هل تطيح المعارضة التركية بـ"العدالة والتنمية" في الانتخابات المقبلة؟ ما علاقة السوريين المجنسين؟

هل تطيح المعارضة التركية بـ"العدالة والتنمية" في الانتخابات المقبلة؟ ما علاقة السوريين المجنسين؟


14/08/2022

تتسع دائرة الغموض، ويُثار الكثير من علامات الاستفهام حول تأثير المجنسين السوريين في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة التي ستجري في عام 2013، حتى أصبحوا أداة ابتزاز سياسية، تارة بيد الأحزاب المعارضة، وتارة أخرى بيد حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.

فبعد حملة شرسة قادتها الأحزاب المعارضة ضد السوريين، ومشاركة المجنسين منهم في الانتخابات، ها هم يُغيّرون بوصلتهم ويحاولون استمالة "الأتراك الجدد" إلى صفهم عبر الحديث عن المبادئ الإنسانية والمثالية في التعامل مع اللاجئين والحقوق والواجبات.

 وكشفت صحيفة "يني شفق" التركية عن مخطط سرّي تحاول من خلاله بعض أحزاب المعارضة التركية استغلال النصيريين والتركمان السوريين الحاصلين على الجنسية التركية والموالين للنظام السوري، من أجل ضرب حكومة حزب العدالة والتنمية، وحشد الأصوات ضد الحزب الحاكم في المجتمع التركي.

 وفي السياق، قال الكاتب في الصحيفة إرسين جيليك، في مقالة بعنوان "العمل السري لحزبي الشعب الجمهوري والجيد: أصوات السوريين المواطنين" إنّ حزب الشعب الجمهوري المعارض يجري محادثات خاصة مع المهاجرين السوريين الذين وصل إلى عناوينهم ومنازلهم، خاصة أولئك الموالين للنظام السوري و"النصيريين".

 زعيم المعارضة كليجدار أوغلو

 وأضاف أنّه تم العمل على تصنيف أولئك السوريين ومدى قربهم من حزب الشعب الجمهوري، بمعنى آخر: هم "السوريون الموالون للشعب الجمهوري وأفكاره"، مضيفاً أنّه لا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا التقت كنان كفتانجي أوغلو وغيرها من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري بالناخبين السوريين قريباً.

 ولفت الكاتب إلى أنّ تصريحات كليجدار أوغلو الأخيرة حول امتلاكه بيانات تتعلق بالناخبين غير متوفرة لدى المجلس الأعلى للانتخابات، بمن فيهم السوريون المجنسون، وأماكن إقامتهم وغيرها من المعلومات تثبت صحة ذلك، خاصة أنّ زعيم المعارضة كان يبدو واثقاً جداً وفخوراً بنفسه خلال حديثه.

 

بعد الحملة الشرسة التي قادتها الأحزاب المعارضة ضد السوريين، ومشاركة المجنسين منهم في الانتخابات، ها هم يغيّرون بوصلتهم ويحاولون استمالة السوريين الحاصلين على الجنسية التركية

 

 وأشار إلى أنّه، بصرف النظر عن مناقشة كيفية حصول حزب الشعب الجمهوري على القوائم غير الموجودة لدى المجلس الأعلى للانتخابات، فإنّ خطاب كليجدار أوغلو تجاه السوريين المجنسين والحاصلين على حق التصويت قد تغير.

 وأوضح أنّه بالرغم من أنّ كمال كليجدار أوغلو هو من بدأ في خطاب التحريض ضد السوريين عبر القول: "سوف نعيد السوريين إلى بلادهم في غضون عامين عندما نصل إلى السلطة"، إلا أنّه يبحث عنهم في الوقت الراهن، عبر الانتقال إلى لغة بنّاءة أكثر وتصالحية، بعيدة عن العنصرية والكراهية وخطاب التحريض.

 وأشار الكاتب في الصحيفة إلى أنّ "الشعب الجمهوري" قام مؤخراً بالتقارب مع السوريين عبر القيام بمساعدات إنسانية وأنشطة ثقافية مختلفة لهم في إسطنبول، موضحاً أنّ حزبَي الشعب الجمهوري والخير المعارضين أدركا أنّ غالبية السوريين المجنسين سيصوتون للعدالة والتنمية، لذلك شكّلا فرقاً للاتصال بهم وعقد اجتماعات وتقديم بعض الوعود لهم.

 بالمقابل، يجري حزب الجيد مفاوضات خاصة للحصول على أصوات التركمان السوريين البالغ عددهم نحو (50) ألفاً، كما أنّه قام بعمل قوائم من خلال وسطاء، وفق موقع "أورينت".

 

إرسين جيليك: حزب الشعب الجمهوري المعارض يجري محادثات خاصة مع المهاجرين السوريين الذين وصل إلى عناوينهم ومنازلهم

 

 وقد صدمت زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، التي تروّج دائماً لسياسة "سوف نُرسل السوريين"، صدمت الجميع عندما كشفت أنّ ابنها كان يُعلّم السوريين كيف يبدؤون أعمالهم التجارية الخاصة في تركيا، من باب التقرب منهم.

 في اتجاه معاكس، طالبت (3) أحزاب تركية خلال حملة أطلقتها في حزيران (يونيو) الماضي بمنع السوريين الحاصلين على الجنسية التركية من المشاركة في الانتخابات المقبلة التي ستشهدها تركيا في حزيران (يونيو) من عام 2023 المقبل .

أكشنار التي تروّج لسياسة "سوف نُرسل السوريين" صدمت الجميع حين كشفت أنّ ابنها كان يُعلّم السوريين كيف يبدؤون أعمالهم التجارية

 ويقود هذه الحملة حزب "الجيد" القومي الذي يُعرف أيضاً بحزب "الخير"، وحزب "النصر" الذي انشق زعيمه أوميت أوزداغ عن حزب "الخير" في السابق، ويحظى طلب كلا الحزبين بدعم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، وهو "الشعب الجمهوري".

 المعارضة التركية على اختلاف توجّهاتها تأمل في منع السوريين المجنّسين من التصويت في الانتخابات باعتبارهم يتوقّعون مسبقاً أنّ غالبية هؤلاء سيصوّتون للحزب الحاكم.

وذكر مصدران، وفق ما نقل عنهما موقع "أحوال تركيا"، من مراكز أبحاث تركية تجري عادةً استطلاعات للرأي بشأن الانتخابات، أنّ "الحملة التي تقودها (3) أحزاب معارضة لا يمكن تبريرها، فهم يستهدفون مواطنين أتراكاً، وإن كانوا من أصول سورية، إضافة إلى أنّ التصويت في الانتخابات لن يكون من حق جميع الحاصلين على الجنسية التركية لعدم استيفاء عدد كبير منهم شرط بلوغ السن القانونية".

 

(3) أحزاب تركية تطلق حملة لمنع السوريين الحاصلين على الجنسية التركية من المشاركة في الانتخابات

 

وقال خبير الشؤون التركية سركيس قصارجيان في تصريح للعربية: إنّ "المعارضة التركية على اختلاف توجّهاتها تأمل في منع السوريين المجنّسين من التصويت في الانتخابات باعتبارهم يتوقّعون مسبقاً أنّ غالبية هؤلاء سيصوّتون للحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كونه الحزب الذي هيّأ لهم الظروف المساعدة للحصول على الجنسية التركية"، لافتاً إلى أنّ "الحاصلين مؤخراً على الجنسية قد يرون في استمرار حكم العدالة والتنمية ضمانة لوجودهم في تركيا واحتفاظهم بالجنسية التركية، في ظل بعض التصريحات الصادرة عن أحزاب يمينية معارضة تتحدث عن إعادة النظر في ملفّات التجنيس".

 وأضاف أنّ "هؤلاء الذين تحاول أحزاب المعارضة منعهم من حق التصويت، هم مواطنون أتراك، ونسبة كبيرة منهم حصلوا على الجنسية منذ عام 2013، أي عند مشاركتهم في الانتخابات المقبلة سيكون قد مرّ على حصولهم على الجنسية نحو (10) أعوام، وبالتالي من الطبيعي أن يصوّتوا في تلك الانتخابات رغم هذه الحملات، التي لن تفضي إلى نتائج واقعية".

 وكانت هذه الحملة الرافضة لمشاركة الأتراك من أصل سوري في الانتخابات المقبلة، قد جاءت رداً على استخدام حزب "العدالة والتنمية" الحاكم اللغة العربية في مقاطع فيديو تروّج للتصويت لصالحه في انتخابات حزيران (يونيو) 2023.

 وكان أنصار حزب الشعب الجمهوري قد زعموا أنّ الحكومة ستجمع أصوات المهاجرين المجنّسين لخوض الانتخابات، وقال نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الجمهوري البرلمانية إنجين أوزكوش، في حديث لصحيفة "جمهوريت" قبل أسابيع: إنّ "هناك احتمالاً أن يستفز أردوغان الانتخابات بكل أنواع الحيل والأساليب، فقد ألغى الانتخابات التي تم الفوز بها في إسطنبول بشكل غير قانوني، لذلك يمكن لأردوغان تجنيد أصوات من اللاجئين".

قصارجيان: المعارضة التركية على اختلاف توجّهاتها تأمل في منع السوريين المجنّسين من التصويت في الانتخابات

 وفي الإطار ذاته، شنّ مغردون أتراك عبر "تويتر" وسماً يطالب بمنع السوريين المجنسين من المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية، وفق صحيفة "زمان" التركية.

 وطالب المغردون الحكومة التركية بعدم السماح للسوريين المجنسين بالتصويت، تحت وسم: #SuriyelilerOyKullanmasın  (لا للسماح للسوريين بالتصويت).

 وتفاعل مع الحملة مؤيدو أحزاب المعارضة ونشطاء، وشاركوا مقطع فيديو قالوا إنّه لـ"حزب العدالة والتنمية" يشرح آلية التصويت باللغة العربية لغير الناطقين باللغة التركية.

 ومع تداول مقطع الفيديو بشكل واسع في الأوساط التركية، إلا أنّ مغردين أتراكاً كشفوا أنّه "مفبرك"، وأنّه يعود إلى حملة انتخابات البلدية عام 2019.

 هذا، وشاركت الصحفية صدف كاباش في الحملة، وكتبت في تغريدة: "حزب العدالة والتنمية يقول إنّه بما أنّ الشعب التركي لم يصوت لنا، فلنغير الشعب إذاً".

 وكتب سنان أوغان النائب السابق عن حزب "الحركة القومية": "حزب العدالة والتنمية يريدنا أن نفهم من هذا الفيديو أنّ عدد السوريين الذين سيصوتون في الانتخابات أعلى من (30) ألفاً، التي أعلن عنها وزير الداخلية سليمان صويلو، لقد أعطيت (100) مليار دولار من أموال الشعب لطالبي اللجوء، ولم يكن ذلك كافياً، والآن يمنحون "للاجئين" السلطة لتحديد مستقبلنا".

وكان نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتكلي قد كشف في الأشهر الماضية أنّ (200) ألف و(950) سورياً أصبحوا مواطنين أتراكاً منذ عام 2011، (47) ألفاً منهم تركمان، بالإضافة إلى ذلك، أصبح (17) ألف أفغاني مواطنين أتراكاً، و(101) ألف و(995) من الأهيسكا القادمين من جورجيا، و(6) آلاف و(787) من الأويغور الأتراك مواطنين، حسبما نقل موقع "ترك برس".

 فهل ننتظر في عام 2023 عملية انتخابية تجبر الحزب الحاكم والمعارضة على استجداء أصوات السوريين والجنسيات الأخرى؟

 

مواضيع ذات صلة:

ماذا فعلت تركيا في عفرين السورية بعد 3 أعوام من الاجتياح؟

كيف وصل زيت زيتون عفرين السورية إلى أمريكا؟.. "ديلي بيست" تجيب

عفرين: سجون وأقبية سريّة للتعذيب بإشراف فصائل موالية لتركيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية