خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟


23/02/2023

في بنغلاديش، واصلت الجماعة الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، خطاب التحريض ضدّ الدولة؛ حيث خرج القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية، مجيب الرحمن، بخطاب عنيف طالب فيه بالثورة، واصفاً المسؤولين في الدولة بـ"الحكام المستبدين الذين لا يحبون القول الحق". كما زعم أنّ الحكومة توظف أجهزة الدولة؛ للقضاء على كل من يتكلم بالحقيقة. قبل أنّ يقوم بالتصعيد قائلاً إنّ "القضاء على هذه الفئة من الناس ليس سهلاً، لذلك، يجب على الشعب أن يتحد من أجل الإطاحة بهذه الحكومة الظالمة المستبدة"، بحسب قوله في كلمة ألقاها في ورشة عمل لأعضاء الجماعة الإسلامية، في مدينة نرشينغدي.

توظيف الغطاء الديني

مجيب الرحمن لم ينس استخدام الغطاء الديني، وتوظيف الأيديولوجيا الدينية كعادة الإخوان؛ من أجل تحقيق مكاسب سياسية، حيث قال: "نحمد الله ونشكره على أن جعلنا مسلمين، ووفّقنا في الانضمام لمنظمة إسلامية، ومنذ انضمامنا قطعنا عهداً على أنفسنا، أن نقوم بإعلاء كلمة الإسلام، وجعلها كلمة خفاقة عالية، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا مجال لنا للتراجع عنها ما حيينا".

بدوره، قال القائم بأعمال الأمين العام الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، إنّ الجماعة تسير على خطى الأنبياء، وأعضاء الجماعة هم شهود على ما تقوم به الجماعة على أرض الواقع. قبل أن يوجه دعوة إلى أعضاء الجماعة، من أجل حشد وتحريض المواطنين؛ للمشاركة فيما يسمى الحركة الشعبية؛ للمطالبة بنظام الحكومة الانتقالية.

 واصلت الجماعة الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، خطاب التحريض ضدّ الدولة

ويبدو أنّ الجماعة الإسلامية تعمل عبر خطين رئيسيين، الأول: التحريض الدائم والمستمر على العنف، والثاني: هو المضي قدماً في التخطيط عبر الاجتماعات التنظيمية السرية، لتوجيه ضربات إلى الحكومة؛ بحيث تستطيع إسقاطها في أقرب فرصة.

ضربة أمنية جديدة

من جهة أخرى، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال العشرات من منتسبي ونشطاء الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين؛ حيث اعتقلت الشرطة 22 ناشطاً، من اجتماع تنظيمي سري، للذراع السياسية للإخوان المسلمين، بالإضافة إلى 15 آخرين، من أماكن متفرقة في المدينة؛ بعد مداهمة منازل العديد من نشطاء الجماعة.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، أصدر يوم اللأحد الماضي، بياناً أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال نشطاء الإخوان. زاعماً أنّ الحكومة تمنع حزبه من تنظيم وتنفيذ برامج وأنشطة سياسية، وأنّ النشطاء "يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والقمع الحكومي الممنهج، ويتعرضون لمضايقات أمنية مستمرة". متناسياً أنّ حزب الجماعة الإسلامية يعمل دون ترخيص قانوني، ولا يتمتع بالشرعية، وأنّ الاجتماع السري الذي ضبط فيه نشطاء الإخوان، كشف عن وجود خطط لإشعال البلاد، وقلب نظام الحكم.

أبو طاهر محمد معصوم: الجماعة سوف تواصل تسيير برامجها وأنشطتها السياسية المعتادة وبشكل منهجي

أبو طاهر معصوم واصل تحدّيه للحكومة، وأعلن أنّ الجماعة سوف تواصل تسيير برامجها وأنشطتها السياسية المعتادة، وبشكل منهجي. مدعياً أنّ الجماعة الإسلامية حزب سياسي ديمقراطي منظم، وأنّ لها الحق، بحسب نص الدستور، في ممارسة أنشطتها السياسية. مطالباً الجهات المعنية؛ بالإفراج عن جميع من تم اعتقالهم فوراً، ومن دون شروط.

خطاب التكفير

من جهة أخرى، تواصل الجماعة الإسلامية استخدام خطاب التكفير، حيث نظمت الجماعة الإسلامية في مدينة جشور وكوشتيا، الأحد الماضي، ورشة عمل افتراضية لمدة يوم كامل مع أعضاء مجلس الشورى على مستوى المراكز التابعة لمحافظات: كوشتيا، وتشوادانجا، وماهيربور.

سيد عبد الله محمد طاهر: لابد من إعادة صياغة النظام التعليمي والثقافي، على أساس الفكر والمنهج الإسلامي، وأن تقود الجماعة الإسلامية النضال، من أجل تجسيد الفكر الإسلامي في هذا المجتمع

وشارك في الورشة نائب أمير الجماعة الإسلامية، الدكتور سيد عبد الله محمد طاهر، وعدد من القياديين المركزيين في الجماعة الإسلامية، بينهم مساعد الأمين العام للجماعة محمد شاه جهان، وسكرتير المكتب الإعلامي للجماعة المحامي، مطيع الرحمن أكند.

نائب أمير الجماعة الإسلامية استخدم في كلمته نظرية المؤامرة؛ حيث قال إنّ بنغلاديش أرض خصبة للإسلام، ولهذا يريد الغرب أن يشوه تاريخها وتقاليدها. زاعماً أنّ الغرب يحارب محاولات تأسيس مجتمع ودولة على أساس الأيديولوجيا الإسلامية، متهماً الحكومة بـ"التواطؤ"، زاعماً أنّها، بوصفها "حكومة علمانية؛ تبذل جهوداً حثيثة للإخلال بالقيم والمبادئ والتعليم والثقافة الإسلامية المنتشرة؛ إمعاناً في محاربة الإسلام".

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

طاهر إدعى أنّ الدولة وضعت نظاماً تعليمياً مناهضاً للدين الإسلامي، مطالباً بإعادة صياغة النظام التعليمي والثقافي، على أساس الفكر والمنهج الإسلامي، وأن تقود الجماعة الإسلامية النضال، من أجل تجسيد الفكر الإسلامي في هذا المجتمع، والعمل من أجل إعادة الديمقراطية المعدومة حالياً في البلاد، بحسب مزاعمه، مطالباً الشعب بالمشاركة في الحركة الشعبية.

من جهته، قال مساعد الأمين العام للجماعة محمد شاه جهان، إنّ نجاح الجماعة الإسلامية الرئيسي، "ليس النجاح والفلاح الدنيوي، بل إنّ نجاح وفلاح الآخرة هو هدفنا النهائي". في خطاب ديني عبثي، وكأنّ الإخوان وحدهم احتكروا الطريق إلى الجنة!

المحامي مطيع الرحمن أكند، قال في كلمته، إنّه لإحداث تغيير جذري ونوعي في المجتمع، لا بد أن تكون هناك منظمة قوية؛ تستطيع أن تقود الدفة، وسيكون الوصول إلى الهدف أسهل، إذا كانت المنظمة قوية، ومن أجل توسيع عمل المنظمة، لا بد أن تتوافر فيها القيادة الرشيدة، حتى تحصل على النجاح من خلال إدارة قوتها العاملة بشكل صحي. وهو خطاب يكشف عن مساعي الإخوان تجاه احتكار كل أدوات القوة والهيمنة، وتغيير نظام الحكم لتحقيق التمكين، ولو فوق دماء الشعب البنغالي.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية