هل أعطى حزب الله حقاً الضوء الأخضر لبري لترسيم الحدود مع إسرائيل؟

هل أعطى حزب الله حقاً الضوء الأخضر لبري لترسيم الحدود مع إسرائيل؟


08/10/2020

استبعد السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية، جيفري فيلتمان، إقدام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على الموافقة على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، دون حصوله على ضوء أخضر من حزب الله.

وقال فيلتمان، خلال حوار مع موقع "الحرّة": لا أعتقد أنّ بري، الذي يتمتع بالدهاء السياسي، قد وافق على الاتفاق دون أن يعرف إن كان لديه الضوء الأخضر من حزب الله أو، على الأقل، عدم وجود ضوء أحمر من الحزب، شريكه في البرلمان.

وتابع: أتوقع أن يكون الرئيس بري قد قام بمشاورات مع كلّ الأحزاب الأساسية قبل الموافقة على اتفاق الإطار.

وتابع: مقتنع أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، كالمسؤولين الإسرائيليين، أخذوا هذا القرار لأنهم رأوا أنه يصبّ في مصلحة أمنهم القومي، بري رآه في مصلحة الأمن القومي للبنان، لمحاولة إيجاد سبيل لحلّ الخلافات الحدودية البحرية والبرية.

 

فيلتمان: أتوقع أن يكون الرئيس بري قد قام بمشاورات مع كلّ الأحزاب الأساسية قبل الموافقة على اتفاق الإطار

أمّا في ما يتعلق بحزب الله، فقد قال الدبلوماسي الأمريكي السابق: عليّ أن أتساءل إن كان الحزب سيسمح بتقدم الاتفاق دون أن يحاول عرقلته هذه المرّة، كما حاول عرقلة ترتيبات مشابهة في الماضي؛ لأنه يحاول تحويل الأنظار عن حقيقة عرقلته تشكيل حكومة في لبنان.

وتابع: آمل أنه عندما تبدأ المحادثات التي تستضيفها الأمم المتحدة، وبتسهيل ووساطة من الولايات المتحدة، أن نرى الطرفين يأخذان مقاربة عقلانية وبنّاءة وإيجابية لحلّ هذه المسألة استناداً إلى أعوام من المحادثات في السابق، وآمل ألّا يحاول حزب الله تحويل الأنظار الآن عن موضوع عرقلته تشكيل حكومة جديدة، وبعد ذلك يحاول عرقلة المحادثات عندما تبدأ.

ولفت السفير الأمريكي السابق في بيروت إلى أنّ المحادثات كانت تجري، على مدى الأعوام الماضية، مع الرئيس بري حول هذه المسألة، قائلاً: السفير ساترفيلد تحادث مع الرئيس بري كثيراً، وكذلك فعل فريدريك هوف قبل ذلك. السفيرة إليزابيت ريتشارد تحادثت مع بري حول ذلك، وحتى لمّا كنت أنا سفيراً في لبنان تحدثنا عن هذا الموضوع في عدّة مناسبات. مهما كان السبب، علينا أن نعطي بعض الرصيد لرئيس مجلس النواب بري وللإسرائيليين وللأمريكيين، لديفيد شينكر وآخرين، الذين تمكنوا من الوصول إلى هذا الاتفاق.

وإجابة عن تساؤل ما إذا كان هذا الاتفاق سيمنع وقوع حرب في المستقبل بين حزب الله وإسرائيل، قال فيلتمان: كأمريكي، أتمنى أن يتوصّل الإسرائيليون واللبنانيون إلى إيجاد سبيل لإنهاء حال الحرب بين الدولتين، وتخفيف مخاطر وقوع حرب في المستقبل.

وأضاف: إذا نجحت المحادثات في حلّ مسألة الحدود البحرية ومسألة الـ13 نقطة المتحفظ عليها عبر الخط الأزرق وحلّ، على الأقل، بعض المشاكل الحدودية البرية، فقد يكون ذلك خطوة إيجابية، ولكنها لن تكون مشابهة لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مثل العلاقات بين الأردن وإسرائيل ومصر وإسرائيل، ومؤخراً بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.

وتابع: لنركّز الأنظار الآن على البناء على اتفاق الإطار للوصول إلى حلٍّ للمناطق الحدودية، التي ستسمح للّبنانيين والإسرائيليين الاستفادة من مواردهم الطبيعية، وتفادي خطأ محتمل في الحسابات في المنطقة المتنازع عليها.

وحول النقطة التي يتوقع أن تكون محلّ الخلاف الأبرز خلال المشاورات والمتمثلة في "مزارع شبعا"، قال فليتمان: مسألة مزارع شبعا معقدة. المزارع احتلت عام 1967. وعندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان فقد شملت هذه المنطقة مزارع شبعا، واللبنانيون لم يثيروا مسألة احتلال المزارع في الأمم المتحدة أو غيرها إلا بعد وقت طويل جداً، بعد عام 2000 على إثر انسحاب الإسرائيليين.

وتابع: هي ليست جزءاً من الخط الأزرق بعد عام 1967 بين لبنان وإسرائيل، إنها جزء من الخطوط السورية الإسرائيلية، أتساءل ما إذا كان حزب الله يتطلع إلى أن يحتفظ بكعكته ويأكلها في الوقت نفسه، كما يقال باللغة الإنجليزية. يعني أن يسمح بحلّ قضية الحدود البحرية من خلال اتفاق الإطار الذي رعاه الأمريكيون، فيمكن للبنان أن يستفيد من احتياطات الغاز.

واستطرد: ربما يحلّ أيضاً الخلافات البرية بعد عام 1967، أي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فقد قامت قوات اليونيفيل بالكثير من العمل في هذا الصدد مع الطرفين، وهناك فقط 13 نقطة أحد الأطراف لديه تحفظات عليها، وقد يكون ممكناً حلّ هذه المسائل الحدودية، ولكن هذا لا يحلّ مسألة مزارع شبعا، ممّا يبقي  لحزب الله العذر والحجّة للحفاظ على ترسانته التي تشكّل خطراً على لبنان.  

الصفحة الرئيسية