هل تستخدم روسيا الأكراد لمناكفة تركيا؟

استقبلت روسيا وفداً كردياً من حزب الاتحاد الديمقراطي السوري أمس، لبحث التوصل إلى توافق بين الفصائل السورية، في إشارة إلى الوساطة بين النظام السوري والأكراد، في وقت أبدت تركيا قلقها من الزيارة.

وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية، حيث تتهمها بصلتها بحزب العمال الكردي في تركيا، وسبق وشنت تركيا هجمات واسعة على مناطق الأكراد في الشمال السوري، ولازالت مسيطرة على بعضها عبر الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة.

رأى مراقبون أن استضافة روسيا الوفد الكردي يعد تلويحاً بورقة يمكن أن تستخدمها روسيا للضغط على تركيا

في غضون ذلك، تشهد العلاقات الروسية – التركية على خلفية عدة ملفات، في مقدمتها الموقف في ليبيا حيث تدعم روسيا الجيش الوطني فيما تدعم تركيا حكومة الوفاق.

وفي سوريا شهد اتفاق إدلب الموقع بين الدولتين خرقاً تم احتواؤه باتفاق للهدنة في آذار (مارس) الماضي.

في غضون ذلك، رأى مراقبون أنّ استضافة روسيا الوفد الكردي يعد تلويحاً بورقة يمكن أن تستخدمها روسيا للضغط على تركيا.

وكانت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي للأكراد في سوريا على مدار سنوات، حتى تخلت عنهم واشنطن لصالح تفاهمات مع تركيا، فيما تدخلت فرنسا لسد الفراغ الأمريكي.

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان حول الاجتماع، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية"، إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ناقش بعض القضايا السورية، مثل التوصل إلى اتفاقات بين الأطراف السورية على أساس القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، مع الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي الكردستاني، إلهام أحمد، وزعيم الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، قدري جميل.

ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية التركية عن "قلق" أنقرة بشأن اجتماع يوم الإثنين، قائلة "إننا نتابع بقلق التقارير المتعلقة بدعوة مجموعة من العناصر المنتمية إلى ما يسمى بـ "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب إلى الاتحاد الروسي والاستقبال رفيع المستوى الذي قدمته السلطات الرسمية الروسية".

وقالت وزارة الخارجية في إشارة إلى اجتماعات أستانا "إنّ محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والوقوف ضد الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض وحدة أراضي سوريا وتهديد الأمن القومي لدول الجوار، تشكل التزامات مشتركة كرستها البيانات المشتركة لاجتماعات أستانا رفيعة المستوى".