أعلن وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عماد الطرابلسي فرض الحجاب على النساء، وعودة دوريات شرطة الآداب للعمل الشهر المقبل، وكذلك صيحات حلاقة الشعر التي لا تحظى بقبول المؤسسة الدينية، وملابس الشباب التي لا تتماشى مع ثقافة المجتمع وخصوصياته، مع تفعيل قرار منع سفر المرأة دون محرم، ومنع الاختلاط بين النساء والرجال في المقاهي والأماكن العامة.
وهدد الطرابلسي المخالفات والمخالفين بالزج بهم في السجون، وقال إن على من يريد العيش بحرية فليذهب للعيش في أوروبا. وأثار إعلان الطرابلسي جدلا كبيرا في البلاد وانتقادات الكثيرين، بحسب ما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية.
وتعتقد الصحيفة أن الإجراءات المثيرة للجدل التي تستهدف النساء الليبيات، تأتي في ظل مساع تبذلها سلطات طرابلس للانقلاب على مجلسي النواب والدولة عبر استفتاء شعبي إلكتروني يهدف إلى تكريس سلطات المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية القادمين إلى السلطة عبر اتفاق سياسي، وقطع الطريق أمام محاولات تشكيل حكومة موحدة تعمل على تهيئة الظروف لتنظيم الانتخابات.
الدبيبة أعلن سابقا أنه يعتبر الغرياني شيخه وأستاذه الذي لا بديل عنه وأنه متأثر به وبأفكاره
ويرى مراقبون أن هذا الدبيبة يسعى إلى كسب دعم ومساندة رئيس دار الإفتاء الصادق الغرياني، وأن القرار الذي أعلن عنه الطرابلسي كان هدية من سلطات طرابلس إلى الغرياني بمناسبة الذكرى العاشرة لقرار عزله من قبل مجلس النواب المنعقد في طبرق في 9 تشرين الثاني / نوفمبر 2014، والذي ألحق به قرار إلغاء دار الإفتاء وإحالة اختصاصاتها واختصاصات المفتي إلى هيئة الأوقاف في الحكومة المؤقتة آنذاك.
كما أن إجراءات الطرابلسي تأتي، بحسب "العرب"، في سياق تنفيذ برنامج الغرياني لأخونة المجتمع في حيز نفوذ الدبيبة والميليشيات الموالية له، وهو ما سيزيد من مستويات الانقسام الاجتماعي والثقافي، وقطع الطريق أمام أيّ مشروع ديمقراطي انطلاقا من تقييد الحريات العامة والخاصة، ومنع النساء الليبيات من المشاركة في العمل السياسي والمنافسة على مواقع القرار.
وكان الغرياني ترأس دار الإفتاء الليبية بقرار من المجلس الوطني الانتقالي إبان ثورة شباط / فبراير عام 2011. وأثارت مواقفه جدلا واسعا في الأوساط الليبية طوال الأعوام الأربعة الماضية، بسبب تحيزه لأطراف إسلامية متشددة في ليبيا، واتهم في مناسبات عدة بدعم المجموعات السلفية المتشددة عام 2011 وبداية عام 2012 وإسنادها بفتاوى تجيز نبش القبور والأضرحة التي أثارت استياء شعبيا واسعا، قبل أن يتحول إلى موالاة تيار الإخوان المسلمين والتقرب إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة.
كما أن الدبيبة أعلن، سابقا، أنه يعتبر الغرياني شيخه وأستاذه الذي لا بديل عنه، وأنه متأثر به وبأفكاره، وخلال العامين الماضيين تطورت العلاقات بينهما، ففي نيسان / أبريل 2022 منح الدبيبة الغرياني قرارا بتأسيس مدراس دينية تابعة لدار الإفتاء تتولى التعليم في المرحلتين الابتدائية والثانوية.