مسيحيو العراق يثورون على الحشد الشعبي... ما القصة؟

 مسيحيو العراق يثورون على الحشد الشعبي... ما القصة؟

مسيحيو العراق يثورون على الحشد الشعبي... ما القصة؟


06/08/2023

تظاهر المئات من مسيحيي العراق أول من أمس في الموصل رفضاً للتضييق الذي يتعرضون له من قبل قائد عمليات نينوى وقيادات لواء (30)، ومحاولات التغيير الديموغرافي التي يقوم بها عدد من الشخصيات الميليشياوية الشيعية.

وقاد رئيس أساقفة الموصل ومجلس مطارنة محافظة نينوى التظاهرة التي طالبت بوقف عمليات التغيير الديموغرافي التي تقودها ميليشيات الحشد الشعبي في المدينة وعموم المحافظة، من خلال استغلال عمليات التهجير التي تعرض لها المسيحيون منذ استيلاء تنظيم (داعش) عليها في العام 2014، حسبما نقل موقع (شفق نيوز).

ويقول مطارنة الموصل: إنّ فصائل الحشد الشعبي التي استولت على العديد من مراكز المدينة تمنع عودة الآلاف من العوائل المهجرة، وتسعى للاستيلاء على أملاكهم وإحلال سكان شيعة محلهم.

تظاهرة مسيحية حاشدة في الموصل رفضاً للتضييق الذي يتعرضون له من قبل قائد عمليات نينوى وقيادات لواء (30). 

رئيس أساقفة الموصل اتهم قائد عمليات نينوى وقيادات لواء (30) بتكميم أفواههم، للتغطية على عمليات التغيير الديموغرافي الجارية في المدينة وغيرها من أطراف المحافظة.

وقال بيان مشترك للأساقفة نشروه عبر صفحتهم على موقع (إكس): إنّه "بعد عودتنا من التهجير القسري وتوقع تذليل كل الصعوبات التي يواجهها شعبنا، تفاجأنا بأنّ الصعوبات قد زادت والهم المسيحي قد تضاعف وبدأت أحلامنا تتلاشى، حيث أصبح من الصعب علينا أن نختار من يمثلنا، وأراضينا أصبحت بعيدة المنال، ورموزنا الدينية تُهان دون حساب، وقواتنا الأمنية من أبناء منطقتنا أيضاً نالوا حصتهم من الانقسام والتفرقة، وبالرغم من المناشدات الكثيرة التي قمنا بها وخاطبنا الجميع وبصوت واحد، كانت النتيجة غير مرضية".

وقد سعت ميليشيات الحشد الشعبي لعرقلة التغطيات الصحفية للتظاهرة الاحتجاجية، وذلك بمنع الصحفيين من دخول بلدة قرة قوش مركز قضاء الحمدانية شرق الموصل حيث انعقدت التظاهرة، وتم سحب هوياتهم.

رئيس أساقفة الموصل يطالب بوقف عمليات التغيير الديموغرافي التي تقودها ميليشيات الحشد الشعبي في المدينة وعموم المحافظة.

وقال صحفيون: إنّ "عملية الإيقاف تمّت من قبل نقطة التفتيش التابعة للواء (50) من الحشد الشعبي في مفرق قضاء الحمدانية عندما كانوا يرغبون بدخول البلدة".

وكان رئيس كتلة (بابليون) التابعة للحشد الشعبي ريان الكلداني في مركز الاتهامات بسعيه للاستيلاء على أملاك تابعة للكنيسة الكلدانية تعادل المليارات من الدولارات، وذلك لخدمة مخططات الميليشيات الشيعية التي يعمل لصالحها، وهي المخططات التي اتضحت عندما صدر مرسوم جمهوري يسحب صلاحيات البطريرك (لويس ساكو) لكي يمنعه من إدارة أملاك الكنيسة.

ويقول مراقبون لصحيفة (العرب) اللندنية: إنّه منذ أن تم تحرير الموصل من فلول تنظيم (داعش) فإنّ ميليشيات الحشد ترفض الانسحاب من المناطق السكنية والبلدات المأهولة بالسكّان في الموصل. والأمر نفسه يحدث في تكريت والرمادي والفلوجة، وذلك في إطار برنامج لإحلال أسر شيعية من أفراد الحشد محل السكان المهجرين الذين يتم حرمانهم من العودة.

ميليشيات الحشد الشعبي عرقلت التغطيات الصحفية للتظاهرة، وذلك بمنع الصحفيين من دخول بلدة قرة قوش وسحب هوياتهم.

ويطالب أهالي الموصل بإخراج فصائل الحشد الشعبي من المدينة، ووقف عسكرة المجتمع، وإنهاء صفحة "المدن منزوعة السكّان" التي تحتلها الميليشيات وترفض إعادة أهلها.

يُذكر أنّ قراراً حكومياً كان قد صدر عام 2019 وقضى بإعادة هيكلة الحشد الشعبي، ورسم خارطة انتشار جديدة تتضمن نشر قوات الفصائل المسلحة خارج المدن، إلا أنّ حكومتي عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي فشلتا في تحقيق أيّ تقدم في هذا الملف.

وقال مصدر في البرلمان العراقي: إنّ "الفصائل المسلحة والميليشيات تعمل على أكثر من هدف في المدن المحررة، فهي تمارس نشاطات سياسية وأمنية واقتصادية، إضافة إلى هدف خطير يحظى بدعم سياسي وخارجي، وهو التغيير الديموغرافي، نظراً إلى أنّ سكان بعض البلدات من طيف واحد".

رئيس كتلة (بابليون) التابعة للحشد الشعبي ريان الكلداني في مركز الاتهامات بسعيه للاستيلاء على أملاك تابعة للكنيسة الكلدانية تعادل المليارات من الدولارات.

ويشير المصدر إلى "تحويل الكثير من الأراضي الزراعية إلى منازل لقادة الميليشيات والقيام بنشاطات زراعية فيها، من دون علم أصحابها الذين يسكنون في خيام النازحين في مناطق متفرقة، من بينها إقليم كردستان، شمال البلاد". ومن أبرز الفصائل التي تقود عمليات التشييع كتائب حزب الله، وحركة النجباء، والإمام علي، وعصائب أهل الحق، والتي تملك ما لا يقلّ عن (50) ألف عنصر مسلح ينتشرون في نحو (25) مدينة وبلدة.

وقال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إنّ زعيم ميليشيات (بابليون) ريان الكلداني، المدعوم من إيران والخاضع للعقوبات الأمريكية، يهدف إلى تهميش البطريرك الكلداني في العراق (لويس ساكو)، وقد سمح لميليشياته بنهب الأديرة المسيحية في سهل نينوى.

وتنتشر الأوقاف المعنية بالمسيحيين في مختلف أنحاء العراق، ولكنّها تتركز في بغداد ونينوى، وتبلغ قيمتها الإجمالية المليارات من الدولارات.

يُذكر أنّه من بين مليونَي مسيحي كانوا يعيشون في العراق قبل الحرب في عام 2003، لم يبقَ سوى ما بين (5 و6%)، وقد وثّقت تقارير مختلفة على نطاق واسع المصادرة غير القانونية  والمستمرة لأراضيهم وممتلكاتهم، وكان مجلس مطارنة محافظة نينوى (شمال العراق) قد دعا للحضور والمشاركة بالوقفة الاحتجاجية التي أقيمت عصر يوم الجمعة في سهل نينوى؛ بسبب عدم جدية الحكومة في حلحلة أزمات المسيحيين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية