مراقبون لـ"حفريات": نتنياهو يلوّح بضرب إيران وإلغاء الاتفاق مع لبنان

مراقبون لـ"حفريات": نتنياهو يلوّح بضرب إيران وإلغاء الاتفاق مع لبنان

مراقبون لـ"حفريات": نتنياهو يلوّح بضرب إيران وإلغاء الاتفاق مع لبنان


كاتب ومترجم فلسطيني‎
17/11/2022

تراقب دول الإقليم بحذر شديد طبيعة السياسات الخارجية للحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، الذي حقق فوزاً ساحقاً خلال جولة انتخابات الكنيست الخامسة التي جرت في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، حيث تعتبر كل من تركيا وإيران ولبنان وأوكرانيا، من أكثر الدول التي تراقب تشكيلة الحكومة المقبلة، وطبيعة تعامل نتنياهو في علاقاته والقضايا الخاصة مع هذه الدول.
وقال محللون سياسيون ومراقبون لـ"حفريات" إن ثمة ترجيحات بأن يصادق نتنياهو على شن هجوم على إيران خلال ولايته القادمة، فضلاً عن تلويح الرئيس المنتخب بأغلبية مريحة بإلغاء اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان، وأنه سيتعامل مع الاتفاق كما تعامل مع الفلسطينيين في اتفاق أوسلو، رغم ما يعترض هذا الأمر من عقبات قانونية.
على صعيد تركيا التي تبحث عن تعزيز اقتصادها مع إسرائيل، هي من أكثر الدول التي تراقب بحذر السياسات الخارجية للحكومة المقبلة، فقد شهدت العلاقات فترة وجود نتنياهو في السلطة سابقاً تدهور في العلاقات، ولكن نجحت حكومة التناوب السابقة بزعامة لابيد وبينت في تجاوز العديد من الخلافات، والتي أدت إلى تطور كبير في العلاقة بين الجانبين، والآن وبعد عودة نتنياهو تترقب تركيا بحذر مستقبل العلاقات الثنائية.
احتمالية ضرب إيران
في الملف النووي الإيراني هناك ترقب من قبل طهران حول طبيعة المواقف والسياسات الخارجية لحكومة نتنياهو، بعد أن حققت حكومة بينيت ولابيد تفاهمات مع واشنطن بسبب حوارهما الهادئ، ولكن وفق تقدير أحد الوزراء اليمينيين المقربين من نتنياهو ويدعى تساحي هنغبي، يتوقع أن يكون هناك احتمال بأنّ يصادق نتنياهو على شن هجوم على إيران خلال ولايته القادمة، من أجل تدمير سلاحها النووي بزعم أنّه لن يكون هناك خيار آخر أمامه سوى ذلك. 

 ثمة ترجيحات بأن يصادق نتنياهو على شن هجوم على إيران خلال ولايته القادمة
أما فيما يخص الشأن اللبناني، فقد نجحت الحكومة السابقة في تحقيق تقدم حول النزاع القائم حول حقول الغاز وبالتحديد حقل كاريش، وقد لا يحالف اللبنانيين الحظ لاستمرار هذا الاتفاق، وذلك بعد تصريحات نتنياهو التي سبقت الانتخابات الأخيرة، والتي أعلن فيها معارضته للاتفاق الذي أبرمته حكومة لابيد مع لبنان لترسيم الحدود البحرية بين البلدين وأصبح اتفاقاً دولياً، مضيفاً أنّه سيتعامل مع الاتفاق كما تعامل مع الفلسطينيين في اتفاق أوسلو.
فيما يخص النزاع القائم بين أوكرانيا وروسيا، تزامناً مع استمرار أوكرانيا بمطالبتها بالمساعدة العسكرية الإسرائيلية، ولا سيما بعد ضلوع إيران بتجهيز الروس بالمسيّرات الهجومية، وموقف نتنياهو الذي يعتبر الصديق المقرب من الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، تترقب الدولتان مستقبل العلاقات، فقد هنأ زيلينسكي نتنياهو بالفوز وكتب على تويتر تشترك أوكرانيا وإسرائيل في قيم وتحديات، الأمر الذي يتطلب الآن تعاوناً فعالاً، في المقابل حذرت روسيا من أنّ أي تحرك إسرائيلي لدعم قوات كييف سيضر بشدة بالعلاقات مع إسرائيل.
غياب نتنياهو شكل فرصة لتركيا
في سياق ذلك، يقول الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج إنّ "نتنياهو لطالما شكل عقبة كبيرة أمام تطور العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ولكن غيابه عن الحكم بعد خسارته في انتخابات الكنيست الرابعة في نيسان(أبريل) 2021، جاء فرصة لتوطيد العلاقات بين الجانبين إلى أن وصلت الأمور إلى تبادل السفراء".

سعيد الحاج: نتنياهو لطالما شكل عقبة كبيرة أمام تطور العلاقات بين تركيا وإسرائيل
يشير في حديثه لـ"حفريات": إلى أنّ "فوز نتنياهو لن يؤثر كثيراً على مستقبل العلاقات، فمن جهة استكملت الحلقات وليس هناك مسار ليوفقه، وليس هناك أيضاً دوافع تجعله يقدم على خطوات من شأنها تأجيج العلاقات، فمسار التقارب هذه المرة مختلف؛ فنتنياهو يأتي في ظل حالة عدم استقرار في إسرائيل، إلى جانب اقتراب تركيا من انتخابات مصيرية على هامش الحرب الروسية الأوكرانية".

من الصعب على حكومة نتنياهو التنصل من الاتفاق الذي أبرم مع لبنان وهذا يعود إلى أمرين، الأول متعلق ببعض الضوابط القانونية، والثاني متصل بضوابط سياسية


وأوضح أنّ "تركيا تقود حالياً إلى جانب الولايات المتحدة خطوات نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة مع تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، ورغبة الولايات المتحدة في تهدئة الأوضاع بين الحلفاء، إلى جانب توجه السياسات الخارجية لتركيا نحو التهدئة والحوار والتعاون والتنسيق مع معظم الخصوم الإقليميين ومنهم مصر والسعودية والإمارات، وبالتالي هذه الخطوات تلجم نتنياهو عن اتخاذ أي خطوات سلبية مع تركيا لاحقاً".
أغلبية اليمين مقلقة
أما الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي فتحي بوزية فقد بيّن أنّ "تركيبة الحكومة المقبلة التي تضم اليمين المتطرف مع غياب أحزاب الوسط عن التشكيلة الحكومية المرتقبة، يتسبب ذلك بقلق على المستوى المحلي والإقليمي، فصعود اليمين وحصوله على حقائب وزارية مهمة، سيشكل ضغطاً على مستقبل العلاقات الخارجية لإسرائيل مع العالم".

حذرت روسيا من أنّ أي تحرك إسرائيلي لدعم قوات كييف سيضر بشدة بالعلاقات مع إسرائيل
ولفت في حديثه لـ"حفريات" إلى أنّ "الفلسطينيين هم الأكثر تأثيراً من الحكومة الإسرائيلية الجديدة، كون أنّ اليمين المتطرف يحرض باستمرار على قتل الفلسطينيين وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، فنتنياهو لا يرغب بتحقيق أي سلام مع الفلسطينيين، وسيهدم أي فرصة لقيام دولة فلسطينية، إضافة إلى أنّ انضمام تحالف الصهيونية الدينية بزعامة ايتمار بن غفير إلى الحكومة المرتقبة، سيدفع الحكومة باتجاه تبني سياسات متشددة ضد الفلسطينيين".
أما الباحث في الشأن الإيراني يوسف عزيزي فيرجح أنّ يواصل نتنياهو "سياسته العدائية القديمة تجاه الملف النووي الإيراني، كون هذا الملف يشكل خطراً على إسرائيل، وقد دان سابقاً عودة إدارة بايدن للتفاوض حول الملف النووي مع طهران، في المقابل يستبعد أن تقدم إسرائيل خلال المرحلة المقبلة على ضرب إيران، ولكن ستواصل التحريض لمنع التوصل إلى أي اتفاق دولي وملاحقة التواجد الإيراني داخل سوريا".

تورط إيران في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال بيعها المسيّرات الإيرانية التي أحدثت تأثيراً على مجريات العملية العسكرية، سيوفر لحكومة نتنياهو المقبلة للضغط على الولايات المتحدة لفرض المزيد من العقوبات على إيران


يضيف في حديثه لـ"حفريات" بأنّ "تورط إيران في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال بيعها المسيّرات الإيرانية التي أحدثت تأثيراً على مجريات العملية العسكرية، سيوفر لحكومة نتنياهو المقبلة للضغط على الولايات المتحدة لفرض المزيد من العقوبات على إيران، على اعتبار أنّ إسرائيل تمتنع عن دعم أوكرانيا حفاظاً على الصداقة المتينة بين بوتين ونتنياهو".

 فتحي بوزية: نتنياهو لا يرغب بتحقيق أي سلام مع الفلسطينيين، وسيهدم أي فرصة لقيام دولة فلسطينية
في غضون ذلك، أكد الباحث في الشأن العربي والدولي هاني سليمان أنّ "صعود اليمين بشكل غير مسبوق، يأتي في سياق رغبة البيئة الإسرائيلية في هذا التوقيت لأفكار وسياسات اليمين، وذلك في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المشحونة، سواء على المستوى الداخلي مع فلسطين أو على المستوى الإقليمي". 
نتنياهو سيركز على الملف النووي
وبيّن في حديثه لـ"حفريات" أنّ "سياسات حكومة نتنياهو الخارجية ستركز على الملف النووي الإيراني بشكل أكبر، وسيكون هناك تصعيد تجاه هذا الملف، فربما تعود عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، إضافة إلى احتمالية شن إسرائيل ضربات على مراكز الطاقة، سواء بضرب عسكري مباشر أو من خلال الهجوم السيبراني عليها".
وأشار إلى أنّ "موقف نتنياهو من الأزمة الأوكرانية ستحكمه العديد من العوامل المختلفة، فرؤية لابيد كانت متقاربة وواضحة من رؤية واشنطن الداعمة لأوكرانيا، أما نتنياهو فربما بحكم قربه من بوتين، سيخفف من درجة مواقف إسرائيل المتقاربة مع واشنطن، وربما يعود ذلك أيضاً إلى قراءة إسرائيل موازين القوى ومسألة عدم الحسم حتى اللحظة، واستغلال إسرائيل الموقف للضغط على الولايات المتحدة فيما يخص الملف النووي الإيراني".

يوسف عزيزي: أرجح أنّ يواصل نتنياهو سياسته العدائية القديمة تجاه الملف النووي الإيراني، كون هذا الملف يشكل خطراً على إسرائيل
وحول ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، أوضح أنّه "من الصعب على حكومة نتنياهو التنصل من الاتفاق الذي أبرم بين الجانبين وهذا يعود إلى أمرين، الأول متعلق ببعض الضوابط القانونية، والثاني متصل بضوابط سياسية. قانونياً وبحسب اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، هناك مبدأ يسمى استقرار المعاهدات، وهذا يلزم أي نظام سياسي جديد بعدم التنصل من أي اتفاقية يتم توقيعها، أما سياسياً فهناك صعوبة من أن يؤدي التنصل إلى خلافات أوسع بين الجانبين ربما تصل إلى حد المواجهة العسكرية، وبالتالي الاتفاق ليس سيئاً بالنسبة لإسرائيل، بل يمنحها العديد من المكاسب الاقتصادية".

مواضيع ذات صلة:

تجربة الإسلاميين في الكنيست الإسرائيلي: خطاب العبري يدعو إلى التعايش

الخط الأخضر: قيد مكاني قاهر للفلسطينيين وذكرى غامضة للإسرائيليين

ما حقيقة الحديث عن تطبيع صومالي مع إسرائيل؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية