معارك التخلص من المهاجرين تطال الجولاني

الإرهاب

معارك التخلص من المهاجرين تطال الجولاني


01/03/2018

تداولت مواقع وحسابات سورية قريبة من الجماعات المسلحة بسوريا، خبر مقتل أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، في منطقة بساتين حارم، اليوم الخميس، وعمّمت بعض مراصد إدلب الخبر على يد أحد عناصره القريبين، لافتة إلى أنّ العنصر، منفِّذ العملية، تم قتله.

فيما نشرت مراصد أخرى، أنّ زعيم تحرير الشام، ما يزال حياً، وتمّ نقله إلى مستشفى "سلقين" بإصابات بالغة، ليفتح الخبر الحديث عن المعارك الدموية، التي تحدث بين الفصائل، خاصة المهاجرين، الذين يتحدّثون الآن عن خطة لإخراجهم من سوريا.

أبو تراب المصري

البداية أبو تراب المصري

فوجئت حركة أحرار الشام، بأنّ تنظيم القاعدة، أو بمعنى أدق، جبهة تحرير الشام، قام باغتيال المصري المكنَّى بـ "أبو تراب المصري"، الأربعاء الماضي، بعد استهدافه على أحد الحواجز الأمنية.

"أبو تراب"، اسمه الحقيقي محمود عبد الحميد، من شبين الكوم بمحافظة المنوفية بمصر، وهو ليس له تاريخ في الانضمام للجماعات المسلحة؛ أي إنّه لم يكن عضواً في جماعة الجهاد المصرية، أو تنظيم القاعدة، وانضم عقب وصوله سوريا، عام 2012، إلى حركة أحرار الشام، قبل أن ينضم إلى جماعة "جيش الأحرار"، وكان يعمل شرعياً في المعسكرات.

تداولت مواقع قريبة من الجماعات المسلحة بسوريا خبر مقتل أبو محمد الجولاني، فيما نفت أخرى الخبر مشيرة أنه مصاب

لم يكن أبو تراب منخرطاً في الاقتتال بين فصائل المعارضة المسلحة بسوريا، وليس له علاقة بالخلافات على الساحة السورية حالياً، بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا.

مات أبو تراب المصري، متأثراً بجراحه، بعد إطلاق النار عليه من أحد الحواجز الأمنية بمدينة إدلب، من قبل عناصر هيئة تحرير الشام (القاعدة).

بحسب الشهادات المنشورة حول استهداف أبو تراب، فإنّه كان يصارع الموت بعد وصوله لأحد المستشفيات، نظراً لسوء حالته، بعد تعرضه لطلقات نارية من مسافة قريبة، اخترقت الصدر والبطن.

وتشهد الساحة السورية خلافات كبيرة، وصلت حدّ صدامات مسلحة بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، والأخيرة تشكّلت بعد اندماج حركة أحرار الشام ونور الدين زنكي.

ونشبت خلافات واشتباكات مسلحة بين تحرير الشام والزنكي في حلب، وسط نزاع بين الطرفين على المناطق التي يسيطر عليها كلّ فصيل.

وسبق أن قتلت عناصر حركة الزنكي، أحد قيادات تحرير الشام على أحد الحواجز الأمنية، ويدعى أبو أيمن المصري، وهو إبراهيم البنا.

تداولت مواقع وحسابات سورية قريبة من الجماعات المسلحة بسوريا خبر مقتل أبو محمد الجولاني فيما نشرت مراصد أخرى أنّه ما يزال حياً

استهداف المهاجرين

يأتي مقتل أبو تراب في إطار حملات "الكراهية" التي طالت المهاجرين مؤخراً، بعد بدء المعارك بين "الجبهة" و"الهيئة".

إنّ وجود العناصر الأجنبية داخل الأراضي السورية، أصبح يمثل تهديداً بالنسبة لبعض الفصائل، خاصة عناصر "هيئة تحرير الشام"، التي تستهدفهم خلال عبورهم الحواجز الأمنية.

أهم أسباب القتال بين الفصائل السورية المعارضة؛ المكاسب المناطقية والفصائلية، التي أثبتت التجارب أنّها لا تصمد أمام التطوُّرات غير المحسوبة

وسبق واقعة استهداف أبو تراب، قتل عناصر حركة نور الدين زنكي "إبراهيم البنا"، المكنَّى بـ "أبو أيمن المصري"، خلال عبوره أحد الحواجز الأمنية، فيما نشر تنظيم داعش الإرهابي، للمرة الأولى، منذ نشوب الاقتتال مع هيئة تحرير الشام، الكائنة بسوريا، صوراً لعضو بالهيئة، واتّهامه بالتجسس وقتله، وظهر في الصور موسى البدوي، مرتدياً الزيّ البرتقالي، زيّ الإعدامات لدى التنظيم، وقام بتصفيته رمياً بالرصاص في دمشق.

هذا ويخوض التنظيم الإرهابي، اقتتالاً موسعاً مع الهيئة، لا سيما في الشمال الغربي لسوريا في ريف حماة، وعدد من القرى التابعة لها هناك.

وجود العناصر الأجنبية داخل الأراضي السورية، أصبح يمثل تهديداً بالنسبة لبعض الفصائل

لماذا الاقتتال؟

إنّ أهم أسباب القتال بين الفصائل السورية المعارضة؛ هو المكاسب المناطقية والفصائلية، التي أثبتت التجارب أنّها تتلاشى ولا تصمد أمام التطوُّرات غير المحسوبة، كما حصل في محافظة الرقة، وكما حصل مع الفصائل الثورية في إدلب عندما واجهت هجمات (جبهة النصرة سابقاً)؛ حيث لم يتمكن الجميع من الصمود بالمواجهة المنفردة.

لقد فشلت الفصائل في خلق تفاهمات أو تحالفات، واحتفاظ كلّ منها بكتل جغرافية إستراتيجية، تمكّنها من التأثير على عناصر الفصائل الأخرى، ما أدّى إلى خسارة فادحة، ومعارك دموية، ووضع خيارات محدودة أمام كلّ فصيل اضطرته، إمّا للتحالف مع الأتراك، أو مع فصائل أخرى، مما أدّى للاقتتال بينها فيما بعد.

الصفحة الرئيسية