مسرحية جديدة أم انفصال بين حزب الله وجبران باسيل؟

مسرحية جديدة أم انفصال بين حزب الله وجبران باسيل؟

مسرحية جديدة أم انفصال بين حزب الله وجبران باسيل؟


08/12/2022

تتفاقم أزمة الثقة، وتطفو خلافات إلى العلن بين حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، على خلفية امتداد الشغور الرئاسي، وسط غياب أيّ ملامح لانتهاء تلك الحالة، خاصة بعد فشل البرلمان على مدار (8) جلسات في انتخاب رئيس جديد.

وأطلق رئيس التيار الوطني الحر سلسلة تصريحات، عقب تأمين حزب الله النصاب القانوني لانعقاد جلسة مجلس الوزراء الإثنين الماضي، وصفت بالأعنف تجاه حليفه الأساسي "حزب الله" والتفاهم القائم بينهما منذ عام 2006.

باسيل يفتح النار على حزب الله عقب تأمين حزب الله النصاب القانوني لانعقاد جلسة مجلس الوزراء

وقال باسيل في تصريحات صحفية نقلتها قناة الجديد: إنّه "لا شرعية لأيّ سلطة تناقض العيش المشترك، ولا قيمة ولا قيامة لأيّ تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية".

وأضاف أنّ "الشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء"، مردفاً أنّه "إذا كان أحد يظن أنّه يضغط علينا في الموضوع الرئاسي، نقول له إنّه لن يجدي ذلك، وهذا الأمر يؤدي إلى تصلب أكثر".

وأشار رئيس التيار إلى أنّه قد "حصل اتفاق مسبق على جلسة الإثنين (الجلسة الحكومية)، ولو لم يحصل ذلك، لما تجرأ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الدعوة"، قائلاً: "مشكلتنا ليست معه (ميقاتي)، بل مع مشغليه"، في إشارة إلى الثنائي حزب الله وحركة أمل.

باسيل: مشكلتنا مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق والوعد والضمانة، وهذه ليست المرة الأولى

واستطرد باسيل: "مشكلتنا مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق والوعد والضمانة، وهذه ليست المرة الأولى، أقله في الفترة الأخيرة، من انتخاب المنتشرين والانتخابات بحدّ ذاتها إلى الحكومة".

وما لم يقله رئيس التيار الوطني الحر بشكل مباشر للحزب، قاله أنصاره حين طالبوا بشكل واضح بفك الارتباط؛ لعدم جدوى استمراريته بعد تصرف حزب الله الذي وضعوه في خانة "الغدر"، ووصفه آخرون بـ "طعنة وزارية".

وكشف عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطا الله، في تصريحات تلفزيونية أمس، أنّ حزب الله وعد التيار الوطني الحر بأنّه لن يشارك بالجلسة الحكومية، وشارك بها، قائلاً: "الذي حدث هو شيء خارج عن الدستور".

واعتبر عطا الله أنّ "المرحلة تشبه انقلاب عام 1990، واليوم كان في محاولة هيك وفشلت، وميقاتي يؤدي ما كلّفه فيه الثنائي الشيعي".

حزب الله تعمّد عدم التعليق على تصعيد باسيل في مؤتمره الصحفي أول من أمس، خصوصاً أنّ ردّ الفعل هذا لم يكن مفاجئاً

من جهته، دافع عضو تكتل الوفاء للمقاومة (التكتل النيابي لحزب الله) النائب حسين جشي عن مشاركة وزراء حزب الله في جلسة الإثنين، قائلاً: إنّ "المشاركة جاءت من بوابة إرادة نابعة من قناعاتنا بأنّ هناك بنوداً كانت تستوجب قراراً حكومياً لأهميتها وضرورتها، لكونها تتصل بمشاكل الناس، فكما هناك تشريع الضرورة، هناك اجتماع الضرورة".

في غضون ذلك، تعمّد حزب الله عدم التعليق على تصعيد باسيل في مؤتمره الصحفي أول من أمس، خصوصاً أنّ ردّ الفعل هذا لم يكن مفاجئاً. غياب المسؤولين في الحزب عن الواجهة كان بقرار، فيما القلّة التي تطوّعت للرد التزمت "تعميماً" داخلياً بـ "كظْم الغيْظ"، والتريث في الخوض في النتائج المحتملة لغضب باسيل، في انتظار رصد أبعاد المضمون السياسي لما قاله، مع التأكيد على "التمسك بالتحالف معه"، وفق صحيفة النهار اللبنانية.

وإذا كان حزب الله يتصرف على قاعدة تفهّم غضب رئيس التيار، فإنّ ذلك ينطلق من اعتبار الحزب أنّ الأخير يعلم تماماً، كما الحزب نفسه، بأنّه لا يمكن التضحية بتفاهم سياسي كانت له نتائج كبيرة على المستوى الوطني. وإذا كان الانفصال وفكّ التفاهم مضراً بحزب الله، فإنّ باسيل يدرك أنّ الضرر على التيار سيكون كبيراً أيضاً، وعليه، فإنّ الطرفين محكومان بالتفاهم على استمرار التفاهم، وأنّ "تفعيل الخط الساخن بين الطرفين لم يحن وقته بعد".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية