هل تنجح "مفاوضات القاهرة" في وقف حرب غزة؟

هل تنجح "مفاوضات القاهرة" في وقف حرب غزة؟

هل تنجح "مفاوضات القاهرة" في وقف حرب غزة؟


03/03/2024

أحمد علي مكة

تتجه جميع الأنظار إلى القاهرة، بعد الإعلان عن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، الأحد، وفقاً لمصادر أمنية مصرية.

وأضافت المصادر المصرية، أن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، مشيرةً إلى أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة، وعودة سكانه.

جهود الوساطة

وتواصل مصر وقطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، سعياً لهدنة قبل بدء شهر رمضان، في 10 أو 11 مارس(آذار)، تتيح الإفراج عن رهائن محتجزين داخل القطاع، وإدخال مزيد من المساعدات.

فيما يتوجه وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة، السبت، لإجراء محادثات جديدة بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرّب من الحركة.

شرط إسرائيلي للمشاركة

من جهة أخرى، ربطت إسرائيل مشاركتها في المفاوضات، المزمع إجراؤها في القاهرة، الأحد، لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، بإفصاح الحركة عن أسماء الرهائن الذين مازالوا محتجزين لديها.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الإنترنت (واي نت) عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله، مساء السبت،: "لن يشارك وفد إسرائيلي في المفاوضات مالم تقدم حماس قائمة بأسماء الرهائن الأحياء المحتجزين لديها".

موقف أمريكا

أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن توصل محادثات القاهرة لتحقيق هدنة جديدة في غزة، والتي تستأنف، الأحد، يتوقف على موقف الولايات المتحدة.

وقال بيومي لـ24: "من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن بعض الوقت، خلال الفترة الماضية قبل التوصل لاتفاق حول هدنة جديدة في غزة، إلى جانب إنجاز صفقة الأسرى والمحتجزين، بين حماس وإسرائيل، والموقف الأمريكي غير واضح وغير حاسم".

نفاق غربي

وتابع "هناك نفاق كبير جداً من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وحلف الناتو، وهذا طبيعي ومنطقي، لأن اختيارهم الأول هو إسرائيل ولن يستغنوا عنها أبداً، وكل المحاولات التي سعت إلى حل القضية الفلسطينية باءت بالفشل، بسبب هذا الانحياز لإسرائيل".

وأضاف "لست متفائلاً بخصوص التوصل لاتفاق هدنة جديدة في غزة، خلال محادثات القاهرة، لكن قد يصل الأمر إلى التوصل لاتفاق قبل شهر رمضان لمراعاة مشاعر المسلمين حول العالم، وتهدئة الرأي العام العالمي".

ضحايا غزة أكبر من حرب أكتوبر

وشدد بيومي، على أن ما يحدث في غزة الآن ضد الإنسانية، فعدد الضحايا يقترب من 40 ألف قتيل حتى الآن، وهذا الرقم أكبر بكثير من ضحايا حرب 6 أكتوبر (تشرين الأول) بين مصر وإسرائيل.

من جهته، أكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. مختار غباشي، أن معاودة المفاوضات بشأن هدنة غزة في القاهرة من جديد لا يعني التوصل لاتفاق مؤكد.

وقال غباشي لـ24: "الوسطاء من مصر وقطر يبذلون جهداً كبيراً جداً في هذا النطاق، لأن الكل حريص على التوصل لهدنة إن لم يكن وقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان، ويتم الاتفاق خلال محدثات القاهرة على المبادئ الأولية لهذه الهدنة".

نقاط الخلاف

وتابع "الخلاف ما بين حماس وإسرائيل، يأتي بداية حول مدة الهدنة ما بين 40 يوماً أو 135 يوماً، كما أن هناك خلاف آخر حول أعداد المفرج عنهم من السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل مقابل الرهائن المحتجزين لدى حماس، حيث ترغب حماس في الإفراج عن 40 إلى 50 محتجز مقابل 1500 تفرج عنهم إسرائيل، فيما ترغب إسرائيل في الإفراج عن 400 سجين مقابل 40 التي ستفرج عنهم حماس، أي أن كل أسير لدى حماس يقابله 10 تفرج عنهم إسرائيل.

حماس ترغب في ضمانات

وأضاف "الأزمة التي تواجه المفاوضات في القاهرة ليس كل ذلك، ولكن في أن حماس ترغب في الحصول على ضمانات من الوسطاء بعدم تجدد لإطلاق النار من جديد، أي أنه إذا تم التوصل لهدنة جديدة تكون تمهيداً لإيقاف إطلاق نار كامل، الأمر الثاني أن حماس ترغب في الحصول على تعهد من الوسطاء بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإصلاح المشافي، وإعادة عملها ورجوع المواطنيين الفلسطينيين إلى مساكنهم في غزة، وانسحاب إسرائيلي من المدن والأماكن الرئيسية".

واستطرد "الأمر الذي عجل باستئناف المحادثات في القاهرة، هو المجزرتان اللتين ارتكبتهما إسرائيل في شارع الرشيد، وفي دوار النابلسي، لأنهما أثارتا ضجراً كبيراً على المستوى الدولي والإقليمي".

إسرائيل في أزمة

واستكمل "السؤال الآن هل الوسطاء سيتغلبون على هذه الخلافات ويحدثون توافقاً بي حماس وإسرائيل؟ وارد يحدث ذلك، لكن إسرائيل في أزمة والضغط في الداخل الإسرائيلي على حكومة نتنياهو كبير، إيتمار بن غفير هدد في حالة الوصول إلى إيقاف إطلاق نار بأنه سوف ينسحب من الحكومة وهذا ما يعني سقوطها، رغم أن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وفّر غطاءً سياسياً لنتنياهو للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى، هل الأمر هذه المرة سيكون سارياً لدى لابيد أم لا؟".

انفجار الموقف

واختتم غباشي حديثه قائلاً: "أتصور أن هناك أسئلة كثيرة مطروحة صعب الإجابة عليها، لكن المأمول أن نصل إلى وقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان، خشية انفجار الموقف، ودخول رمضان والقتال مستمر معنى هذا أن هناك أزمة كبيرة جداً قد تحدث، وتنفجر المنطقة بالكامل".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية