هكذا يستغل إخوان بنغلاديش شهر رمضان لتحقيق أجندتهم السياسية

إخوان بنغلاديش واستغلال شهر رمضان لصالح الأجندة السياسية

هكذا يستغل إخوان بنغلاديش شهر رمضان لتحقيق أجندتهم السياسية


28/03/2023

مع قيام السلطات البنغالية بالتضييق على عناصر الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في البلاد، والتي اعتادت استغلال شهر رمضان من أجل تحقيق التمكين الاجتماعي، حاولت الجماعة الالتفاف حول القرارات الحكومية التي منعت التجمعات غير المرخص لها، وكذلك القضاء على ظاهرة الحسبة، وجمع أموال الزكاة، ولجأت الجماعة إلى ممارسة إيديولوجيتها من خلال بيان رسمي أصدره القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن، والذي حث فيه الشعب على الحفاظ على نقاوة وقدسية شهر رمضان الكريم، واستثمار هذا الشهر في بناء الشخصية المسلمة والتقية.

الخلط بين الديني والسياسي

مجيب الرحمن خلط ما بين الديني والسياسي، منتحلاً دور رجل الدين، وهو يعدد فضائل الشهر الكريم، حيث قال في معرض خطاب ديني طويل: "أحث جميع إخواننا المسلمين، بغضّ النظر عن اعتقاداتهم السياسية، على أداء الشعائر الدينية الخاصّة بهذا الشهر، والتي أمرنا الله بها مع كامل الهيبة والوقار والسكينة". وتابع: "أدعو أيضاً إخواننا المسلمين لأداء الصيام خلال شهر رمضان المبارك؛ من أجل تحقيق رضا الله، عزّ وجلّ، وتلاوة كتابه آناء الليل وآناء النهار؛ لنحصل على الثواب والأجر العظيم في هذا الشهر المبارك".

وسرعان ما انتقل القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية من الديني إلى السياسي، حيث شنّ هجوماً حاداً على الشرطة البنغالية، واستنكر قيام الشرطة باعتقال منسوبي ونشطاء الجماعة قبل شهر رمضان، ومارس نوعاً من الابتزاز الديني، وقال: إنّ "الشرطة داهمت قبل أيام محاضرة دينية حول الزكاة، واعتقلت (58) شخصاً من دون مذكرات اعتقال".

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

وبعد ممارسة قدر من الابتزاز الديني، انتقل مجيب الرحمن إلى الملف الاقتصادي، في محاولة لتوظيف الوضع الاقتصادي من أجل التحريض ضدّ الدولة، زاعماً أنّ الأسواق "تشهد ارتفاعات جنونية في أسعار المواد التموينية الأساسية". كما ادعى أنّ الشعب يتجمع خلف الشاحنات التي تبيع بأسعار مدعومة لشراء حاجياتهم الأساسية.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية زعم أنّ عناصر وقيادات الجماعة يتعرضون لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي في السجون

وبعد أن انتهى من سرد مطالبه السياسية، عاد مجيب الرحمن إلى الخطاب الديني مرة أخرى، حيث حثّ على صوم الشهر كاملاً؛ ليحقق كل شخص مبتغاه، كما طالب بـ "الإكثار من الصلوات وقراءة القرآن الكريم، ومطالعة كتب التاريخ والأدب الإسلامي، والمساهمة في حماية المجتمع من الفواحش ما ظهر منها وما بطن".

وكان مجيب الرحمن قد طالب الحكومة، قبيل شهر رمضان، بالإفراج عن جميع الزعماء والقادة الكبار المعتقلين للجماعة الإسلامية، واتحاد الطلاب الإسلامي، وعلى رأسهم أمير الجماعة الإسلامية شفيق الرحمن، ونائب أمير الجماعة الإسلامية دلوار حسين سعيدي، ومساعد الأمين العام للجماعة الشيخ أبو تراب محمد أظهر الإسلام، وغيرهم من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية.

مزاعم وأكاذيب

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية زعم أنّ عناصر وقيادات الجماعة "يتعرضون لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي في السجون". مدعياً أنّه "ليس هناك أيّ سبب منطقي أو أرضية قانونية لإبقائهم رهن الاعتقال لهذه المدة الطويلة". كما زعم أنّ الشرطة قامت باعتقال "العشرات من العلماء الذين كانوا يؤمون المصلين في المساجد، وأنّهم ما زالوا يقبعون في السجون، حيث نتج عن ذلك حرمان المصلين من أداء صلواتهم خلف إمامهم المفضل في هذا الشهر الفضيل".

بدورها، لم تخضع السلطات البنغالية للابتزاز الإخواني، فقد قامت الشرطة باعتقال (6) من قيادات الجماعة المحليين، بمن فيهم مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية، في مدينة راجشاهي، السيد عبد الصمد، الذي أقام اجتماعاً تنظيمياً بشكل سري في حفل زواج، بالإضافة إلى ناشطين آخرين بعد خروجهم من أداء صلاة العشاء، حيث حاولوا استغلال تجمع المصلين للتحريض والتجنيد وجمع الأموال للجماعة.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة البنغالية مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية، في مركز راجبارا، بابور علي ليتون، بالإضافة إلى ناشط سياسي آخر، عقب خروجهما من أداء صلاة العشاء، بعد ثبوت تورطهما في الدعوة للتظاهر، والتحريض على الدولة.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية أبو طاهر محمد معصوم أصدر بياناً زعم فيه أنّ الحكومة تقوم باعتقال المواطنين "من البرامج الدينية والاجتماعية، ومن الأماكن العادية مثل: المساجد، ومراسم الزواج، والمناسبات، والجنازات، ومراسم الدفن. دون أنّ يذكر أنّ الجماعة الإسلامية هي من تستغل هذه المراسم، وتستخدمها غطاء للأنشطة المحظورة. كما زعم أنّ الجماعة هي أكبر حزب إسلامي منظم وديمقراطي، وأنّ جذور الجماعة الإسلامية عميقة في بنغلاديش. كما أعلن تحديه للسلطات قائلاً: "في هذا البلد لا يمكن فيه القضاء على الجماعة الإسلامية، بمجرد حملة اعتقالات جماعية، أو قمع، أو تعذيب ممنهج".

الجماعة قررت التصعيد في شهر رمضان، مستخدمة الغطاء الديني من أجل المزيد من التحريض لتأجيج المشاعر الدينية

وفيما يبدو، فإنّ الجماعة قررت التصعيد في شهر رمضان، مستخدمة الغطاء الديني من أجل المزيد من التحريض؛ لتأجيج المشاعر الدينية، والدفع تجاه الفوضى والعنف والطائفية، وهو نهج اعتادت عليه منذ إزاحتها عن السلطة.

مواضيع ذات صلة:

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

مكافحة التطرف العنيف في بنغلاديش

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية