اضطر رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبدالإله ابن كيران، للاعتذار بعد خطابه الذي علق فيه على تصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق في البرلمان بأن المغاربة علمانيون، إثر رسالة نشرها الأخير أثبت بالحجج والبراهين أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده بنكيران يعتمد نظم غربية علمانية وألمح فيه إلى عدم المزايدة على تدين المغاربة، بحسب ما نشره موقع "ميدل ايست أونلاىين".
وحاول بنكيران احتواء الموقف في رسالة وجهها إلى وزير الأوقاف ليغلق بها باب الجدل الذي أثير حول موضوع العلمانية، متذرعا أنه هدفا لهجمات متتالية، وقال في رسالته "آسفني تصريحك الموجه لي عبر إحدى الصحف الإلكترونية تلومني فيه على ما صرحت به في أحد مهرجانات الحزب الخطابية، ذلك أنني أتعرض لهجمات لا يكادُ يُحصيها المحصون، ولكنني لا أُبالي بمُعظمها لما أعلم من أغراض مقترفيها، إلاَّ أن رسالتك كان لها وقع آخر".
وقد أثارت تصريحات بنكيران ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن رسالة التوفيق كانت جوابا شافيا يمنع المزايدات من قبل الإسلام السياسي.
رسالة نشرها الأخير أثبت بالحجج والبراهين أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده بنكيران يعتمد نظم غربية علمانية
وتوجه الوزير الى بنكيران قائلا: "إنك رئيس حزب سياسي عصري، مقتبس من نظام غربي علماني، وإنك منتخب على أساس تكافؤ أصوات الناخبين بغض النظر عن معتقداتهم وسيرهم، وهذا الأمر مقتبس من نظام غربي علماني. وإنك عندما كنت رئيساً للحكومة قد اشتغلت على نصوص قوانين تخدم المصلحة العقلانية وتُعرض على تصويت البرلمان، وهذا أمر مقتبس من نظام غربي علماني، لأنك لو أردت أن تستشير شيوخ طائفة لأضعت كثيراً من الوقت بسبب خلافاتهم، وقد قمت بتمرير عدد من القوانين بمرجعية وفاق أو قرارات دولية، وهذا الشأن مقتبس من نظام غربي علماني".
وأضاف التوفيق "كان عليك كرئيس للحكومة أن تقتنع بالحريات الفردية كما ينص عليها الدستور وتحميها قواعد النظام العام، وهذا أمر مقتبس من سياق غربي هو سياق العلمانية، وكان من مراجعاتك أيها الرئيس كل ما يتعلق بالمواطنة، وهو مرجع مقتبس من سياق تاريخي علماني، وإن كنا نجده له بعيديا، التفاصيل في تراثنا الديني".
ويرى التوفيق إن السياق المغربي بخلفياته التاريخية ومؤهلاته الحاضرة مبشر بإمكان بناء نموذج يحل عدداً من المشاكل الفكرية للأمة وهي متعثرة في أوحال التخبط في العلاقة بين الدين والسياسة، ولكن الأمر يتوقف على توحيد الله بدل إطلاق العنان للأنانية وهي الشرك الخفي. والحالة أن الله الذي أجرى ويجري أحوال الناس قد أرشدنا إلى فتح البصائر على هذا المشترك الإنساني في سنن الصلاح والفساد.