هل نجحت الميليشيات التابعة لإيران بتطييف الأجهزة الأمنية العراقية؟

التجنيد وفق الطائفة... هل نجحت الميليشيات التابعة لإيران بتطييف الأجهزة الأمنية العراقية؟

هل نجحت الميليشيات التابعة لإيران بتطييف الأجهزة الأمنية العراقية؟


28/12/2023

أثارت استمارة التطوّع في صفوف جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الكثير من ردود الفعل الغاضبة، لوجود خانة تحديد المذهب، ممّا يعتبر تسرباً للاعتبارات الطائفية إلى الأجهزة الأمنية.

وأعلن مؤخّراً عن فتح باب التطوّع أمام الشبان العراقيين للالتحاق بجهاز مكافحة الإرهاب، وذلك ضمن عملية هادفة إلى تدعيم صفوفه بمجندين جدد، وتمّ للغرض تخصيص رابط إلكتروني لقبول الترشّحات الأوّلية.

استمارة التجنيد يتعيّن على المترشّح ملء خاناتها بمعلوماته الشخصية المعتادة، ومن ضمنها تحديد قوميته وديانته.

ووُضعت على الرابط استمارة يتعيّن على المترشّح ملء خاناتها بمعلوماته الشخصية المعتادة، ومن ضمنها تحديد قوميته وديانته. لكنّ الخانة التي مثّلت مفاجأة للعراقيين، وأثارت استغراب بعضهم وغضب البعض الآخر، تضمنت طلباً بتحديد المذهب ضمن أحد خيارين؛ سنّي أو شيعي، وفق ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية.

ورأى عراقيون أنّ وراء طلب تحديد المذهب من مترشّحين للالتحاق بجهاز أمني عملية "تطييف" ممنهجة لأجهزة الدولة العراقية، بشكل يزيد في إضعاف العوامل الوطنية في تجربة الحكم القائمة على المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية.

وعبّر مترشّحون عن مخاوفهم من خضوع عملية التوظيف في القوات الأمنية لفرز طائفي، خصوصاً أنّ طائفة بعينها هي من تتولّى أهم المناصب في تلك القوات، وتتحكّم في تعيين قياداتها من خلال سيطرتها على الحكومة.

عراقيون يرون أنّ وراء طلب تحديد المذهب من مترشّحين للالتحاق بجهاز أمني عملية "تطييف" ممنهجة لأجهزة الدولة العراقية.

وقال متابعون للشأن العراقي: إنّ الأمر مرتبط بالصراع الطائفي الشرس على الأجهزة الأمنية، والمستمرّ منذ أكثر من عقدين من الزمن عندما شرع كبار قادة الأحزاب الشيعية القائدة لتجربة الحكم الحالية في الاستيلاء على المواقع القيادية الحسّاسة في تلك الأجهزة ومنحها لثقاتهم وحلفائهم سواء من داخل طائفتهم أو من خارجها.

وقد أحرجت الانتقادات الحادّة لوجود خانة الطائفة في الاستمارة المذكورة قيادة الجهاز التي حاولت تبرير هذا الإجراء الشاذّ بالسعي للعدالة بين الطوائف والمكوّنات في اختيار المنتسبين الجدد.

وأصدر رئيس الجهاز الفريق الركن كريم التميمي بياناً نقلته وكالة (واع) قال فيه: إنّ "جهاز مكافحة الإرهاب أثبت محاربته وبكل قوة للطائفية والتفرقة والعنصرية منذ اليوم الأول لتأسيسه"، مضيفاً: "لن نسمح لأحد أن يتهم الجهاز بالتحيز أو العنصرية أو الطائفية أو القومية".

رئيس الجهاز: ذكر حقل المذهب في استمارة التطوع الغاية منه تحقيق العدالة بين مكونات الشعب في جميع المحافظات المختلطة. 

ووصف التميمي منتقدي وجود خانة المذهب في الاستمارة بأنّهم "متصيدون في الماء العكر"، معتبراً أنّ "ذكر حقل المذهب في استمارة التطوع الغاية منه تحقيق العدالة بين مكونات الشعب في جميع المحافظات المختلطة، ولكي تأخذ جميع المكونات استحقاقها في الانتماء إلى جهازنا".

ويُعتبر جهاز مكافحة الإرهاب من أقوى الأجهزة الأمنية العراقية، وله دور فاعل في حماية البلد في فترات صعبة، تميّزت بانخرام شديد في الأمن وتصاعد في ظاهرة الإرهاب، وصولاً إلى ظهور تنظيم (داعش) الذي لعب الجهاز دوراً مفصلياً في محاربته وهزمه.

لكنّ الجهاز بما له من خصائص أصبح خلال الأعوام الأخيرة مدار صراع شرس لاختراقه والسيطرة عليه من قبل قادة الميليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي، الذين نظروا إليه كمركز قوّة وممانعة لتوسّع الحشد وتسيّده للمشهد الأمني.

وكثيراً ما تتّهم دوائر سياسية عراقية كبار قادة الحشد والميليشيات المسلّحة، المعروفين بولائهم لإيران، باستخدام نفوذهم لتحجيم المؤسسة الأمنية والعسكرية وتقليص دورها، وذلك لمنع عودة الجيش العراقي إلى سالف قوّته، حتّى لا يكون مصدر ممانعة لنفوذ إيران في العراق.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية