هل تعترف فرنسا بإقليم قره باغ؟

هل تعترف فرنسا بإقليم قره باغ؟


19/11/2020

يبحث مجلس الشيوخ الفرنسي إمكانية اعتراف فرنسا بإقليم قره باغ، المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، في الوقت الذي وافق فيه البرلمان التركي على إرسال قوات لمراقبة وقف إطلاق النار في الإقليم عقب التوصل إلى اتفاق برعاية روسية.

وتدعم تركيا أذربيجان ضد أرمينيا، وكانت قد أرسلت آلاف المقاتلين المحسوبين على بعض الفصائل السورية في المعركة التي اندلعت في 27 أيلول (سبتمبر) الماضي لمعاونة أذربيجان، ما ساعدها على تحقيق تقدم على الأرض.

وقد وقعت أذربيجان وأرمينيا برعاية روسية في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اتفاق وقف إطلاق النار، وينصّ على سيطرة كل جهة على الأراضي التي استولت عليها خلال المعركة، بالإضافة إلى إرسال روسيا قوات حفظ سلام للفصل بين البلدين.

 يرى مراقبون أنّ تحريك باريس ملف الاعتراف بإقليم قره باغ يهدف إلى الضغط والتهديد من أجل تقويض النفوذ التركي المتنامي هناك

وتحاول تركيا المشاركة في قوات حفظ السلام، وهو ما ترفضه روسيا، ولم ينصّ عليه الاتفاق، فيما اتفق الجانبان الروسي والتركي على تدشين نقاط مراقبة مشتركة للإشراف على وقف إطلاق النار.

وكان إعلان تركيا عن إرسالها قوات إلى قره باغ قد أثار حفيظة الولايات المتحدة وفرنسا، وهما تشكلان مع روسيا مجموعة "مينسك" المشكّلة من قبل مجلس الأمن لحلّ النزاع قبل عقود، وطلبت باريس وواشنطن من موسكو توضيح دور تركيا في الاتفاق.

ويرى مراقبون أنّ تحريك باريس ملف الاعتراف بإقليم قره باغ يهدف إلى الضغط والتهديد من أجل تقويض النفوذ التركي المتنامي هناك، واستبعدوا في الوقت ذاته اتخاذ خطوة مماثلة في الوقت الحالي، إذ خسرت أرمينيا كثيراً من أراضي الإقليم خلال النزاع الأخير، فضلاً عن أنّ الأخيرة ذاتها لا تعترف باستقلال الإقليم الذي تسكنه أغلبية أرمينية.

في غضون ذلك، قال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي السناتور برونو ريتايو: إنه طرح على المجلس، مع مجموعة من زملائه، مشروع قرار يحثّ باريس على الاعتراف باستقلال إقليم قره باغ.

وأضاف السناتور، في تغريدة على "تويتر": إنّ المجلس سينظر في المسودة يوم 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بحسب ما أورده موقع روسيا اليوم، علماً بأنّ قرارات مجلس الشيوخ الفرنسي تحمل طابع التوصية، وأنّ السلطة التنفيذية ليست ملزمة بالامتثال لها.

وفي وقت سابق، أعربت باريس عن دعمها لأرمينيا في النزاع الدائر حول قره باغ، وبعد وقف الأعمال القتالية هناك، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إلى مشاعره الودّية تجاه أرمينيا وشعبها، وأعرب عن استعداده لوضع حل سياسي "عادل وطويل الأمد ومقبول لجميع الأطراف في قره باغ.

الصفحة الرئيسية