مفاوضات أوكرانية روسية... هل تثمر عن تفاهمات لإنهاء الأزمة؟

بعد (5) أيام من الحرب والخسائر البشرية والمادية في صفوف الجانبين، جلس المفاوضون، الروس والأوكرانيون، مساء أمس لإجراء أوّل مفاوضات مباشرة بين البلدين منذ اندلاع الحرب فجر الخميس الماضي.

وبعد محادثات استمرّت أكثر من (5) ساعات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إنّه يتوقع القليل من المناقشات، وقال صحفيون أوكرانيون: إنّهم لا يتوقعون معجزة.

جلس الروس والأوكرانيون مساء أمس لإجراء أوّل مفاوضات مباشرة بين البلدين منذ اندلاع الحرب فجر الخميس الماضي

ولم تعلن روسيا عن أهدافها من المحادثات، وقد ذكرت شبكة "سي بي إس" نيوز الأمريكية أنّ المطالب الرئيسية لأوكرانيا هي وقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب جميع القوات الروسية.

ونقلت وكالة "تاس الروسية" عن فلاديمير ميدينسكي رئيس وفد المفاوضين الروس، مساعد الرئيس الروسي، قوله عقب الجولة الأولى من المفاوضات: إنّ الوفد الروسي على استعداد للتفاوض مع الجانب الأوكراني طالما أنّ الأمر سيؤدي للتوصل إلى اتفاقات، مشيراً إلى أنّه "تمّ تأجيل الاجتماع عدّة مرات الليلة قبل الماضية، وأعيد ترتيب مكانه، ونتيجة لذلك تمّ تحديد الخيار الأصلي، منطقة غوميل، بالقرب من الحدود الأوكرانية."

رئيس المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي يعلن عقد الاجتماع القادم في الأيام المقبلة على الحدود البولندية البيلاروسية

وقال ميدينسكي بعد المشاورات: "الأهمّ أنّنا اتفقنا على مواصلة عملية التفاوض، وسيعقد الاجتماع القادم في الأيام المقبلة على الحدود البولندية البيلاروسية"، مشيراً إلى أنّنا "وجدنا بعض القضايا التي يمكن أن نتوقع أن تكون هناك مواقف مشتركة بشأنها"، وأضاف أنّه تمّ خلال المحادثات مناقشة كافة المواقف التفاوضية بالتفصيل.

وفي ظلّ غياب انتصار حقيقي للقوات الروسية في أوكرانيا، قال ماركو دي ليدو، كبير المحللين في مركز الدراسات الدولية في إيطاليا، في تصريح لـ"حفريات": "ليس لدى روسيا ما تقدّمه خلال هذه المفاوضات، حيث لا يوجد استحواذ كبير على الأراضي، ولا انتصارات"، معتبراً أنّ تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد الماضي باستخدام سلاح "الردع النووي" كان هدفه "الجلوس على طاولة المفاوضات بموقف قوي وشيء ما في يده."

وقبيل بدء الحرب فجر 24 شباط (فبراير)، أعلنت روسيا مطالبها المتمثلة في إيقاف خطط حلف شمال الأطلسي التوسعية (الناتو)، التي من شأنها ضمّ دول جديدة من بينها أوكرانيا، وعدم انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، وبينما كانت مفاوضات التسوية جارية بين الطرفين، سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتوقيع طلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.