
تشهد أوساط جماعة الإخوان المسلمين معارك سياسية، وحالة من التشرذم والانقسامات، وتصفية الحسابات، بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني التاسع المرتقب نهاية نيسان (أبريل) الجاري.
في خضم التحضيرات المكثفة للمؤتمر، يبدو أنّ حزب (العدالة والتنمية)، "ذراع الإخوان في المغرب"، قد حسم أمره بالتمسك بأمينه العام عبد الإله بنكيران لقيادة المرحلة المقبلة، ظنًا من الكثيرين أنّه قادر على إعادة الحزب إلى الواجهة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وفق موقع (حصاد فبراير).
وكشف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إدريس الأزمي عن استعدادات الحزب لتنظيم لقاء تقييمي "بعيون خارجية"، بمشاركة كفاءات وطنية من مفكرين وسياسيين وإعلاميين من خارج الحزب، لتقييم تجربة الحزب السياسية والتدبيرية.
"البيجيدي" يتجه نحو التمسك بـ (بنكيران) لتحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات القادمة، ظنًا من الكثيرين أنّه قادر على إعادة الحزب إلى الواجهة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
كما أعلن الأزمي عن إطلاق بوابة إلكترونية قريباً على الموقع الرسمي للحزب لاستقبال مقترحات الأعضاء بشأن الورقة المذهبية والأطروحة السياسية وتعديلات النظام الأساسي، مشيراً إلى أنّ هذه البوابة في مراحلها النهائية، وستُعرض على اللجنة للموافقة عليها قبل إطلاقها رسمياً.
وشهدت الأشهر الماضية حراكاً داخلياً مكثفاً للحزب، حيث نظم سلسلة من اللقاءات لجمع مقترحات الأعضاء وتصوراتهم للإصلاحات الداخلية.
ويأتي هذا المؤتمر في سياق محاولة الحزب الخروج من أزمة داخلية حادة، لكنّ المراقبين يشيرون إلى أنّ إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران لا تعني بالضرورة الإجابة عن كل الإشكاليات التي تواجه الحزب، خاصة ما يتعلق بالخط السياسي للمرحلة المقبلة، في ظل موازين قوى تميل بقوة لصالح السلطة القائمة وحلفائها، وفي سياق إقليمي ودولي مناوئ للإخوان المسلمين.
يُذكر أنّ أوساط الحزب تشهد خلافات كبيرة بين عدد من أعضاء الصف الأول في الحزب وبين القيادة الحالية، على خلفية مطالبتهم بتجديد القيادة، واستبعاد الأمين العام عبد الإله بنكيران الحالي في قيادة حزب العدالة والتنمية الإخواني.