كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟


22/03/2023

تتواصل المواجهات الأمنية في بنغلاديش بين حكومة عوامي والجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقال (58) شخصاً من أنصار الإخوان في مدينة دكا، بعد ثبوت تورطهم في مخطط ترعاه الجماعة، لجمع أموال الزكاة في شهر رمضان، وهو رافد اقتصادي مهم، تعتمد عليه أذرع الإخوان منذ زمن بعيد.

الجماعة الإسلامية ادعت أنّها كانت تقوم ببرنامج ديني حول الزكاة وأهميتها في الإسلام، وزعم القائم بأعمال الأمين العام للجماعة أبو طاهر محمد معصوم أنّ الجماعة الإسلامية لمدينة دكا نظمت برنامجاً توعوياً حول الزكاة، وأنّ الفاعلية جاءت في هذا التوقيت، حيث اعتاد معظم المقتدرين على أداء الفريضة في شهر رمضان؛ بداعي تشجيع الناس على دفعها.

معصوم اتهم الشرطة بمعاداة كل ما هو إسلامي في دولة ذات أغلبية مسلمة، واصفاً الأمر بأنّه غير مقبول على الإطلاق، زاعماً أنّ النظام الظالم الحالي لا يحترم الحرية الدينية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.

وقال معصوم: إنّ الحركة الشعبية المستمرة لاستعادة الديمقراطية وحقوق الإنسان  بدأت تفرد عضلاتها، زاعماً أنّ الحكومة تدرك أنّ وقتها سينتهي قريباً. وأضاف: "لهذا نرى مثل هذه الحملات العشوائية من قبل الأجهزة الأمنية في صفوف النشطاء السياسيين المعارضين، في سعي منها لإبطال الحركة الشعبية، إلّا أنّ جميع محاولات الحكومة ستبوء بالفشل".

الشرطة البنغالية بدورها أكدت على ورود معلومات حول قيام عناصر من الجماعة الإسلامية بتنظيم لقاءات دون تصريح، وحث المشاركين على التبرع بزكاتهم للجماعة؛ بهدف توظيف هذه الأموال لخدمة أجندة الإخوان السياسية، وأنّ الشرطة بعد ثبوت الأدلة، وخلال سير البرنامج، داهمت قاعة المحاضرة، واعتقلت (58) شخصاً من الحضور، بعد استيفاء الإجراءات القانونية.

محاولة تقويض انتخابات المحامين

مع بداية سير العملية الانتخابية الخاصّة بنقابة المحامين في بنغلاديش يوم 15 آذار (مارس) الجاري، حاول أنصار الجماعة الإسلامية إثارة الفوضى، وإفساد الحدث الانتخابي، وذلك بوضع أكشاك في حرم المحكمة العليا خلال سير الانتخابات، وممارسة دعاية واسعة ضدّ الحكومة.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

الشرطة البنغالية حاولت تنظيم سير العملية الانتخابية، فتصدى لها عدد من المحامين الإخوان، لتجري اشتباكات داخل حرم المحكمة العليا، ممّا اضطر الشرطة إلى انتزاع الأكشاك غير المرخص لها، وطرد مثيري الشغب، ممّا دفع أنصار الجماعة إلى الرد بعنف، وتطور الأمر إلى عنف مفرط، حاولت الشرطة خلاله ضبط النفس قدر الإمكان، قبل أن تنجح في طرد مثيري الشغب، وضبط العملية الانتخابية.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية أبو طاهر محمد معصوم حاول استغلال الموقف بعد فشل مخطط إفساد الانتخابات، زاعماً أنّ كل ما حدث داخل مجمع المحكمة العليا كان بسبب قيام حزب رابطة عوامي الحاكم بتعيين شخص حزبي مفوضاً لهذه الانتخابات، مدعياً "أنّ تنظيم انتخابات نزيهة وذات مصداقية  أمر غير ممكن في ظل النظام الحالي".

أبو طاهر محمد معصوم: الحركة الشعبية المستمرة لاستعادة الديمقراطية وحقوق الإنسان بدأت تفرد عضلاتها

معصوم واصل حملة التحريض، وطالب بـ "إطلاق حركة جماهيرية شعبية ضدّ الحكومة؛ لاستعادة حكومة تصريف الأعمال، من أجل تأمين حقوق الشعب في التصويت".

من جهته، قال القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن: "إنّ الله لا يُغيّر ما بقوم، حتى يغيّروا ما بأنفسهم". وتابع: "حالة البلد اليوم لا تبشر بخير، فليس هناك أمن ولا أمان في البلد الذي أصبح اليوم على شفا حفرة من النار، وأصبحت الدولة لا تستطيع تأمين حقوق المواطنين، بما في ذلك حقوق التصويت".

القيادي الإخواني في مدينة شيتاغنج الشيخ عبد الرب زعم أنّ الحكومة أصبحت معزولة بالفعل، وأنّ "ما حدث في انتخابات المحكمة العليا من اختطاف لصناديق الاقتراع في منتصف الليل، بحسب ادعاءاته، هو أكبر دليل على النية السيئة المبيتة لدى الحكومة في انتزاع المناصب القيادية لنقابة المحامين للمحكمة العليا".

دعوة إلى الفوضى

وكان القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية قد شنّ هجوماً حاداً على الحكومة، في خطاب تحريضي بعباءة دينية، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر لمنسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية في مدينة شيتاغنج، زاعماً أنّ عمليات النهب والسلب مستمرة، ويتم اختلاس المليارات من الخزينة العامة، وتهريبها إلى الخارج على مرأى ومسمع أجهزة الدولة. دون أن يقدم دليلاً واحداً على اتهاماته المرسلة، متهماً كل من ينتمون إلى الحزب الحاكم بالفساد، واصفاً إياهم بـ "المجرمين، وسرّاق المال العام، الذين يتحركون بكل أريحية".

وتابع قائلاً: "يضمن الدستور حق ممارسة الشعائر الدينية، أو ممارسة السياسة، لكنّ تصرفات الحكومة تتعارض مع مثل هذه القيم الدستورية، ولهذا علينا أن نستيقظ من سباتنا، ونفكر بطريقة جديدة، علينا إنقاذ الشعب، لقد دمرت هذه الحكومة كل الأعراف والممارسات والمؤسسات الدستورية، فلا يسمح للمواطنين بالتعبير عن آرائهم بكل أريحية، ولا وجود لبيئة ملائمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة،  وعلينا أن نرفع أصواتنا ضد الظلم والاستبداد".

 أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن

مجيب الرحمن طالب صراحة بنشر الفوضى واستخدام العنف، قائلاً: "يتحتم على منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية اتخاذ موقف قوي ضد الحكومة، من أجل تحرير الشعب من الاستبداد".

بدوره، قال مساعد الأمين العام للجماعة حميد الرحمن آزاد: إنّ الاضطرابات منتشرة في كل مكان حول العالم، وهذه الاضطرابات هي تمهيد لانهيار إمبراطوريات نسمع عنها، وكبديل، هناك إمكانيات هائلة للإسلام، وهذا هو السبب في أنّ أعداء الإسلام يحاولون تشويه الإسلام بكل ما لديهم من قوة".

مجيب الرحمن: يتحتم على منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية اتخاذ موقف قوي ضد الحكومة، من أجل تحرير الشعب من الاستبداد

وكان القيادي في الجماعة الإسلامية الشيخ عبد الرب قد أكد أنّه لا بديل سوى الدعوة من أجل إقامة الإسلام، محرضاً نشطاء الحركة الإسلامية على العمل؛ من أجل ضم وتجنيد عناصر جديدة، "بطريقة لا يمكن لأحد بعدها أن يبقى خارج الشبكة الدعوية"، بحسب تعبيره؛ وذلك عن طريق توسيع الخدمات الاجتماعية، وأضاف: "عندها فقط، سيتم ضمان النصر".

مواضيع ذات صلة:

بنغلاديش على صفيح ساخن.. ما جديد المواجهات بين الحكومة والإخوان؟

نحو مواجهة شاملة؛ الإخوان في بنغلاديش يعلنون التمرد

شوارع بنغلاديش تشهد مواجهات مفتوحة بين الحكومة والإخوان.. ما القصة؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية