يمنيات يسابقن الزمن لخياطة الكمامات

يمنيات يسابقن الزمن لخياطة الكمامات


19/03/2020

تعيد 20 امرأة الحياة إلى أقدم مصنع يمني للنسيج، ضمن مهمة طارئة في صنعاء قد تساعد على إنقاذ حياة كثيرين حال وصل فايروس كورونا المستجد إلى البلد، وهي خياطة الكمامات.

ولم تسجّل في اليمن أي إصابة بعد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بينما يواصل الفايروس تمدّده في الدول المجاورة، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب حال بلوغه أفقر دول شبه الجزيرة العربية، في كارثة بشرية.

في مصنع الغزل والنسيج الواقع بالقرب من المدينة التاريخية في صنعاء، تنكب اليمنيات العاملات على خياطة الكمامات في سباق مع الوقت.

وقالت فاتن المسعودي من خلف نقابها الأسود “بدأنا العمل على الكمامات (…) قبل أن يصل المرض، فعلينا أن نأخذ احتياطاتنا قدر المستطاع”.

وأضافت “أنا مستعدة للعمل وإن مجانا لأجل صحة بلادنا وأطفالنا ونسائنا”.

وسُجّلت في الخليج أكثر من ألف إصابة بالفايروس الذي ظهر في الصين نهاية العام الماضي، معظمهم أشخاص عادوا من إيران حيث تسبّب الوباء في وفاة المئات.

وفيما بدأت الدول المجاورة في اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار كوفيد – 19، وبينها إغلاق المتاجر والمساجد وأماكن الترفيه، يعاني اليمن من انهيار تام في قطاعه الصحي، ومن نقص حاد في الأدوية والمياه النظيفة، ومن انتشار للأمراض كالكوليرا الذي تسبّب في وفاة المئات، في وقت يواجه فيه الملايين من سكانه خطر المجاعة.

ومصنع الغزل والنسيج في صنعاء هو الأقدم في اليمن، وقد تأسس في العام 1967 بمساعدة حكومية صينية، وكان ينتج كافة أنواع القماش، إلى أن توقف عن العمل في 2005 بسبب خلافات ونقص في التمويل ما حرم اليمن مما كان يعرف باسم “الذهب الأبيض”.

ويتكون المصنع من قسم الغزل المتخصص في إنتاج الغزول المختلفة وقسم التحضير وتجهيز الغزول لإنتاج النسيج، والقسم الثالث قسم إنتاج الأصناف المختلفة من الألبسة وبعدها قسم خاص لطباعة وصياغة الأقمشة بالإضافة إلى أقسام الإدارة والصيانة.

وعاد العمل في بعض أجزاء قسم الخياطة في 2018، لكن الحياة عادت فعلا إلى هذا القسم، الاثنين الماضي، حين دخلته النساء اليمنيات وبدأن العمل على خياطة الكمامات. وفي القاعة الضيقة، جلست النساء خلف آلات الخياطة في صفين متساويين، يلتقطن قطع القماش البيضاء الواحدة تلو الأخرى بقفازاتهن ويمررنها من تحت إبرة الآلة فوق مكتب خشبي.

وقال رئيس مجلس إدارة المصنع عبدالإله شيبان، إنّ “إنتاج الكمامات في الحقيقة ليس وليد فكرة، بل وليد حاجة، وهو جعلنا نفكر بأن نصنع أي منتج بالإمكانيات المتوفرة لدينا”.

وأوضح “طوّعنا قدراتنا من إنتاج أعمال خياطة مختلفة إلى إنتاج كمامات”، مشيرا “إلى أنه تم توجيه المسؤولين بالمصنع لمضاعفة ورديات العمل لتلبية احتياجات المستشفيات والمرافق الصحية والمصانع والشركات من الكمامات”، مشيدا بدعم وزارة الصناعة والتجارة للمؤسسة والمصنع وتوفيرها للمبالغ المطلوبة لشراء مواد خام لإنتاج كمامات طبية محليا بالكميات الكافية والأسعار التنافسية.

والنساء في المصنع لسن موظفات بل مواطنات من سكان العاصمة دعين للمشاركة في العمل على صناعة الكمامات، وهن يتلقين مبلغا ماليا لقاء كل قطعة ينتجنها.

وينتج المصنع حاليا المئات من الكمامات يوميا، لكن شيبان يطمح لأن يشغّل في الأيام المقبلة 80 آلة خياطة في آن واحد، صباحا ومساء، بهدف صناعة ما بين 8 إلى 10 آلف قطعة في اليوم الواحد، مشيرا إلى أن هناك “طلبا كبيرا” على الكمامات.

والثلاثاء، تحدّثت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي في صنعاء عن استعدادات جارية في عدة مستشفيات في اليمن للتعامل مع الفايروس على الرغم من قلة الإمكانيات، مشيرة إلى وجود نقص في الكمامات والقفازات الطبية لكنّها ذكرت أنّها “تعمل على جلب المزيد”.

وهناك محاولات في صنعاء ومناطق أخرى لتوفير معقم للأيدي محلي الصنع.   

ويرى المجلس النروجي للاجئين أن وصول الفايروس إلى دول تشهد حروبا كاليمن وسوريا قد يؤدي إلى “مذبحة”.

وبالنسبة إلى عبدالباسط الغرباني، مدير قسم الخياطة في مصنع النسيج في صنعاء، فإن الوقت الحالي هو للتضامن.

وأوضح “صمدنا أمام الحروب، ونحن قادرون على أن نصمد أمام هذا الوباء أيضا وأن نتغلب عليه”، مضيفا “علينا أن نتكاتف جميعا”.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية