مع اقتراب بدء العام الدراسي.. هل يجب على الأطفال ارتداء الكمامة؟ 

مع اقتراب بدء العام الدراسي.. هل يجب على الأطفال ارتداء الكمامة؟ 


25/08/2020

تستمر جائحة فيروس كورونا، وتستمر معها تحذيرات العلماء من خطورة الفيروس وإمكانية بقائه معنا مدة طويلة حتى بعد التوصّل إلى اللقاح، مؤكدين ضرورة الالتزام بالحفاظ على التدابير والإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافات الأمان، سيما مع قرب عودة العام الدراسي.

أكّدت منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف ضرورة ارتداء الأطفال ممّن يبلغون 12 عاماً أو أكثر للكمامة حالهم حال البالغين

وتُظهر المزيد من الأدلة فعالية استخدام الكمامات الواقية يوماً بعد يوم، الأمر الذي دفع الكثير من الحكومات إلى فرض ارتداء الكمامات في مختلف الأماكن العامة، خاصة في المدارس والمعاهد والجامعات التي ستستقبل الطلبة الملتحقين في العام الدراسي الجديد.

بوجود الكمامة.. هل تسير العملية التعليمية كما يجب؟

تؤكد الدراسات الحديثة أنّ الأطفال أقل الفئات تأثراً بفيروس كورونا المستجد، إلّا أنّ العلماء يؤكدون أيضاً أنّ تفشي الفيروس بينهم قد يكون كبيراً جداً نظراً لأن أجساد المصابين منهم تحتوي على حمولة كبيرة من الفيروس الذي قد يتفشى بينهم بصمت، ما يعني أنهم قد يمثلون وسطاً ناقلاً للعدوى إلى فئات عمرية مختلفة.

يجب على الأطفال الذين يبلغون 12 عاماً أو أكثر ارتداء الكمامات

ومع قرب حلول العام الدراسي الجديد، أكّدت منظمتا الصحة العالمية و"اليونيسيف" عبر وثيقة توجيهية لصُنّاع القرار، على ضرورة ارتداء الأطفال، ممّن يبلغون 12 عاماً أو أكثر، الكمامات في أي مكان يتوجب على البالغين ارتداؤها فيه.

ولم تنصح المنظمتان التابعتان للأمم المتحدة بفرض الكمامات على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6 أعوام والـ 11 عاماً، بشكل عام، ولكن يجب التفكير فيها في الأماكن ذات معدلات العدوى الكثيفة أو في تجمعات بعينها مثل المدارس، أو في حالات مثل تواصل الطفل مع كبار السن أو أشخاص قد يتأثروا من الفيروس بشكل كبير.

اقرأ أيضاً:بالأرقام.. ما دور الكمامات في الحد من تفشي كورونا؟

وفيما يتعلّق بسير العملية التعليمية، يرى الخبراء الدوليون الذين وضعوا التوجيهات أنّ هنالك بعض المواقف التي قد تتعارض فيها الكمامات مع سير العملية التعليمية؛ إذ إنّ أثرها قد ينعكس سلباً على الأنشطة المدرسية المهمة، وقد نصّت توجيهات الخبراء على عدم إجبار الأطفال صغيري السن على ارتدائها، خاصة مع صعوبة وضعها وإزالتها بأنفسهم، مع التأكيد على أن يكونوا تحت إشراف مستمر في حال ارتدائها.

لم تنصح منظمة الصحة العالمية بفرض الكمامات على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6 أعوام والـ 11 عاماً

وحثّت الوثيقة صُنّاع القرار على ضرورة الاستماع إلى تصورات الأطفال ومخاوفهم بشأن ارتداء الكمامة، وفق ما أورد موقع الإمارات اليوم.

كيف تختار الكمامة المناسبة؟

لا تمنح كافة أنواع الكمامات المستويات المطلوبة من الحماية؛ إذ تختلف درجة الحماية التي توفرها مع اختلاف المواد الداخلة في تصنيعها، ومن الضروري اختيار نوع يمنع قطرات الجهاز التنفسي الكبيرة من الانتقال أثناء السعال أو العطس، والهباء الجوي الناتج عن حديث الناس مع بعضهم البعض.

أثبتت الدراسات نجاعة كمامة N95 وكمامة N99 في توفير حماية تتراوح بين 94 و99 بالمئة

وتوصي منظمة الصحة العالمية العاملين في مجالات الصحة وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية صعبة باستخدام الكمامات الطبية، وينطبق الأمر ذاته على الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس أو ظهرت عليهم أعراض الإصابة، نظراً لتوفير هذه الكمامات أكبر قدر من الحماية، وقد أثبتت الدراسات نجاعة كمامة "N95" وكمامة "N99" في توفير حماية تتراوح بين 94 و99 بالمئة.

وفيما يتعلق بالأشخاص الأصحاء الذين لا يندرجون ضمن هذه الفئات، توصيهم المنظمة العالمية باستخدام كمامة من القماش، مع الحرص على اختيار الأنواع الأكثر مسامية، والتأكّد من احتواء الكمامة على 3 طبقات من القماش، بحيث تعمل الطبقة الداخلية على امتصاص الرذاذ، وتعمل الطبقة الوسطى على ترشيح الرذاذ وحجز العوالق التي في داخله، فيما يجب أن تُصنع الطبقة الخارجية من مواد لا تسمح بالامتصاص مثل "البوليستر".

اقرأ أيضاً: حرب الكمامات تشتعل.. أبرز عمليات القرصنة للشحنات الطبية

ويقترح  الخبراء استخدام الكمامات التي تحتوي على مزيج القطن والشيفون لتوفير أكبر قدر من الحماية، يليه القطن والحرير، كما وجدوا أن طبقتين من القطن بعدد 600 خيط أو طبقتين من الشيفون قد تكون أفضل في ترشيح الجسيمات الصغيرة من القناع الجراحي.

كيف تتجنّب المشكلات التي تُسببها الكمامة؟

رغم ثبوت نجوع الكمامة في منع تفشي العدوى وحماية مرتديها، إلّا أنّ الكثير من الناس يُحجمون عن استخدامها لمخاوف شخصية وأسباب صحية مثل أمراض العد الوردي وحب الشباب والتهاب الجلد التأتبي، المعروف أيضًا بـ "الإكزيما" والحساسية وغيرها من الأمراض والمشاكل الجلدية؛ فالجلد حساس للغاية حول المناطق التي تغطيها الكمامة.

ينصح  الخبراء عامة الناس باستخدام الكمامات القماشية التي تحتوي على القطن والشيفون والحرير لتوفير أكبر قدر من الحماية

ووفق طبيبة الأمراض الجلدية في جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية الدكتورة آنا شين، هناك بعض الأمور الواجب مراعاتها في استخدام الكمامة لتجنّب مثل هذه المشاكل، منها الحرص على استخدام الكمامات ذات القماش الناعم، كتلك التي تحتوي على القطن والبوليستر، نظراً إلى أنّها تُقلّل من الاحتكاك، الذي يؤدي إلى تهيّج الجلد.

وتشير الدكتورة شين إلى أنّ بعض الكمامات غير الطبية يتم معالجتها بمادة الفورمالديهايد بهدف تطهيرها؛ فعلى الأشخاص الذين يعانون من حساسية ضد هذه المادة البحث عن بديل آخر.

ويجب الحرص أيضاً على ارتداء الكمامات بشكل صحيح لتجنّب الاحتكاك وذلك بعدم اختيار الكمامات الضيقة، مع مراعاة عدم تباعد الكمامة عن الوجه بشكل مفرط وإلا فلن تؤدي الغرض من ارتدائها.

وتؤكد الدكتورة آنا على ضرورة الحفاظ على نظافة الكمامة لتجنّب تحسّس الجلد، من خلال غسلها بعد استخدامها أكثر من مرة بواسطة صابون طبي لا يُسبّب تهيّج الجلد.

اقرأ أيضاً: الكمامات الطبية.. كيف تساعد ضد الفيروسات ومتى؟

وتُحذّر الطبيبة الأمريكية من استخدام السيدات لمستحضرات التجميل، سيما حال ارتداء الكمامة لأوقات طويلة، لأنّها قد تتسبب في انسداد مسام البشرة ما يؤدي إلى تفاقم حب الشباب أو الآفات الجلدية الأخرى.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية