
بعد سقوط النظام السوري تعيش جماعة الإخوان المسلمين نشوة الانتصار، محاولة استغلال الأحداث للعودة إلى المشهد السياسي، باعتبارها طرفاً في قوات المعارضة العسكرية التي نجحت في همينتها على إحدى الدولة العربية، وينظر الإخوان إلى ما حدث باعتباره انتصاراً لهم وتوسعاً لنفوذهم في الوطن العربي.
وقد تقدمت جماعة الإخوان المسلمين (جبهة إسطنبول) بخالص التهنئة إلى الشعب السوري على سقوط هذا النظام الغادر الذي ولغ في الدماء وقتل الأبرياء، وأمعن في تدمير سوريا وتشريد أبنائها واعتقال مخلصيها وشرفائها على مدار أكثر من (50) عاماً.
وأضافت في بيان نشرته عبر موقع (إخوان أون لاين) أنّ ساعة الخلاص من الاستبداد والقضاء عليه هي لحظة فارقة في تاريخ سوريا، وفي تاريخ المنطقة التي أرادت قوى الاستكبار في العالم لها أن ترزح تحت نير الاستبداد وحجب الحريات والسطو على المقدرات وإضعاف مقومات الأمة، ولكنّها ستتخلص ـ بحول الله ـ من كل مستبد في سوريا وغيرها من البلدان.
وعبّرت الجبهة التي يترأسها محمود حسين عن أملها أن تخرج سوريا من هذه المرحلة قوية كما نتمنى، موحدة كما كانت، وأن تتخطى تلك المرحلة الفاصلة وقد توحدت قواها والتحمت مكوناتها واستقرت على صيغة ملائمة ونسق وطني واحد ينتظم كافة القوى والمكونات في بوتقة واحدة، تعمل للحفاظ على مقدرات سوريا واسترداد مكانتها، والبدء في إعادة بناء دولة رشيدة مستقرة تحافظ على هوية سوريا وتاريخها المجيد، وتسعى لبناء مستقبل يليق بها.
هذا، وهنأت جماعة جبهة لندن الشعب السوري على ما تحقق من نصر على مسار تحرير سوريا، وانهيار نظام الأسد الإرهابي الدموي الذي أذاق شعب سوريا ويلات الخسف والتعذيب والطغيان على مدار عقود من الزمن، واستباح دماءهم وأموالهم وأعراضهم.
وفي بيان نشرته عبر موقعها (إخوان سايد)، خصت الجماعة بالتهنئة أبطال "معركة التحرير"، ودعت لهم بدوام التوفيق حتى تمام التطهير من النظام وآثاره. فمعركة التحرير قد بدأت ولكنّها لم تنتهِ بعد. فسقوط الأسد لا يعني سقوط النظام، والنصر الحقيقي هو يوم اقتلاع جذور النظام، وتعقب أذنابه ومكامن الخطر فيه.
وأكدت الجبهة التي يترأسها صلاح عبد الحق أنّ النصر الحقيقي هو يوم يستعيد الشعب مكانته، ويحمي ثورته من الاختطاف، ويبني دولته القوية على أساس من العدل والحرية. وهذا يتطلَّب توحُّد الجبهات، والتفاف الشعب حول المقاومة، والتحامه بمعركة التحرير، للتغلب على العقبات، ومواجهة التحديات.
وفي الإطار ذاته هنّأت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الشعب السوري لإنجاز ثورته وإسقاط نظام الرئيس الفار بشار الأسد.
بيان حماس يمثل انقلاباً ثانياً على الأسد وحليفيه إيران وحزب الله، بعد الانقلاب الأول الذي أعقب انطلاق الاحتجاجات على الرئيس السوري في 2011.
وقالت الجماعة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني: إنّها تأمل أن يكون سقوط نظام الأسد بداية لمرحلة جديدة من المصالحة الوطنية الداخلية، ليحقق الشعب السوري آماله وتطلعاته بالاستقرار والازدهار والحياة الكريمة الحرة بعد أن عانى سنوات من الظلم والاضطهاد.
الجماعة التي يتبع لها عدد من الميليشيات السورية التي شاركت في العملية العسكرية لإسقاط النظام دعت الشعب السوري إلى الحفاظ على الأرض السورية الموحدة لكل أبنائها بمختلف أطيافهم، لتكون ذخراً وسنداً للأمّة وشعوبها الحرة وقضاياها العادلة، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية ومقاومتها الباسلة.
وفي تونس بارك حزب حركة النهضة سقوط حكم الأسد في سوريا وانتصار "ثورة الشعب السوري التي انطلقت في 2011 رغم محاولات الإخماد والقمع الممنهج."
وجاء في بيان الحركة الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي أنّ "بناء نظام ديمقراطي حر لسوريا المتجذرة في هويتها العربية الإسلامية والمشعة بتاريخها الحضاري الإنساني، عملية شاقة وصعبة، لكننا موقنون بأنّ أبناء الشعب السوري، بمكوناته المختلفة وقواه المخلصة، قادرون على ذلك طالما استمسكوا بالحق والعدل والتوافق من أجل بناء مستقبلهم المشترك."
وحثت الحركة السوريين على "الوحدة الوطنية وتجنيب البلاد مخاطر التقسيم وضرورة بناء نظام ديمقراطي يضمن التعايش الوطني."
وكانت المفاجأة بيان حركة حماس التي أصدرت قراراً إخوانياً مركزياً بتهنئة السوريين على إسقاط الأسد، وهذا البيان يؤكد أنّ الحركة الفلسطينية تظل إخوانية تحتكم إلى الموقف العام للجماعة وتعادي خصومها، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها.
وبحسب صحيفة (العرب) اللندنية، فقد باركت حركة حماس في بيان للشعب السوري إسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ونجاح الشعب في تحقيق طموحاته في "الحرية والعدالة".
ويمثل بيان حماس انقلاباً ثانياً على الأسد وحليفيه إيران وحزب الله، بعد الانقلاب الأول الذي أعقب انطلاق الاحتجاجات على الرئيس السوري في 2011، واضطرت الحركة إلى التراجع عنه والذهاب إلى دمشق عام 2022 بوساطة إيرانية لإذابة الجليد بينها وبين الأسد.
ويظهر البيان أنّ حماس مهما غيرت موقفها أو تحالفاتها ظرفياً، تظل حركة إخوانية تحتكم إلى الموقف العام للجماعة وتعادي خصومها، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها وتحالفاتها كما حصل في 2011 عندما دعمت الثورة السورية.
ويوحي البيان بأنّ حماس اختارت أن تكون في صف قطر وتركيا، وأنّها قد تكون وافقت على إبداء مرونة كبيرة في التفاوض لإنجاح مساعي الهدنة وإعطاء ورقة دعم وتقوية للدور القطري، وهو ما يعيدها إلى الواجهة سياسياً، والأهم أنّه يضمن رضا القيادة في قطر عنها، ويؤمّن لها البقاء في الدوحة، مع الحفاظ على كل الامتيازات التي من بينها التمويل والإقامة الفاخرة لقيادتها المحسوبة على التوجه القطري، وعلى رأسها رئيس حماس في الخارج خالد مشعل.
وبحسب الصحيفة، فإنّه من المرجح أن يثير هذا البيان خلافات عاصفة داخل الحركة، وقد يؤدي إلى قطيعة بين قيادة الخارج والداخل، لأنّه يوجد تيار داخل الحركة يعترف بالفضل لإيران وحزب الله بسبب الدعم العسكري.