تعرف إلى قصة كذبة نيسان وأبرز الطقوس والكذبات المتداولة في هذا اليوم

تعرف إلى قصة كذبة نيسان وأبرز الطقوس والكذبات المتداولة في هذا اليوم


01/04/2021

يصادف اليوم 1 نيسان (أبريل) "كذبة نيسان"، اليوم الذي ينتظره العالم بشغف لإطلاق "كذبة" مختلطة بخدع مضحكة ونكات عملية بهدف اللهو والمرح؛ إذ يُطلق على مَن يُصدِّق هذه الشائعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".

ولا تُعد هذه المناسبة يوماً مُعترفاً به قانونياً كاحتفال رسمي، لكنّه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.

ما هو أصل كذبة نيسان؟ 

تنتشر قصة "كذبة أبريل" في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم، ولا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، لكنّ آراء أغلبية الباحثين ذهبت إلى أنّها تقليد أوروبي.

وثمة عدّة نظريات لتفسير أصل هذا اليوم، الذي يحتفل به العالم تحت مسمّيات مختلفة، كـ "سمكة أبريل" (التسمية الفرنسية) أو "يوم مجانين أبريل" (التسمية الإنجليزية). 

لا تُعد هذه المناسبة يوماً مُعترفاً به قانونياً كاحتفال رسمي

ووفق النظرية الأولى، بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبنِّي التقويم المُعدّل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وكانت أول دولة تعمل بهذا التقويم.

وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار (مارس)، وينتهي في الأول من نيسان (أبريل)، بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

ثم جاء البابا غريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدّل التقويم، ليبدأ العام في 1 كانون الثاني (يناير)، وتبدأ احتفالات الأعياد في 25 كانون الأول (ديسمبر).

 تنتشر قصة كذبة أبريل في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم، ولا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، لكن أغلبية آراء الباحثين ذهبت إلى أن (كذبة نيسان) تقليد أوروبي

ويجد بعض المؤرخين في تغيير التقويم تفسيراً لـ "كذبة أوّل نيسان"، بما أنّ أولئك الذين استمروا بالاحتفال بحسب التقويم القديم كانوا "المجانين"، أو "المخدوعين" بالتواريخ.

وبحسب النظرية الثانية، يرى بعض المؤرخين أنّ أصل "كذبة أول نيسان" بريطاني، نظراً لذكرها في قصيدة قديمة، تعود لأحد شعراء القرن الرابع عشر، واسمه جوفري شوسر، البريطاني، الذي يذكر يوم "الثاني والثلاثين من آذار (مارس)"، وهو يوم غير موجود بطبيعة الحال، ويرى في ذكره البعض تلميحاً إلى اليوم الأول في نيسان (أبريل).

عيد هولي الهندي

أما أصحاب النظرية الثالثة، فيجادلون بأنّ هناك علاقة قوية بين الكذب في هذا اليوم وبين عيد هولي، المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار (مارس) من كل عام.

هناك من يربط بين كذبة أبريل وعيد هولي الهندي

وفيه يقوم بعضُ البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان (أبريل).

اقرأ أيضاً: "غوغل" يلغي احتفاله السنوي بكذبة نيسان.. ما علاقة كورونا؟

وهناك جانب آخر من الباحثين بحثوا حقيقة كذبة أبريل، يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى؛ إذ إنّ شهر نيسان (أبريل) في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيُطلق سراحهم في أول الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم.

وفي ذلك الحين، نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين، أسوة بالعيد الشهير باسم عيد جميع القدّيسين.

طقوس الأول من نيسان

وتنتشر في الدول الأوروبية العديد من الطقوس المرتبطة بهذا اليوم؛ ففي أيرلندا يقوم شخص بكتابة خطاب مغلق ويرسله مع أحد الأشخاص ويطلب منه تسليمه لشخص ما.

بعد ذلك يقوم الشخص المتسلم بقراءة الخطاب، ويقوم بالطلب من الشخص نفسه الذي أوصله إليه بإيصاله إلى شخص آخر، وهكذا.

يجادل بعض المؤرخين بأنّ هناك علاقة قوية بين الكذب في الأول من نيسان وبين عيد هولي، المعروف في الهند

تحتوي الرسالة التي تم فتحها في النهاية على عبارة "أرسل الأحمق إلى أبعد من ذلك".

وفي الدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد يحتفل بكذبة أبريل عن طريق نشر إحدى الصحف المحلية خبراً يُرعب السكان في الصفحة الأولى.

أما في إيطاليا وفرنسا وبلجيكا والمناطق الناطقة بالفرنسية في سويسرا وكندا، غالباً ما يُعرف تقليد 1 أبريل باسم "سمكة أبريل".

ويشمل ذلك محاولة إرفاق سمكة ورقية على ظهر الضحية دون أن يلاحظها أحد.

أشهر الأكاذيب التي أطلقت في هذه المناسبة

ونجح بعض الناس أو المؤسسات ليس في خداع الأصدقاء فحسب، بل البلاد بأسرها عبر أكاذيب طريفة لفقوها في مثل هذا اليوم.

ومن أشهر هذه الأكاذيب، التقرير الإذاعي الذي بثه الإعلامي ريتشارد ديمبلي عام 1957، وتحدث فيه عن حصاد محصول وفير من معكرونة سباغيتي من أشجار في سويسرا.

زعم معدو البرنامج أن معكرونة السباغيتي تقطف من الأشجار

وقد اتصل مستمعون بالبرنامج للسؤال عن كيفية زراعة أشجار السباغيتي فقيل لهم أن يغرسوا بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي شرائح طماطم، وينتظروا النتيجة.

في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور عبر إذاعة "بي بي سي" "أن الناس سيشعرون بما وصفه بـ "تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو".

وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريباً ستطفو في الهواء.

احتفل الناشطون على مواقع التواصل في الدول العربية بهذا اليوم، بتدشين وسم (كذبة نيسان)؛ حيث غرّد بعضهم بنشر الفكاهات، فيما حذّر آخرون من إحياء هذه المناسبة بطريقة خاطئة سيما في ظل جائحة كورونا

 بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون ضحية هذه الخدعة وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.

وفي عام 1980، أعلنت خدمة إذاعة "بي بي سي" لمستمعيها أن ساعة بيغ بن ستدخل العصر الرقمي، ولم تكتف بذلك بل أشارت إلى أن أول من سيتصل من المستمعين يمكن أن يحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها.

ولسوء الحظ لم تسر الأمور كما أمل القائمون على برنامج الإذاعة حينها، واضطرت "بي بي سي" للاعتذار عن هذه المزحة التي أخذها بعض الناس على محمل الجد ولم يتمكنوا من رؤية الجانب الهزلي فيها.

واحتفل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية بهذا اليوم، بتدشين وسم "كذبة نيسان"، حيث غرّد بعضهم بنشر الفكاهات والتعليقات المضحكة، فيما حذّر آخرون من إحياء هذه المناسبة بطريقة خاطئة سيما في ظل جائحة كورونا، وطالبوا بتوخي الحذر في المزاح وعدم نشر شائعات من شأنها التأثير على حياة الناس.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية