السعودية: محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء... ماذا وراء القرار؟

السعودية: محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء... ماذا وراء القرار؟

السعودية: محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء... ماذا وراء القرار؟


28/09/2022

بعد التطور الملحوظ في تنامي دور المملكة العربية السعودية على الصعيد الدولي، والتغييرات الإيجابية التي طرأت داخلياً على المستويين؛ الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، أثبت ما سبق، وفق مراقبين، قدرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إدارة البلاد على أكمل وجه، ومواصلة مخططات التنمية وتسريع تنفيذ رؤية 2030 التي أطلقها، والتي تُعدّ خريطة طريق لمستقبل المملكة في مختلف المجالات، لهذا جرى تكليفه أمس بمهام جديدة تتعلق برئاسة مجلس الوزراء.

وأعاد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمس تشكيل مجلس الوزراء بتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيساً للمجلس.

وجاء في الأمر الملكي الذي أصدره الملك ونُشر أمس عبر وكالة الأنباء السعودية (واس): "يكون الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيساً لمجلس الوزراء، استثناء من حكم المادة الـ (56) من النظام الأساسي للحكم، ومن الأحكام ذوات الصلة الواردة في نظام مجلس الوزراء".

وحسب الأمر الملكي، فقد تم تعيين الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزيراً للداخلية.

وجاء قرار العاهل السعودي بتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء السعودي، ليضع صاحب "رؤية 2030" في موضع المسؤولية لتنفيذ خطته الطموحة وترجمة مخرجات "الرؤية" إلى واقع ملموس في كافة المجالات، وبإشراف من والده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

والقرار يصب في مصلحة "رؤية المملكة 2030" التي تهدف لجعل الاقتصاد السعودي يرتكز على الاستثمار، بالإضافة إلى عدم اعتماده على النفط كدخل أساسي ووحيد.

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز

ومن أبرز مشروعاته الضخمة، في خضم سعيه لتنويع اقتصاد المملكة القائم على النفط، بناء مدينة "نيوم" المستقبلية الضخمة، وكلفتها (500) مليار دولار، بحسب وكالة "فرانس برس".

ويرى مراقبون، في تصريح صحفي نقلته الوكالة ذاتها، أنّ تعيين الأمير محمد بن سلمان رئيساً للوزراء "خطوة مهمة جداً تأتي في إطار سعي الملك لتطوير كافة أجهزة وأنظمة الدولة، خاصة أنّ الخطوة "غير مسبوقة، وتهدف لتسهيل إصدار القرارات وتسهيل عملية التطوير، ضمن رؤية المملكة 2030".

وتتضمن "رؤية السعودية 2030" (3) محاور رئيسية تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، وتعزيز تنافسيتها العالمية، وهي: مجتمع حيوي يعيش فيه المواطنون بنمط حياة مستدام، واقتصاد مزدهر يسعى لتوفير بيئة تطلق إمكانات الأعمال وتوسّع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل لجميع السعوديين، ووطن طموح يتّسم فيه العمل الحكومي بالفعالية والشفافية والمساءلة.   

قرار تعيين الأمير محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء وضع صاحب "رؤية المملكة 2030" في موضع المسؤولية لتنفيذ خطته الطموحة وترجمة مخرجات "الرؤية"

 

وبعد إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2016 على يد محمد بن سلمان، شهدت المملكة ثورة الإصلاح، خاصة فيما يتعلق بالمرأة السعودية وتمكينها.

دخلت المرأة وظائف كانت حكراً على الرجال مثل؛ تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون أول سيدة تتقلد هذا المنصب، وأيضاً تعيين آمال المعلمي سفيرة لبلادها في النرويج لتكون الثانية التي تتقلد هذا المنصب، إضافة إلى تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي، وفق ما أوردت صحيفة "عكاظ".

وساهم توجه بن سلمان في رفع نسبة النساء العاملات في المملكة، وكشف تقرير لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية صادر في نيسان (أبريل) 2021 أنّ مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل زادت في عام 2020، لتصل إلى 33.2%، بعد أن كانت 19.4% في عام 2017.

هذا، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي قادها ولي العهد، ومكافحة الفساد التي طالت شخصيات كان لديها حصانة كبيرة في السابق، ممّا اعتبره مراقبون للمشهد أنّ الجميع سواسية أمام القانون، ولا حصانة لفاسد في السعودية.

تتضمن "رؤية السعودية 2030" (3) محاور رئيسية تهدف إلى تحسين جودة الحياة

ويُعتبر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ثالث ولي للعهد يتولى رئاسة مجلس الوزراء منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

ففي بداية تأسيس مجلس الوزراء في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، كان لولي العهد سعود بن عبد العزيز مهمة رئاسة مجلس الوزراء، وكذلك في فترة حكم الملك سعود بن عبد العزيز، تولى فيصل بن عبد العزيز مهمة رئاسة المجلس، وكان ولياً للعهد أيضاً.

أبرز مشروعات ولي العهد الضخمة، في خضم سعيه لتنويع اقتصاد المملكة القائم على النفط، بناء مدينة "نيوم" المستقبلية الضخمة، وكلفتها (500) مليار دولار

 

ومنذ عهد الملك فيصل أصبح الملك نفسه يتولى منصب رئاسة المجلس، وبقي الأمر كذلك حتى صدور قرار أمس بتعيين ولي العهد في هذا المنصب.

ومع مراعاة النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، يرسم مجلس الوزراء السياسة الداخلية والخارجية والمالية والاقتصادية والتعليمية والدفاعية وجميع الشؤون العامة للدولة ويشرف على تنفيذها، وينظر في قرارات مجلس الشورى، وله السلطة التنفيذية، وهو المرجع للشؤون المالية والإدارية في سائر الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى.   

وتصدر عن المجلس الأنظمة، والمعاهدات، والاتفاقيات الدولية والامتيازات، وتعدل بموجب مراسيم ملكية بعد دراستها من مجلس الوزراء، الذي يدرس أيضاً مشروعات الأنظمة واللوائح المعروضة عليه ويصوّت عليها مادة مادة ثم يصوّت عليها بالجملة، وذلك حسب الإجراءات المرسومة في النظام الداخلي للمجلس.

وعلى مدار الفترة الماضية، أوكل الملك سلمان بن عبد العزيز لولي العهد القيام بالكثير من المهام نيابة عنه، كان أحدثها ترؤس قمة جدة للأمن والتنمية 16 تموز (يوليو) الماضي، التي شارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى قادة أمريكا ومصر والأردن والعراق، كما شغل  العديد من المناصب فقد ترأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

ويأتي تعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب رئيس الوزراء بعد أيام من نجاح جهود وساطة قام بها في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت إطلاق سراح (10) أسرى من (5) دول.

وساطة تعزز نجاح الأمير محمد بن سلمان في تعظيم مكانة المملكة وتكريس ثقلها إقليمياً ودولياً، وتحقيق إنجازات بارزة على الصعيدين؛ المحلي والدولي.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً على قرار التعيين، ممّا اعتبره البعض  مرحلة سياسية انتقالية جديدة في تاريخ الوطن، متعلقة بالشباب وقدراتهم التي ستضاعف ازدهار المملكة وتطورها.

بالمقابل، أكد نشطاء أنّ محمد بن سلمان كان "الحاكم الفعلي للسعودية، وأنّ القرار تحصيل حاصل لتصبح قيادته رسمية"، وقد ردّ آخرون، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية وعربية، على تلك الادعاءات، لافتين إلى أنّ العاهل السعودي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة في مجلس الوزراء، وكان على اطلاع مباشر على كافة المستجدات في المملكة، وأنّه لم يتخذ القرار إلا بعد أن أدرك أنّ نجله بحاجة لمساحة لتحقيق كل ما تمناه السعوديون، مشيرين إلى أنّه اتخذ هذا القرار بعد مشاورات مع الكثير من الشخصيات الوازنة في العائلة المالكة. 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية