التحق عدد من المقاتلين السابقين في تنظيم داعش الإرهابي، بدروس توعية حول أسس الاعتدال في الإسلام، وخطورة الأفكار المتشددة، والتعاليم المتطرفة، التي بثّها التنظيم في عناصره.
مقاتلون سابقون في تنظيم داعش يلتحقون بدروس توعية حول أسس الاعتدال في الإسلام
ويقدّم أحد رجال الدين الإسلامي دروساً في العقيدة والشريعة الإسلامية لـ 25 فرداً، من القوقاز، وأوزبكستان، وأوكرانيا، وتونس، والعراق، ودول أخرى، في مركز جديد لتأهيل أفراد التنظيم أقيم في بلدة مارع، الواقعة شمال حلب، وتخضع المنطقة لسيطرة جماعات سورية معارضة تحت إشراف تركيا، كما يقدّم المركز للأعضاء السابقين في التنظيم استشارات نفسية إلزامية، على شكل جلسات فردية، وذلك لمساعدتهم في التخلص من الأفكار المتطرفة، حسبما ذكرت شبكة "يورو نيوز".
ولم تتوقف خدمات المركز عند التدريس؛ بل تسمح للمتطرفين السابقين بمشاهدة الأفلام ولعب الشطرنج في أوقات فراغهم، ويسمحون لهم بتدخين السجائر التي كانت محرّمة تحت حكم التنظيم.
مركز لتأهيل أفراد التنظيم يُخضع أعضاء التنظيم السابقين إلى استشارات نفسية إلزامية للتخلص من الأفكار المتطرفة
ويقسم المركز أعضاء داعش السابقين إلى ثلاثة فئات: الفئة الأولى تشمل الذين لم يرتكبوا جرائم بحقّ المدنيين، وتضمّ الفئة الثانية الذين ارتكبوا هذه الجرائم، أما الفئة الثالثة فهي للأجانب.
ويهدف المركز، الذي أقيم في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، إلى علاج مشكلة بدأت تظهر في مناطق مختلفة من سوريا والعراق، تتمثل في كيفية التعامل مع الآلاف من سكان تلك المناطق، الذين انضموا للتنظيم، وشاركوا في تطبيق حكمه الوحشي، حين استخدم الإعدامات العلنية والتعذيب لفرض أحكامه المتشددة، واتخذ من النساء الأسيرات إماءً، وذبح أسرى الحرب وأفراد العشائر المعادية له.
بدوره قال مدير المركز، حسين ناصر: إنّهم "سيقيمون في المركز لمدّة لا تزيد عن عام واحد؛ لأنّ المركز لا يملك الإمكانيات الكافية لتغطية تكاليف إقامتهم فترةً أطول".
وأضاف: "أهداف المركز، هي: هزيمة الفكر المتطرف عند العناصر السابقين في تنظيم داعش، وضمان سلامتهم عندما يغادرون المركز، ليصبح بالإمكان تعايشهم مع المدنيين من جديد".
يموّل حسين ناصر المركز من ماله الخاص، ومن تبرعات صغيرة، كما أنّ العاملين فيه من المتطوعين.
وتولى قضاة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة محاكمة أفراد التنظيم الذين وقعوا في الأسر، والذين هربوا من صفوف التنظيم، وتضمنت الأحكام حضور فصول التوعية تحت حراسة فريق أمني.
ويعمل المركز على تقييم المتطرفين السابقين كلّ شهر، ويتبادل الآراء مع السلطات المحلية، التي تستند في قرار الإفراج عنهم إلى توصيات القائمين على المركز.
يذكر أنّ تنظيم داعش الإرهابي يشارف على الهزيمة، بعد أن فقد مساحات شاسعة من الأراضي التي كان قد سيطر عليها في معظم المدن الكبرى من سوريا والعراق.