هل تستطيع السلطة الفلسطينية أن تحكم غزة؟

هل تستطيع السلطة الفلسطينية أن تحكم غزة؟

هل تستطيع السلطة الفلسطينية أن تحكم غزة؟


08/11/2023

رنا نمر 

أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأحد مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين على تطورات الحرب ضد حماس. وعندما سئل عن خطط إسرائيل لما بعد الحرب، أصبح رئيس الوزراء غامضاً، واكتفى بأن إسرائيل ستصر، حتى بعد إزالة حماس من غزة، على الاحتفاظ "بالسيطرة الأمنية" على القطاع.

محمد اشتية أوضح أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة على متن الدبابات الإسرائيلية

ويتساءل الكاتب أنشل بفيفر في مقاله بصحيفة "التايمز" البريطانية "ولكن ماذا يعني هذا؟ هل تبقى القوات والدبابات الإسرائيلية على الأرض في غزة عندما ينتهي القتال؟ منطقة عازلة منزوعة السلاح على حدود غزة؟ هل يتم سحب جميع القوات البرية ثم العودة مرة أخرى في اللحظة التي تعود فيها حماس إلى الظهور؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن سيتولى مسؤولية المنطقة وسكانها الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة في ظل فراغ ما بعد حماس؟".

ولكن نتانياهو لم يكن لديه تفاصيل. ويقول بفيفر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي في مأزق. ومع تراجع معدلات شعبيته في استطلاعات الرأي منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) ومع معركته من أجل البقاء السياسي، فإنه يحتاج إلى بقاء ائتلافه اليميني المتطرف معه. فإذا ذكر إمكانية نقل السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، فإنه يعرض للخطر الأغلبية التي لا تزال حكومته تتمتع بها في البرلمان. لذلك لن يفعل ذلك.

ومن ناحية أخرى، إذا بدا أنه يقبل ببعض خطط حلفائه اليمينيين المتطرفين لإقامة وجود إسرائيلي دائم في غزة، فسوف يثير غضب إدارة بايدن، التي تزود إسرائيل بدعم عسكري ودبلوماسي بالغ الأهمية. لذا فهو لا يقول أي شيء عن استراتيجية إسرائيل للخروج من غزة. ولا شيء يؤكد أن ليس لديه خطة أصلاً.

نهج نتنياهو أربك الجنرالات

ويرى بفيفر أن نتانياهو الوحيد الآن يأمل في أن تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر عسكري سريع ضد حماس، وهو ما من شأنه أن يحيي آفاقه السياسية الضعيفة، وأي شيء على المدى الطويل هو غامض.

ويلفت إلى أن نهج نتانياهو أربك جنرالات إسرائيل، فهم بحاجة إلى فكرة ما عن أهداف حكومتهم طويلة المدى حتى يتمكنوا من التخطيط للمراحل التالية من الحرب وفقاً لذلك. وبما أنهم لم يتلقوا أي توجيه، لم يكن لديهم خيار سوى محاولة حل المشكلة بأنفسهم، وهي ليست مهمة الجنود المحترفين.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإن ما يصل إلى 85% من الإسرائيليين يؤيدون دخول الجيش لتدمير القدرات العسكرية لحماس وإجبارها على التنحي عن السلطة في غزة. لكن لا إجماع حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك.

وعلى اليمين، وخاصة اليمين المتطرف، هناك حديث عن "العودة" إلى قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك التي فككتتها حكومة أرييل شارون في عام 2005 عندما انسحبت إسرائيل من غزة. وتؤيد المعارضة من يسار الوسط أيضاً إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن فقط حتى عام 2007، قبل الانقلاب الدموي الذي قامت به حماس، عندما حكمت السلطة الفلسطينية غزة. وكلتا الفكرتين، في الوقت الحالي على الأقل، غير واقعيتين إلى حد كبير.

أحلام عودة المستوطنات إلى غزة

ويشرح الكاتب أن أحلام تجديد المستوطنات الإسرائيلية في غزة لا تأخذ في الاعتبار مليوني مواطن فلسطيني يعيشون هناك وسط الأنقاض، ناهيك عن العزلة الدولية ونهاية علاقات إسرائيل مع الأنظمة العربية المعتدلة.

ولكن في حين أن الحل المفضل لدى المعارضة المتمثل في نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية (وهو أيضاً الخطة المفضلة لدى معظم الجنرالات الإسرائيليين) ينسجم مع المجتمع الدولي ومعظم القادة العرب، إلا أنه لا أحد لديه فكرة واضحة عن كيفية قيام السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقراً لها والتي كانت أضعف من أن تحتفظ بغزة قبل 16 عاماً، بإعادة ترسيخ وجودها هناك الآن.

ورغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال لبلينكن إنه يود "إعادة توحيد" الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن رئيس وزرائه محمد اشتية أوضح أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة "على متن الدبابات الإسرائيلية".

وفي رأي بفيفر أنها ليست صورة التعاون مع إسرائيل فقط هي التي يخشونها، وإنما هم ببساطة لا يملكون القدرة، ولا قوات الأمن والبنية التحتية المدنية للحكم في غزة.

وإذا انسحبت إسرائيل من غزة بعد انتهاء هجومها البري ونجحت في إضعاف قدرة حماس على الحكم إلى حد كبير، سوف تبرز الحاجة إلى قوة دولية لحفظ السلام لفترة انتقالية تمتد لعدة أشهر قبل أن تصبح السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي المسؤولية. ولكن حتى الآن، لا توجد دول – عربية أو غربية – تتطوع بقواتها لمثل هذه المهمة. ولا تحاول إسرائيل ولا السلطة الفلسطينية بشكل جدي تجنيد أحد لها.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية