما (النيجر، نيجيريا)، ويعد ثالث أطول أنهار إفريقيا، بعد النيل والكونغو، يبلغ طوله 4180 كم، ويصب النهر في دلتا النيجر على المحيط الأطلسي، وقد أطلق العرب عليه قديماً اسم نهر السودان، وأطلق عليه الطوارق نهر الأنهار.

أطلق العرب على نهر النيجر قديماً اسم نهر السودان وأطلق عليه الطوارق نهر الأنهار

يعاني نهر النيجر من التلوث الناجم عن عدة أسباب، أحدها ظاهرة صائدي الرمال؛ حيث تستخدم شركات الإنشاء آلافاً من العمال الأفارقة مستغلّة فقرهم، للعمل في جلب رمال النهر، الأمر الذي حذر منه علماء البيئة في مطلع عام 2015؛ حيث حذرت الأمم المتحدة من الإضرار البيئي الناجم عن استهلاك رمال النهر، والأضرار الواقعة على الثروة السمكية والنباتات النهرية. كما أدت الزيادة السكانية لمدينة "باماكو"، في الآونة الأخيرة، إلى الضغط المستمر على موارد النهر، ولا سيما المخلفات النفطية التي تخلفها شركة "شل" للمنتجات البترولية، في تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية حول الدعوى القضائية التي أقامها 4 مزارعين نيجيريين ضد الشركة بعد مشاهدتهم للبقع الزيتية الكثيفة التي تسببت بها أنابيب الشركة في النهر، وهو ما دق ناقوس الخطر من قبل علماء البيئة تجاه النهر وما يحدث به من انتهاكات مستمرة.

نهر النيجر

ثالثاً – نهر آمور:

ينبع نهر آمور من الجزء الشمالي الشرقي لجمهورية الصين الشعبية، بين روسيا والصين، ويعد رمزاً للعلاقات التي تربط الروس والصينين منذ زمنٍ قديم، ويبلغ طوله 4416 كم، بما في ذلك الدلتا والمصب الذي يقع في المحيط الهادئ، ويعيش في النهر معظم فصائل الأسماك المفترسة، والأسماك كبيرة الحجم، التي يبلغ طولها 18 قدماً، وهو النهر الأوحد في العالم الذي تقطنه الأسماك الآسيوية شبه الاستوائية، والتي تتعايش في سلام مع الأسماك القطبية السيبيرية، في توائم بيئي نادر الحدوث.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب اعتقال إيران لعلماء البيئة؟

في مطلع عام 2005، قامت السلطات الروسية بالتعاون مع السلطات الصينية، بدق ناقوس الخطر، بعد انفجار بخطوط أنابيب بترولية تصب في مياه النهر، الأمر الذي دعت فيه كلُّ من روسيا والصين لتجنّب شرب مياه النهر، لحين العمل على إزالة مخلفات التلوث، الذي لم تتسبب به المواد البترولية فحسب؛ بل الإبحار الدوري لشاحنات نهرية كبيرة تبدأ من أول نيسان (أبريل)، حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، والتي تمثل أهمية كبيرة لسكان ضفاف النهر البالغين أكثر من 100 مليون نسمة.

نهر آمور

رابعاً – نهر اللؤلؤ:
يعد ثالث أكبر أنهار الصين، ويبلغ طوله 2400 كم، وسمي بذلك نسبةً لأصداف اللؤلؤ متباينة الألوان، والتي تغطي شاطئ النهر، ويتمتع هذا النهر بالربط بين عدة مسطحات مائية مترامية الأطراف في الصين، ويعتبر أيضاً أهم المزارات السياحية المائية في الصين، نظراً لما يتمتع به من مناظر طبيعية خلابة، ويمر بمدينة كانتون وقوانتغشتو، وتتنشر الجسور النهرية بامتدد النهر وتبلغ 12 جسراً.

اقرأ أيضاً: تعرف إلى أول حركة متطرفة تحافظ على البيئة!
وطبقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عام 2005، فيما يخص جودة الحياة البيئية والمائية في الصين، فإنّ التلوث ازداد في مصب نهر اللؤلؤ وعدة أنهار أخرى بسبب النيتروجين اللاعضوي والفوسفات النشط وبقايا المبيدات الزراعية والنفط.
وعلى جانب دلتا نهر اللؤلؤ، الملقبة بـ "ورشة صناعة العالم"، أفاد تقرير نشره مركز دراسات البيئة في هونغ كونغ عام 2006 "أنّ الدلتا ستتضرر بشدة بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض ويتعين على القيادات السياسية بذل المزيد من الجهد لمواجهة هذا الخطر".

 نهر اللؤلؤ

خامساً – نهر الغانج:

يعد أطول أنهار الهند، وينبع من الشمال الهندي مروراً ببنغلاديش، لمسافة 2525 كم، من جبال الهمالايا انتهاءً بخليج البنغال، ويعتبر حوض النهر الأكثر كثافة سكانية في العالم حيث يقطنه 400 مليون شخص، يلبي احتياجاتهم من الموارد الغذائية والطاقة، وبعد أيضاً مقدساً لدى الهندوس، كما يعتبر النهر البيئة الأم لقرابة 140 نوعاً من الأسماك، وتسعة أنواع من البرمائيات، ولكن بعد نسب التلوث المرتفعة التي يشهدها النهر، أصبح معرضاً وبشدة لانقراض أسماك القرش والدلافين، كما تقطن حوض النهر العديد من الثدييات النادرة، والطيور التي لا تعيش إلّا على ضفافه.

اقرأ أيضاً: أنهار عربية يتهددها العطش
في تقرير أصدرته كل من "مونت كارلو الدولية/ فرانس 24" حول التلوث في نهر الغانج، الذي جعل رئيس وزراء الهند "ناردندارا مودي" مهمة تنقية مياهه أمناً قومياً للبلاد؛ حيث يقصده ملايين الهندوس يومياً للتبرك والاغتسال بمياهه اعتقاداً منهم بقدرة مياهه على تحرير أرواح الموتى، إلّا أنّ الفساد والبيروقراطية، لا زالتا تقفان حائلاً دون تحقيق المهمة؛ إذ تصب به نفايات الصرف الصحي ومصانع الكيماويات المقامة على ضفتيه، الأمر الذي يضر البيئة والحيوان والإنسان بلا شك.

 نهر الغانج

سادساً – نهر النيل:
يعد أطول أنهار العالم، وإفريقيا، حيث يبلغ طوله 6853 كم، ويعتبر شريان الحياة الأكبر لمصر وإفريقيا، والذي لولاه لتحولت إلى صحراء قاحلة خالية من السكان، كما تتنوع الحياة المائية به فهو البيئة الأم لـ "وحيد القرن، فرس النهر، سمك النمر الإفريقي، وكذلك التمساح النيلي الآكل للبشر"، وتعيش على ضفافه 300 نوع من الطيور، ويمر النهر عبر إحدى عشرة دولة في إفريقيا تعرف بـ"دول حوض النيل".

اقرأ أيضاً: إليسو التركي.. رمز جفاف العراق!

في تحقيق مطوّل نشرته جريدة "الأهرام" المصرية، عن تلوث مياة النيل، تناولت فيه عدة مسببات لتلوث المياه، على رأسها انتشار الملوثات الإشعاعية من المعادن الثقيلة، وإلقاء جثث الحيوانات الميتة، كما ذكر تقرير يخص وزارة البيئة المصرية أنّ الملوثات الصناعية غير المعالجة تقدر بـ4.5 مليون طن سنوياً، وأنّ الكلور الذي تعالج به المياه في محطات الرفع، لا يعالج سوى البكتيريا، أما المواد المعدنية الثقيلة، فلا تتم معالجتها، مما يتسبب في العديد من الأمراض لسكان دلتا النيل حيث يرتفع معدل التلوث.

مشروعات لحماية نهر النيل من التعديات
سابعاً – نهر الهان:
هو النهر الرئيسي في كوريا الجنوبية، ورابع أطول أنهار شبه الجزيرة الكورية، ويبدأ كنهرين صغيرين في الجبال الشرقية للبلاد، التي تلتقي عن منتصف العاصمة "سيول"، وقد لعب هذا النهر دوراً تاريخياً في العلاقات مع الصين، ولم يعد يستخدم حالياً للنشاط الملاحي حيث يقع مصبّه على الحدود بين الكوريتين، والتي تمنع دخول أي مدني أو نشاط تجاري متبادل، كما يمثل مصدر الحياة الرئيسية لقرابة 12 مليون نسمة، من المياه والطاقة والمنتجات الغذائية.

اقرأ أيضاً: الصراع على مصادر المياه "عقدة" إضافية بين أنقرة ودمشق وبغداد
اعترف الجيش الأمريكي في منتصف العام 2000 بإلقاء مواد كيميائية سامّة في النهر، وهو ما تسبب في اندلاع احتجاجات شعبية عارمة، كما أصبح النهر في العقود الخمس الأخيرة مرادفاً للتلوث بعد انتعاش الصناعات الكيميائية على ضفافه؛ حيث يقطن العديد من فقراء كوريا الذين يستخدمون النهر كمتنفّس لهم مما يعزز عوامل التلوث الذي تحاول الحكومة في الآونة الأخيرة الحد منه.

نهر الهان

ثامناً – النهر الأصفر:

ويسمى أيضاً "هوانغ"، وهو ثاني أطول أنهار الصين، وسادس أطول أنهار العالم، البالغ طوله 5464 كم، وقد أخذ النهر اسمه من لون مياهه المائل إلى الاصفرار نتيجة تآكل التربة، ويشتهر بعنف فيضاناته، التي بلغت أوجها عام 1931، حيث خلّفت 80 مليون متضرر وقرابة 5 ملايين قتيل، وكانت أعنف الكوارث الطبيعية في التاريخ.

تقف قضايا تلوث المسطحات المائية عائقاً في مستقبل المجتمعات الأكثر فقراً بل والتوزان البيئي بشكل كلي

وتكثر على ضفاف النهر حوادث التلوث التي ترفع معها السلطات حالة التأهّب، كان آخرها ما وقع العام 2014، من تسرّب مواد كيمائية مسرطنة من أحد مصانع البلاستيك الواقع في جزيرة النهر الأصفر، مما عرّض ملايين الأشخاص للإصابة بالسرطان، وما حدث عام 2006 من تحول النهر إلى اللون الأحمر نتيجة تسرّب كيماويات خاصة بمشروعات التدفئة في الصين، فأدى ذلك لحظر استخدام مياه النهر، وفي العام 2010 تسرب لوقود الديزل بمجارٍ مائية تصب في النهر الأصفر، ما أدى لتلوث المياه وحظرها عن السكان تماماً، ويعد هذا النهر أحد أكثر أنهار العالم تلوثاً بعد النيل.

النهر الأصفر

تاسعاً – نهر السند:
ينبع نهر السند من جبال الهمالايا، من منطقة التبت، ويصب في بحر العرب، ويعد ثالث أنهار قارة آسيا طولاً وضخامة، وتقع مدينة كراتشي الشهيرة عند مصبه، ويبلغ طول النهر3180 كم، وفي دراسة أجرتها مجلة التقدم العلمي الآسيوية، نشرت العام 2017، ذكرت أنّ مياه نهر السند تعاني من ارتفاع نسبة الزرنيخ المقررة عالمياً بما يهدد حياة الملايين.

اقرأ أيضاً: بغداد تتهم طهران بضخّ مياه مالحة في البصرة

ونظراً لارتفاع الفقر في تلك المنطقة يضطر الناس إلى استخدام مياه النهر في حياتهم اليومية، مما يخلف العديد من الأمراض؛ إذ يعاني معظم قاطني مدن النهر من أمراض الحمى، والتهابات المفاصل الحادة، كما حذرت الدراسة من إقبال باكستان على أزمة مياه تهدد العديد من القطاعات الحيوية.

نهر السند
عاشراً – نهر اليانغستي:
يعد أطول أنهار آسيا والصين، وثالث أكبر أنهار العالم، ويتدفق بطول 4186 كم، نابعاً من هضبة تشينغهاي شرقاً عبر جنوب غرب ووسط وشرق الصين، ثم يصب في بحر الصين الشرقي في شنغهاي، ويعد النهر موطناً لثلث سكان الصين، وتنتج دلتاه قرابة 20% من الناتج المحلي الإجمالي لجمهورية الصين الشعبية.

اقرأ أيضاً: هل يشعل سد النهضة الإثيوبي أول حرب على المياه في العالم؟
في العقود الأربع الأخيرة، عانى النهر من ارتفاع نسب التلوث الصناعي والزراعي، وترسّبات الطمي وفقدان الأراضي الرطبة، مما يزيد من نسب الفيضانات الموسمية، وأصبح هذا التلوث مهدداً بالانقراض للتمساح الصيني الشهير، وسمك الحفش اليانغستي، طبقاً لمقال أوردته مجلة "ناشيونال جيوغرافيك".

نهر اليانغستي

الصفحة الرئيسية