وصفت مسرِّبة الوثائق عن جرائم الصين بحقّ مسلمي الإيغور، ما يحدث في إقليم شينغيانغ بالمحارق النازية.
وأدّت هذه الوثائق التي نجحت آسيا عبد الله في تسريبها، التي كانت مادة لعشرات القصص في الإعلام الدولي، في تلقيها تهديدات بالقتل على فيسبوك، لكنّها أكّدت أنّها لا تخشى على حياتها؛ لأنّ من أرسل لها الوثائق قد ضحى بحياته في سبيل تسريبها، وفق ما أوردت شبكة "الحرة" الأمريكية.
وتكشف الوثائق الأساليب الصينية المتبعة ضدّ الإيغور؛ إذ يتمّ احتجازهم في معسكرات؛ حيث يخضعون للعقاب وغسيل أدمغتهم، وصولاً إلى إخفائهم وقتلهم، وهناك تقارير تشير إلى قيام الصين بببيع أعضائهم، وحتى إجراء التجارب عليهم.
آسيا عبد الله تكشف عن تلقيها تهديدات بالقتل على فيسبوك وتؤكد أنّها ستستمر في كشف الجرائم بحقّ الإيغور
وكانت آسيا، البالغة من العمر 47 عاماً، تعمل موظفة حكومية في أورومتشي عاصمة الإقليم، وكانت قد فرت من الصين إلى هولندا، عام 2009، بعد اشتباكات عنيفة بين الإيغور والأغلبية الصينية الهانية، وحصلت على اللجوء الهولندي.
وأكّدت آسيا في حديث لشبكة "PBS" أنّ مسلمي الإيغور ليسوا إرهابيين، وأنّهم ضحايا المصالح الخاصة للحزب الشيوعي الصيني، وما يحدث من إبادة جماعية بحقّهم يعدّ تكراراً لمحارق الحرب العالمية الثانية.
وأشارت عبد الله إلى أنّ الصين تنشر الأيديولوجية الشيوعية، وتريد أن تكون زعيمة العالم، وهذا لا يشكّل تهديداً للإيغور أو للولايات المتحدة فقط، بل تهديد للعالم بأسره.
كما أعربت عن أملها بأن تقوم الصين بإصلاح نظامها السياسي، وأن يتمّ إغلاق معسكرات الاعتقال، وقالت: "آمل أن يأتي اليوم عندما يصبح الإيغور أحراراً، وأن يتمكنوا من اتخاذ قرارات بشأن مستقبلهم".
وفي سياق متصل؛ أكّد عضو الكونغرس الأمريكي، كريس سميث؛ أنّ الاعتقال الجماعي لملايين الأشخاص لم يسبق له مثيل؛ إذ "انتزع الأطفال من أحضان أسرهم الدافئة، لتلقين أيديولوجياتهم الشيوعية، وأجبروا على التخلي عن ثقافتهم الدينية، ولغتهم وتعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي والإجهاض القسري.
كريس سميث: الاعتقال الجماعي لملايين الأشخاص من مسلمي الإيغور لم يسبق له مثيل
ورداً على هذه الوثائق؛ نفى السفير الصيني في لندن، ليو شياو مينغ، ما ورد، وزعم أنّ الصين تحترم دين الإيغور، رغم الأدلة على تدمير بكين عشرات المساجد في شينغيانغ
وقد تم إنشاء معسكرات الاعتقال، عام 2017، كجزء مما يسمى حرب الرئيس شي جين بينغ "ضدّ الإرهاب"، ويؤكد مراقبون أنّ ما يحدث في الإقليم عملية تطهير عرقي؛ حيث يتم استبدال الإيغور بأغلبية "الهان" الصينية، بينما تصرّ بكين على أن مثل هذه المعسكرات ليست أكثر من مراكز إعادة التأهيل.
وكانت الصحف العالمية قد تناولت معلومات من 400 وثقية صينية مسربة، تحكي أساليب المعاملة التي يتعرض لها مسلمو الإيغور، باضطهادهم واعتقالهم، رغم عدم ارتكابهم أيّة جريمة.