بدأت في ليبيا محاكمة (56) شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، أمام محكمة في مدينة مصراتة، 200 كم من العاصمة طرابلس.
ووُضع المشتبه بهم في قفص الاتهام حيث ارتدوا الزي الأزرق، بحضور العشرات من أقارب عناصر القوات العسكرية التابعة لحكومة طرابلس آنذاك، الذين قتلوا خلال مواجهات مع عناصر تنظيم داعش في سرت. وأدت معارك استعادة السيطرة على سرت إلى مقتل أكثر من (700) عنصر من قوات حكومة طرابلس حينذاك، وإصابة أكثر من (3) آلاف بجروح، وفق "يورو نيوز".
بدأت في ليبيا محاكمة (56) شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، أمام محكمة في مدينة مصراتة، 200 كم من العاصمة طرابلس
ينحدر المتهمون الذين تجري محاكمتهم من عدة بلدان؛ بينها سوريا وتونس والسودان إضافة إلى ليبيا، وتم اعتقالهم جميعاً نهاية العام 2016 بعد استعادة مدينة سرت الساحلية، الواقعة على بعد (450) كلم شرق طرابلس من أيدي التنظيم الإرهابي، عقب عملية عسكرية شارك فيها التحالف الدولي بضربات جوية مكثفة لمواقع التنظيم.
وعقب عرض المتهمين وعرض لائحة التهم الموجهة إليهم في إطار جلسة مقتضبة، أعلنت هيئة المحكمة تأجيل الجلسة إلى 25 أيلول (سبتمبر) المقبل.
ينحدر المتهمون من عدة بلدان؛ بينها سوريا وتونس والسودان إضافة إلى ليبيا، وتم اعتقالهم جميعاً نهاية العام 2016 بعد استعادة مدينة سرت
بدوره، قال المحامي لطفي محيشم الذي يمثل عائلات المقاتلين المناهضين لتنظيم داعش لوكالة "فرانس برس" بعد الجلسة: إنّه تم توجيه "تهمتين" للمشتبه بهم.
وأوضح المحامي أنّ "التهمة الأولى هي الانتماء إلى تنظيم إرهابي، والثانية قتل مقاتلين ضمن عملية البنيان المرصوص"، وهو اسم العملية التي نفذتها القوات العسكرية التابعة لحكومة طرابلس ضد تنظيم داعش.
وقد سيطر عناصر تنظيم داعش الذين قدّر عددهم ببضعة آلاف على مدينة سرت في حزيران (يونيو) 2015، مستغلين الانقسام والانفلات الأمني في ليبيا التي غرقت في الفوضى منذ سقوط معمر القذافي عام 2011. ودافع عناصر التنظيم بشراسة عن المدينة على مدى أشهر، مستخدمين تكتيكات حرب العصابات في المدن والدروع البشرية والألغام الأرضية.
أثارت المحاكمة غربي ليبيا استغراب الشارع، لا سيّما أنّها ضمّت قياديين كان الجيش الليبي يحاربهم ومصراته تدعمهم
هذا، وأثارت المحاكمة غربي ليبيا استغراب الشارع، لا سيّما أنّها ضمّت قياديين كان الجيش الليبي يحاربهم ومصراته تدعمهم.
من بين المتهمين قياديون متطرفون بتنظيم "داعش"؛ بينهم أحمد المشيطي الملقب بـ"عصيدة"، الذي كان يقاتل الجيش الليبي في مدينة بنغازي شرق البلاد خلال عملية "الكرامة" العسكرية التي أطلقها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في أيار (مايو) عام 2014 ضد التنظيمات المتطرفة في المدينة، الذي كان يتلقى الدعم من مدينة مصراتة.
يُذكر أنّ معظم قياديي داعش الذين يحاكمون اليوم في مصراته كان قد قبض عليهم في المدينة ذاتها، بعد أن هربوا إليها من مطاردة الجيش الليبي.
وكانت مصراته تمثل الملاذ الآمن لهؤلاء الإرهابيين، كونها معقل تنظيم الإخوان الذي كان يستخدم المتطرفين كجناح مسلح لتحقيق أجنداته، لكنّ المدينة انقلبت اليوم عليهم لأسباب مجهولة.