كيف وصل زيت زيتون عفرين السورية إلى أمريكا؟.. "ديلي بيست" تجيب

كيف وصل زيت زيتون عفرين السورية إلى أمريكا؟.. "ديلي بيست" تجيب


26/11/2020

نشرت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية تحقيقاً حول رحلة زيت الزيتون السوري، الذي يخرج من مزارع عفرين، حتى وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عبر تركيا، والتي تُتهم بالاستيلاء على زيتون عفرين من أجل تمويل أمراء الحرب، وهم قادة الميليشيات التابعون لها في المدينة الكردية.

وتشير الصحيفة إلى وجود ثغرة في العقوبات الأمريكية تسمح لميليشيات العنف بنقل الزيتون المسروق من سوريا لمعالجته في تركيا، ثم تصديره إلى المتاجر الأمريكية، بحسب ما أورده موقع "عفرين بوست".

توصلت الصحيفة الأمريكية إلى معلومات من مصادر متعددة تفيد بأنّ أمراء الحرب المدعومين من تركيا يفرضون الضرائب على المزارعين المحليين ويبتزّونهم

وتوجّه الصحيفة اتهامات إلى نظام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلة: إنّ القوات التركية غزت سوريا مرّتين بضوء أخضر شخصي من الرئيس ترامب، والميليشيات الموالية لتركيا، متهمة بنهب المناطق ذات الأغلبية الكردية الواقعة تحت احتلالهم.

"أمراء الحرب" يفرضون على مالكي الأراضي رسوماً لتصدير الزيتون أو حتى الوصول إلى أراضيهم

وتوصلت الصحيفة الأمريكية إلى معلومات من مصادر متعددة تفيد بأنّ أمراء الحرب المدعومين من تركيا يفرضون الضرائب على المزارعين المحليين ويبتزّونهم ويسرقون محاصيلهم من الزيتون. وبفضل سياسة إدارة ترامب، يمكن للميليشيات الآن الاستفادة من زيت الزيتون المباع في المتاجر الأمريكية، دون أن تتأثر بالعقوبات الاقتصادية الأمريكية الصارمة على سوريا.

اقرأ أيضاً: هذه انتهاكات الجيش التركي والميليشيات في عفرين السورية خلال أسبوع

كما توصلت إلى أنّ الزيتون الذي سرقه من تسميهم بـ"أمراء الحرب السوريين" استخدموه في تمويل وحداتهم القتالية، ويتمّ تهريبه إلى أوروبا، ويستخدم لإنتاج زيت زيتون عالي الجودة. ومن هناك يتمّ بيعه وتخزينه في متاجر البقالة في أمريكا، من سيراكيوز إلى بلدة ماساتشوستس الصغيرة، إلى ضواحي أتلانتا، جورجيا.

اقرأ أيضاً: سجن جديد للمخابرات التركية في عفرين... من تعتقل فيه؟

وبحسب التحقيق، فإنّ أمراء الحرب يفرضون على مالكي الأراضي رسوماً لتصدير الزيتون أو حتى الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى فرض ضريبة على الأشجار، وتختلف الرسوم حسب الميليشيا، لكنّ هناك أمراً واحداً ثابتاً: وهو اضطرار المزارعين لبيع منتجاتهم إلى الكيانات المدعومة من تركيا بأسعار منخفضة.

اقرأ أيضاً: توثيق اعتقال 70 شخصاً في عفرين خلال شهر.. هذا دور تركيا

وتكشف محاولات الصحيفة تعقّب مصدر زيت الزيتون عن عالم غامض لقادة الميليشيات ووسطاء يستفيدون من مزارعي عفرين. وأفادت 4 مصادر من المنطقة بأنه من المستحيل الآن خروج الزيتون من عفرين دون موافقة "أمراء الحرب".

وحاولت الصحيفة أن تتعقب مصدر الزيت الذي وصل إلى المتاجر الأمريكية، فوجدت أنّ الزيت يأتي من عفرين، ولفتت إلى دور شركة Turkana Food لاستيراد الأغذية التركية، ومقرّها نيوجيرسي، حيث أعلنت الأخيرة عن "زيت زيتون عفرين" في كتالوج البيع بالجملة على الإنترنت، يشبه الخط الموجود على الملصق الشعار في طلب علامة تجارية تمّ تقديمه في هاتاي، تركيا، قرب الحدود السورية، تحت اسم غير معروف العام الماضي.

 

محاولات الصحيفة تعقّب مصدر زيت الزيتون تكشف عن عالم غامض لقادة الميليشيات ووسطاء يستفيدون من مزارعي عفرين

 

وأكد عزيز، مدير سوق أبو العز الحلال في لويل لموقع الصحيفة أنّ زيت الزيتون نُقل من سوريا إلى تركيا، ولكنه أنكر معرفته بالوضع في عفرين. وقال العديد من موظفي شركة توركانا فود: إنّ الحديث إلى الصحافة عبر الهاتف غير مصرّح لهم، ولم تردّ الشركة على طلبات البريد الإلكتروني للتعليق.

اقرأ أيضاً: جمعية قطرية ـ تركية تبني مستوطنة في عفرين... لماذا؟

وتحمل العبوات العنوان المسجل لرجل الأعمال السوري الدنماركي عارف حميد، الذي يبيع أيضاً زيت زيتون عفرين في أوروبا بالاسم التجاري كفرجنة،  لكنّ حميد يؤكد أنّ مصدر زيتونه معروف في عفرين، ويُدعى آزاد شيخو، ويقوم بتسويقه في أوروبا تحت العلامة التجارية كفرجنة، لكنه نفى بيعه للولايات المتحدة عبر شركة توركانا فوود.

اقرأ أيضاً: نساء عفرين المفقودات و"غصن الزيتون" التركي

وتواصلت الصحيفة عبر الواتساب مع التاجر آزاد شيخو في عفرين، فأقرّ بتصديره إلى أوروبا بالاسم التجاري كفرجنة. لكنّ كلا الرجلين نفيا التعامل مع شركة توركانا فوود، وتكهنوا بأنّ الملصق الموجود على زجاجات زيت زيتون عفرين يمكن أن يكون مزوّراً. وبذلك فالدور التركي في عفرين موضوع مثير للجدل في الشتات السوري ولدى الكرد.

اقرأ أيضاً: عفرين: سجون وأقبية سريّة للتعذيب بإشراف فصائل موالية لتركيا

 كما نفى الشريك التجاري السابق لشيخو، سليمان رشو، ولديه علامة تجارية سورية لزيت زيتون عفرين، التعامل مع الأتراك، وادعى أنّ الزجاجات قد تكون مزوّرة. وألقى باللوم على أشخاص مجهولين في تركيا لسرقة علامته التجارية. وأكدت موظفة في مخبز القدس في ضاحية روزويل بأتلانتا أنّ متجرهم يحوي زيت زيتون عفرين، لكنها قالت إنها لا تعرف من أين هو.

في غضون ذلك، ذكر التحقيق أنّ مواطناً كردياً من عفرين اسمه، نضال شيخو، يشعر بالألم والحزن وانكسار القلب عندما يجد عبوة من زيت عفرين المسروق في متجر أمريكي في سيراكيوز شمال ولاية نيويورك، تحمل علامة توركانا، وقال شيخو الذي يعيش الآن شمال ولاية نيويورك: شعرت بالألم والحزن والحسرة، وتدمع عيناي بسبب الظلم الذي تعرّضت له مدينتي عفرين، عاشت عفرين، عاشت مدينة الزيتون المقدّسة.  

اقرأ أيضاً: عمليات شبه يومية لاختطاف ناشطين في عفرين... ما دور تركيا؟

تجربة شيخو ليست استثنائيّة، فالمواطنة الكردية أفرين هاوار (اسم مستعار)، وهي صاحبة حقل زيتون، قالت للصحيفة: كان جني هذا الموسم كابوساً. وتضيف: والله، سُرق معظم الموسم، أنا محرومة من رزقي، وأضافت هاوار: إنها أبشع من السرقة، ممّا لو كانوا يسرقون ويصدّرون الزيتون، لكنّ كل شيء سُرق من الكردي: العمل الجاد والمعيشة والجهد والكرامة والحقوق، من الأصغر إلى الأكبر.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية