مفاعل زابوريجيا يحبس أنفاس العالم.. هل بات السيناريو المرعب قريباً؟

مفاعل زابوريجيا يحبس أنفاس العالم.. هل بات السيناريو المرعب قريباً؟


18/08/2022

يحبس العالم أنفاسه، خشية تعرض محطة زابوريجيا للقصف، وما سيترتب عليه من وقوع كارثة نووية، في ضوء اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا، بالوقوف وراء عمليات القصف المستمرة لمحيطها طوال الأسبوع الماضي. 

وتصاعدت التحذيرات، على مدار الأسبوع الماضي، من جهات دولية مختلفة أبرزها الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، من احتمالات قصف المحطة النووية التي تقع على بعد (500) متر فقط  من مفاعل تشيرنوبل، الذي شهد كارثة نووية تصنف باعتبارها الأسوأ في التاريخ، في العام 1986. 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، إنه من المُلحّ أن تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشاً في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا والتي تسيطر عليها روسيا، بينما تتكثف الضربات والاشتباكات في محيطها، وقال خلال مؤتمر صحافي، نقلته صحيفة "الشرق الأوسط": "هذا يشكل تهديداً خطيراً للأمن ويزيد من خطر وقوع حادث نووي، من الملح السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش، وضمان انسحاب جميع القوات الروسية من الموقع.

وكان من المفترض أن يزور مفتشون تابعون لوكالة الطاقة الذرية المحطة النووية، وقالت الأمم المتحدة إنها ستوفر كافة الدعم الأمني واللوجستي لها عبر، لكن الزيارة تأجلت عن موعدها الأربعاء؛ بسبب رفض موسكو إتمام التنسيق الخاص بالزيارة مع الجانب الأوكراني، باعتبار أنّ المحطة تقع تحت سيادتها، ولذلك تشترط أن تتم الزيارة عبر الأراضي الروسية.

تقع على بعد (500) متر فقط  من مفاعل تشيرنوبل

وفي الدبلوماسية المعلنة، أرجعت موسكو ذلك إلى خشيتها على أمن الوفد الدولي، حيث قال إيغور فيشنفيتسكي، نائب رئيس إدارة الانتشار النووي والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية، للصحفيين: "تخيلوا ما يعنيه المرور عبر كييف.. هذا يعني أنّهم سيصلون إلى المحطة عبر خط المواجهة"، بحسب "شبكة سكاي نيوز".

تحذيرات أوروبية من كارثة نووية

في رسالة عبر الفيديو، نشرت يوم (16) آب (أغسطس) الماضي، قال زيلنسكي إنّ "العالم سيخسر أمام، ما وصفه بـ"الإرهاب"، وسيرضخ للابتزاز النووي ما لم يتخذ إجراء لمنع وقوع حادث في محطة زابوريجيا للطاقة النووية".

من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة انسحاب كافة القوات من محيط المحطة النووية، وأعرب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن "بالغ القلق بشأن التهديد الذي يشكله وجود القوات المسلحة الروسية وأنشطتها وأجواء الحرب مع النزاعات الجارية حول أمن وسلامة المنشآت النووية الأوكرانية". 

ليون سيزيل: تأثير الإشعاعات سيكون محدوداً لأن المفاعلات محمية بما يصل إلى (10) أمتار من الخرسانة، واختراق تلك الحواجز يحتاج وابلاً من القصف الجوي على جدران المفاعل

وحذّرت مجموعة "انيرغواتوم" الأوكرانية المشغلة للمحطة من أنّ "الوضع يزداد سوءاً"، مشيرة إلى "وجود مواد مشعة في مكان قريب وتضرر أجهزة عدة لاستشعار الإشعاعات".

وسيطرت روسيا على المحطة النووية، التي تعد الأكبر في أوروبا، منذ بدء الأزمة الأوكرانية في آذار (مارس) الماضي، ومراراً حذر الرئيس الأوكراني من مغبة الاستهداف العسكري للمحطة، وفي الوقت ذاته تسعى كل من كييف وموسكو لإثبات سيطرتها الشرعية على المحطة. 

اتهامات روسية لكييف بقصف المحطة النووية

من جانبها تتهم موسكو، الولايات المتحدة والدول الغربية بتصعيد الموقف بشأن المحطة النووية، كما تتهم كييف بتعمد قصفها وإلصاق التهم بموسكو. 

وفي السياق، أعلن فلاديمير روغوف، عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوريجيا،  منتصف الأسبوع الجاري، أن قوات كييف قصفت حاويات للنفايات النووية في محطة زابوريجيا النووية، حيث انفجرت إحدى القذائف على بعد (10) أمتار من إحدى الحاويات، فيما تساقطت باقي القذائف على مسافات بين (50) و(200) متر منها.

 جيمس أكتون: القصف ليس الخطر الحقيقي، ولكن الخطر هو ضعف أنظمة تبريد المحطة، والقياس الصحيح في هذا النموذج هو فوكوشيما وليس تشيرنوبيل

وأشار إلى أنّ نقطة الضعف الثانية في محطة الطاقة النووية هي أنظمة التبريد، والتي يقصفها نظام كييف بشكل مستمر أيضاً، لافتاً إلى أنّ مفاعلات المحطة بنيت بطريقة لا يمكن تدميرها إلا بأسلحة نووية تكتيكية. وأكد أنّ كييف تحاول تعطيل نظام التبريد في محطة زابوريجيا، مما قد يؤدي إلى كارثة أكبر من الكارثة التي وقعت في محطة تشيرنوبيل النووية، بحسب "العربية".

 شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة انسحاب كافة القوات من محيط المحطة النووية

وجاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الإثنين الماضي، إنّ "موسكو تحث واشنطن والعواصم الغربية على دفع كييف نحو وقف الهجمات على محطة زابوريجيا".

وفي وقت سابق، ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ "سيرغي شويغو أجرى مفاوضات هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن شروط التشغيل الآمن لمحطة زابوريجيا النووية وتضمن رسائل طمأنة"، بحسب شبكة "سكاي نيوز".

تأثير محدود للإشعاعات

بالرغم من تكثيف التحذيرات من خطر الإشعاعات النووية التي قد تنتج عن قصف المحطة، إلا أن رئيس الجمعية النووية الأوروبية، ليون سيزيل وصف التأثيرات بأنها "محدودة"، وفسر قوله بأن "المفاعلات محمية بما يصل إلى (10) أمتار من الخرسانة، مشيراً إلى أن اختراق تلك الحواجز يحتاج وابلاً من القصف الجوي على جدران المفاعل".

ونقلت صحيفة بوليتيكو عن "سيزيل" أنّ الهجوم على مواقع تخزين الوقود المستهلك سيكون له تأثير محدود، حيث إن أي مادة مشعة يتم إطلاقها ستنتقل فقط حوالي 10 إلى 20 كيلومتراً.

الناتو: تواجد القوات الروسية بالمحطة يشكل تهديداً للأمن الدولي، ومن الضروري السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش، وضمان انسحاب جميع القوات الروسية من الموقع

وحول هذا الطرح يتفق أيضاً المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، جيمس أكتون، الذي قال في لقاء مع "سكاي نيوز"، إنّ القصف ليس الخطر الحقيقي، ولكن الخطر هو ضعف أنظمة تبريد المحطة"، معتبراً أنّ "القياس الصحيح في هذا النموذج هو فوكوشيما وليس تشيرنوبيل".

وأشار إلى أنه "تم تصميم محطات الطاقة النووية بأنظمة أمان مستقلة متعددة، بما في ذلك العديد من وصلات الشبكة ومولدات الديزل الاحتياطية. تستخدم المحطة خزانات رش للتبريد، مما يعني رش الماء الساخن من داخل النبات في الهواء الخارجي لخفض درجة حرارته، هؤلاء سيكونون في الواقع معرضين للخطر نسبياً لأنهم يجب أن يكونوا على اتصال بالعالم الخارجي، مما يجعلهم أهدافاً محتملة للهجوم".

 

مواضيع ذات صلة:

"دافوس" انتهى كما ابتدأ: أوكرانيا ووعود تعافي الاقتصاد

كيف توظّف روسيا الحسناوات لكسب العرب في الحرب ضد أوكرانيا؟

أردوغان يفعلها مجدداً: حسابات الربح والخسارة من الحرب في أوكرانيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية