هل يعرقل فرماجو مساعي روبلي لتحسين العلاقات الصومالية الإماراتية؟

هل يعرقل فرماجو مساعي روبلي لتحسين العلاقات الصومالية الإماراتية؟


08/01/2022

قدّم رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي أمس اعتذاره لدولة الإمارات العربية المتحدة عن الحادث الذي وقع في مطار مقديشو في نيسان (أبريل) 2018.

وتعهّد رئيس الوزراء الصومالي خلال استقباله في مطار مقديشو طائرة تحمل مساعدات إنسانية أرسلتها دولة الإمارات لتخفيف معاناة الشعب الصومالي المتضرر من الجفاف، تعهّد بتسليم المبالغ التي تمّت مصادرتها خلال تلك الحادثة إلى دولة الإمارات في أسرع وقت ممكن.

وأشاد رئيس الوزراء الصومالي،، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية بالدور الإنساني الإماراتي الهادف لتخفيف معاناة الشعب الصومالي.

روبلي يقدّم اعتذاره لدولة الإمارات العربية المتحدة عن الحادث الذي وقع في مطار مقديشو في نيسان 2018

وأعرب عن شكره وتقديره للإمارات على جهودها المستمرة في دعم الشعب الصومالي في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية.

وأكد روبلي أنّه عازم على تعزيز العلاقات التاريخية طويلة الأمد بين البلدين الشقيقين.

هذا، وتفاعل سياسيون صوماليون بارزون مع قرار القائم بأعمال رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي في تحسين العلاقات مع دولة الإمارات، وتقديمه الاعتذار عمّا حدث في نيسان (أبريل) 2018.

وأشار آدم حرسي الذي شغل مناصب عدة في الدولة الفيدرالية وفي ولاية جوبالاند في تغريدة له على حسابه في توتير إلى أنّ اعتذار رئيس الوزراء خطوة إلى الأمام، وأضاف: "لا يمكن للصومال أن يكون في صراع دائم مع جيرانه ومع دول يمكن التعاون معها في مجال التنمية، وفق ما نقل موقع الصومال الجديد".

روبلي يعرب عن شكره وتقديره للإمارات على جهودها المستمرة في دعم الشعب الصومالي في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية

ورحّب وزير الأمن السابق في ولاية غلمدغ أحمد معلم فقي، والنائب مهد صلاد، بخطوة رئيس الوزراء، وقدّم الشكر إلى روبلي على تصحيح الأخطاء التي ارتكبها الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو.

وشكر فقي حكومة الإمارات على تقديمها المساعدة للشعب الصومالي في هذا الوقت العصيب، متهماً فرماجو بتقويض العلاقات مع الإمارات من أجل مصالحه الخاصة.

وقال فقي: "لقد جعل فرماجو الدولة منظمة غير حكومية تعمل وفق رغبته على مدى الأعوام الـ5 الماضية، مستخدماً سلطة الحكومة لتحقيق مكاسب شخصية". وكان حلفاء الصومال كثيرين عندما تولى فرماجو السلطة، واليوم يعرف الجميع الحكومات القليلة التي بقيت علاقاتها مع الصومال".

وأضاف أنّ "إريتريا وقطر وإثيوبيا، الحليف المقرّب للرئيس فرماجو، لم تقدّم أي مساعدة للشعب الصومالي المنكوب بالجفاف، باستثناء ما قدّمته لفرماجو"، الذي وصفه بـ"الدكتاتور".

سياسيون صوماليون بارزون يشيدون بقرار روبلي حول تحسين العلاقات مع دولة الإمارات وتقديمه الاعتذار

من جهته، اتهم النائب مهد صلاد الرئيس المنتهية ولايته ورئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، بتوتير علاقات الصومال مع مصر والسعودية والإمارات وجيبوتي وكينيا، مقدّماً شكره إلى روبلي على إصلاح ما تمّ تخريبه في الأعوام الماضية.

وفي السياق، أصدر اتحاد "مرشحي الرئاسة" المعارض في الصومال وولاية بونتلاند بيانات منفصلة ترحب بالاعتذار والمساعدات الإماراتية، وتشيد بجهود روبلي.  

وأشاد اتحاد مرشحي الرئاسة في بيان أمس بـ"جهود رئيس الوزراء في إعادة العلاقات الاستراتيجية التي تدهورت في الأعوام الأخيرة بين الصومال والإمارات".

وذكر البيان أنّ "اتحاد مرشحي الرئاسة يعرب عن شكره وتقديره للمساعدات الإنسانية من دولة الإمارات وسط أزمة الجفاف".

وتابع البيان: "يودّ مجلس المرشحين أن يتقدم بالشكر لحكومة الإمارات العربية المتحدة على مساعدتها لشعب الصومال المتضرر من الجفاف".

فرماجو يحاول عرقلة جهود روبلي في تحسين العلاقات مع الإمارات، ويأمر محافظ البنك المركزي بعدم الإفراج عن الأموال التي تم الاستيلاء عليها من الإمارات

ومضى قائلاً: "يشيد المجلس بجهود رئيس الوزراء روبلي لإعادة العلاقة الاستراتيجية التي تدهورت في الأعوام الأخيرة مع الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة".

بدورها، قالت رئاسة ولاية بونتلاند الصومالية في بيان صحفي نشرته وكالة "فرانس برس": "ترحب بونتلاند بالخطوة التي اتخذها رئيس الوزراء روبلي لإعادة هيكلة السياسة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية للصومال والتعاون مع بقية العالم".

وأضاف البيان: "نشيد باعتراف رئيس مجلس الوزراء واعتذاره عن المخالفات التي ارتكبتها الصومال في نيسان (أبريل) 2018 ضدّ "مساعدات" دولة الإمارات العربية المتحدة".

وتابع: "تعرب حكومة بونتلاند عن امتنانها لحكومة الإمارات العربية المتحدة على مساعدتها للشعب الصومالي المتضرر من الجفاف، ونأمل أن تصل هذه المساعدة إلى البلد بأكمله".

بالمقابل، واصل الرئيس المنتهية ولايته فرماجو عرقلة جهود رئيس الوزراء في تصحيح مسار العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات.

وأرسل فرماجو رسالة إلى محافظ البنك المركزي الصومالي أمره فيها بعدم الإفراج عن الأموال التي تم الاستيلاء عليها من دولة الإمارات العربية المتحدة في الحادثة ذاتها.

وزعم فرماجو في الرسالة أنّ الطريقة التي تم بموجبها جلب (9.6) مليون دولار إلى الصومال "لا تتماشى مع النظام المالي للحكومة".

ويرى مراقبون أنّ فرماجو يتخذ هذه الخطوة من أجل عرقلة جهود رئيس الوزراء الذي يسعى إلى إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، وطي صفحة الماضي، وفتح آفاق تعاون جديدة بين البلدين.

وكان روبلي قد التقى سفير دولة الإمارات في مقديشو محمد أحمد العثمان في 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتركزت المباحثات حول تعزيز العلاقات وأزمة الجفاف في الصومال.

وكانت قوات أمن صومالية  قد احتجزت قبل (4) أعوام طائرة مدنية إماراتية في مطار مقديشو الدولي، وعلى متنها (47) شخصاً من قوات الواجب الإماراتية.

وقامت قوات الأمن الصومالية في ذلك الوقت بالاستيلاء على المبالغ المالية المخصصة لدعم الجيش الصومالي والمتدربين، تحت تهديد السلاح، وتطاول بعض عناصر الأمن الصومالي على بعض أفراد قوات الواجب الإماراتية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية